مؤلف «جمهورية الخوف» يسعى إلى إنشاء متحف يعرض فظائع نظام صدام

TT

لندن ـ رويترز: يؤمن الكاتب العراقي كنعان مكية بأن على العراق التصدي للارث الذي خلفه حكم الرئيس صدام حسين (الوحشي) حتى تشفى جراحه بينما يعمل على تأسيس مركز في بغداد يوثق تجاوزات النظام السابق.

وفي كتابه «جمهورية الخوف» يرصد مكية حالة الرعب التي اشاعها حزب البعث في البلاد. وقال خلال زيارة الى لندن «اذا كان هناك امر واحد يجمع افراد الشعب فانه الخبرات المشتركة للفظائع. وان جمع هذه الخبرات في مكان يضم كل الطوائف سيكون بمثابة بداية. اعتقد انها وسيلة لجمع البلاد برباط واحد».

واسس «مكية مؤسسة الذاكرة» العراقية غير الحكومية ومقرها بغداد ومن بين المشروعات التي تنفذها رصد الاحداث ابان الحكم البعثي في الفترة من عام 1968 الى 2003. وتنوي المؤسسة افتتاح متحف يعرض الفظائع التي ارتكبها النظام ضد الشعب العراقي بمختلف اعراقه.

ومكية من المثقفين البارزين في المؤتمر الوطني العراقي المعارض الذي تشكل في المنفى وقد امضى عشرات الاعوام في رصد التجاوزات في العراق من الولايات المتحدة حيث اقام عقب مغادرته العراق للدارسة في عام 1968. ويمضي مكية معظم وقته حاليا في بغداد.

ونشر الكاتب روايته لاول مرة في عام 1989 تحت اسم سمير الخليل.

وقال مكية ان الدور الهام الاخر الذي تلعبه المؤسسة هو جمع روايات الناجين من حكم صدام. وزار مكية لندن لتصوير شهادة منفي عراقي بارز سجن وعذب في الماضي.

كما تقدم المؤسسة وثائق للجيل التالي من الباحثين والدارسين. واضاف انه عثر على ملايين من الوثائق السرية مخبأة في قبو سري اسفل المكاتب المركزية لحزب البعث في بغداد.

وقال «وجدنا سجلات باسماء جميع التلاميذ في العراق وتعليقات عما اذا كان اعدم اي من افراد عائلاتهم وتفاصيل اخرى. انها قائمة سوداء شاملة لاطفال المدارس».

واكد مكية ان المؤسسة ستحتفظ بالوثائق التي ستنقل الى مكان آمن وسري بمساعدة سلطة التحالف المؤقتة. ويقول مكية ان التمويل امر هام اذ خصصت سلطة التحالف المؤقتة نحو مليون دولار للمؤسسة التي تعتمد على اموال جمعت من مصادر خاصة.

وقال «نحن نهدف الى جمع ما بين عشرة وعشرين مليون دولار خلال عام او عامين.

هذا يكفي لنقول ان لدينا فرصة طيبة لانجاح مهمة المؤسسة».

واعلن انه على اتصال بحكومات بعض الدول مثل كندا والسويد للحصول على مساعدتها وانه سيسعى للحصول على مساعدات في مجالات اخرى ايضا من المانيا. ويقول مكيه «لدى الالمان مؤسسات رصدت ملف الشرطة السرية في المانيا الشرقية في الماضي وتضع معايير وبروتوكولات تحكم استخدام هذه الوثائق ونحن نحتاج نصيحة الخبراء بشأن كيفية وضع هذه البروتوكولات في العراق».

وقال ان المؤسسة لا تزال في مراحلها الاولى وانها تحتاج لسنوات لتسجيل وتنظيم كميات ضخمة من الوثائق التي جمعتها ومن بينها وثائق تم الاستيلاء عليها ابان حرب الخليح عام 1991..

وفي السابق دعا مكية لتشكيل لجنة «حقيقة ومصالحة» على غرار ما حدث في جنوب افريقيا عقب انتهاء الحكم العنصري. ولكنه يقول «من الصعب تشكيل لجنة حقيقة ومصالحة في العراق في ظل الوضع الامني الحالي. اؤمن بتشكيل لجنة ذات طابع عراقي».

الا ان البعض يشكك في افكار مكية وفيما اذا كان في وضع يتيح له قيادة الجهود لاظهار حقيقة ما حدث في العراق. وكتبت اليزابيث كول من مجلس الشؤون الدولية والاخلاقية في الولايات المتحدة قائلة «لا يتفق الجميع في العراق على ان كل معاناة البلاد نتاج حكم صدام الاستبدادي، ويشير البعض الى الاضرار الناجمة عن فرض عقوبات اقتصادية طوال 13 عاما».

وقالت كول في صحيفة نيويورك تايمز الاميركية مؤخرا «يبدو مستبعدا ان يتفق الجميع على ان كنعان مكية، وهو منفي تسانده قوة احتلال، الرجل المناسب لقيادة جهود البلاد للبحث عن الحقيقة».