فقراء مدينة الصدر يشعرون بالتهميش والاستبعاد عن عملية إعادة الإعمار

TT

بغداد ـ ا.ف.ب: تخلى اغلب شيعة مدينة الصدر ببغداد عن اوهامهم ازاء الاميركيين غير ان المفارقة تكمن في ان كل الفرقاء يعملون على الحيلولة دون تفجر الوضع.

وكان المليونا نسمة الذين يسكنون مدينة الصدر (صدام سابقا) الفقيرة ومعظمهم من الشيعة قد تلقوا بارتياح وامل نبأ الاطاحة بنظام صدام حسين. ولا يزال حيهم من الاحياء النادرة في العراق التي تكاد تنعدم فيها الهجمات على الاميركيين.

غير انه وبعد ثمانية اشهر من الاطاحة بصدام لم يتغير شيء. فلا يزال الفقر يسود الحي الذي يفتقر الى الخدمات الاولية ويعاني سكانه من شعور عميق بالتهميش والاستبعاد من عملية اعادة الاعمار.

ويقول الشيخ عبد الهادي الدراجي ممثل زعيم «الحوزة العلمية الناطقة» مقتدى الصدر الذي تلهب خطبه الالاف من شبان هذا الحي الذي همش خلال حكم صدام، «نحن لا نرغب في محاربة الاميركيين ونريد اتباع الوسائل السلمية».

واوضح «ما نريده هو اعادة اعمار العراق على اسس جيدة فقد عانينا ما فيه الكفاية في السابق». وتوترت العلاقات مع الاميركيين هذا الاسبوع اثر اعتقال عدد من اتباع الصدر غير ان جهودا بذلت لتهدئة الوضع. وقال مسؤول حزب الدعوة الشيعي، الذي قمع بشدة في عهد صدام حسين، في مدينة الصدر «لقد تدخلنا للتهدئة».

واضاف حسين ريسان ان اعيان المنطقة وبينهم زعماء عشائر عرضوا وساطتهم للحفاظ على الاستقرار.

وقال عبد الحسين علي مسؤول حركة العمل الاسلامي الشيعية «لكل شخص الحق في التعبير عن رأيه ما لم يحمل السلاح». مشيرا الى وجود شيوعيين ايضا في المدينة.

وقال قائد الشرطة العقيد معروف نعمان انه «يتواصل مع الجميع» واشار الى ان المشكلة الوحيدة هي انحراف الشباب خاصة مع وجود 40 في المائة من العاطلين عن العمل الذين يزيد فيه عدد الذكور دون الـ25 سنة عن ربع المليون.

غير ان الغضب يتصاعد في المدينة. ويتهم المسؤولون الاميركيون بتكليف بعثيين سابقين بمهام امنية. ويقول حسين ريسان بأسف «انهم يعتمدون على معلومات الاحزاب المعادية».

وقال سيد الجابري الذي شارك في اجتماع مع مسؤولي التحالف «قبل خسمة عشر يوما تقدم زعماء العشائر بطلب لتحسين الخدمات».

وقال مشارك آخر في الاجتماع هو عبد الله الجابري «شرحنا لهم الوضع الكارثي في المدينة بلا جدوى. ان مخاطبينا عسكريون لا يشعرون بمعاناة شعبنا». غير ان المدينة التي يوجد فيها ثلاثة مستشفيات ومائة مسجد محرومة من كل شيء، على حد قول خالد الدراجي المسؤول البلدي الذي يوضح «لم يتم انجاز اي مشروع لان بلدية بغداد تقول انه ليس لديها الميزانية اللازمة».

وتابع المسؤول «من مبلغ عشرة ملايين دينار (خمسة الاف دولار) خصصت لاعادة تاهيل مدرسة لم يصرف سوى الخمس فقط في تمويل المشروع والباقي ذهب لجيوب الوسطاء». وقال سيد الدراجي «حوالي 80 في المائة من المجاري مسدودة ومياه الامطار لا يتم تصريفها. اذا ما استمر هطول الامطار فاننا سنكون قريبا بحاجة الى زوارق لعبور الطرق».