الروس اقترعوا لتشكيل برلمانهم

TT

اقترع قرابة 109 ملايين في القسم الاوروبي لروسيا وقرابة المليون خارج البلاد امس لانتخاب نوابهم الـ450 في مجلس «الدوما» (المجلس الادني للجمعية التشريعية الفيدرالية) من ممثلي 23 حزبا وتحالفا انتخابيا، وايضا بعض مسؤوليهم المحليين بمن في ذلك رئيس بلدية موسكو. واجريت الانتخابات تحت اشراف 1200 من المراقبين الاجانب الذين يمثلون 48 دولة و35 من مختلف المنظمات والهيئات الدولية.

وقد صوت الرئيس فلاديمير بوتين وزوجته لودميلا في احد الاحياء بجنوب العاصمة لكنه لم يشأ القول لمن صوت «احتراما للقانون. سيعتبر الامر بمثابة دعاية. لكن تفضيلي معروف جدا». واثناء الحملة الانتخابية عبر بوتين عن دعمه لحزب «ادينايا روسيا» (روسيا الموحدة) الموالي للكرملين والذي ترجح استطلاعات الرأي فوزه. وكان الحزب الشيوعي الروسي قد اتهم بوتين بالافصاح علانية عن تأييده لذلك الحزب والمشاركة في مؤتمره ما يعد انتهاكا للمألوف. كذلك ادلى الرئيس السابق بوريس يلتسين وزوجته ناينا بصوتيهما في موسكو. وصوت رئيس الحزب الموالي للكرملين وزير الداخلية بوريس غريزلوف بعد ربع ساعة من ذلك في موسكو. وقال امام عدسات كاميرا التلفزيون بعد تصويته ان روسيا «على ما يرام. ليس من الضروري شفاؤها بل يجب ايقاظها».

وتجرى عمليات الاقتراع عادة وسط اجواء من العيد في موسكو حيث اعدت وفق التقليد المتبع موائد طعام في مراكز التصويت تعرض فيها المأكولات باسعار تتحدى المنافسة. وقد فرضت تدابير امنية مشددة في سائر انحاء البلاد بعد الاعتداء الانتحاري الذي نفذه اربعة من الشيشان على قطار في جنوب روسيا مما اسفر عن سقوط 41 قتيلا يوم الجمعة. وكانت شرطة موسكو قد اعلنت وضع اجهزة كاشفة في جميع مراكز الاقتراع في العاصمة ونصحت وسائل الاعلام الناخبين بترك اي شيء معدني في المنزل. كذلك استعانت الشرطة بكلاب مدربة على كشف المتفجرات.

وقد اجريت الانتخابات وسط اجماع في الرأي حول فوز حزب «روسيا الموحدة» بأغلبية مقاعد المجلس خصما من الرصيد التقليدي للحزب الشيوعي الروسي والاحزاب اليمينية وفي مقدمتها «اتحاد قوى اليمين» وحزب «يابلوكو». وكان غينادي زيوغانوف، زعيم الحزب الشيوعي، قد اشتكى من «انتهاكات عديدة» في سير العملية الانتخابية، مشيرا الى ان حوالي 200 ألف من انصار الحزب راقبوا عملية التصويت في مختلف اللجان الانتخابية. وقال ان الحزب سيرصد احصاء الاصوات على التوازي مع اللجنة المركزية للانتخابات خشية تزوير النتيجة.

وبينما بدا الشارع الروسي غير مكترث بنتائج الانتخابات على اعتبار ان نتيجتها تحددت سلفا بفوز حزب السلطة «روسيا الموحدة» بالغالبية المطلوبة مع عدد من الاحزاب البديلة التي ساهم الكرملين في تشكيلها، صرح الرئيس بوتين وقرينته لودميلا عقب ادلائهما بصوتيهما بأنهما لم يناما طوال ليلة السبت ـ الأحد. غير ان الغريب ما كشفت عنه قرينة الرئيس من ان السبب تمثل في ان كلبة الرئيس وضعت ثمانية جراء ستة منها باللون الاسود والآخران بالابيض. وأضافت انها كانت تواصل عملية الوضع التي قال بوتين انه عائد لمراقبتها. ومن المتوقع ان تعلن النتيجة الرسمية للانتخابات في 19 من الشهر الحالي.