واشنطن تسحب التأشيرة الدبلوماسية السعودية لجعفر إدريس

مسؤول: الجوازات الدبلوماسية ستكون محصورة فقط في الذين يؤدون وظائف دبلوماسية

TT

سحبت السلطات الأميركية تأشيرة الدخول الدبلوماسية التي كانت تمنح لشخصية دينية سودانية مرتبطة بالسعودية، كما تقرر وقف أي دعم بعد الآن للمعهد الإسلامي بفيرجينيا الذي كان يقدم فيه ذلك الشيخ محاضراته في بعض الأحيان. وتعكس الخطوتان، وحسب تصريحات أدلى بها المسؤولون الأميركيون والسعوديون، الجهود المتزايدة التي تبذلها الدولتان من أجل مكافحة الإرهاب والتضييق على الإرهابيين. وقالت السلطات الأميركية ان جعفر شيخ إدريس الذي ارتبط اسمه بمعهد العلوم العربية والإسلامية بفيرفاكس، غادر البلاد قبل اسبوعين بعد سحب إقامته.

وصرح محام على صلة بشيخ إدريس، أن الأخير، وهو مواطن سوداني الأصل، كانت تدعمه السفارة السعودية باعتباره دبلوماسيا، وكان له مكتب بقسم الشؤون الإسلامية التابع للسفارة. وقال مسؤول سعودي أن مغادرة جعفر شيخ إدريس جاءت بعد قرار من الحكومة السعودية بعدم تزويد الذين يمارسون التدريس بالخارج بجوازات سفر دبلوماسية. وقال المسؤول الكبير ان الجوازات والامتيازات الدبلوماسية في كل السفارات السعودية، في المستقبل، ستكون محصورة فقط في أولئك الذين يؤدون وظائف دبلوماسية، وان هذا جزء من توجه أكبر لإبعاد هذه السفارات عن أية مهام تتعلق بالشؤون الدينية. وسيكون من شأن هذه الخطوة تعقيد مستقبل المعهد، لأن سحب الجوازات الدبلوماسية من مدرسيه سيضطرهم إلى السعي للحصول على تأشيرات وتصاريح عمل وتدريس داخل الولايات المتحدة وهو أمر لا ترغب الولايات المتحدة في الاستجابة له في بعض الحالات.

ولم يكن ممكنا الاتصال بإدارة المعهد للتعليق على الوضع الجديد. وتعكس الخطوات السعودية انتباه السلطات لخطورة كل أشكال التعبير عن التطرف الديني، بعد أحداث الرياض الإرهابية. وقد اتخذ المسؤولون السعوديون قرارهم حول معهد فيرفاكس بعد التحقيق في اتهامات بأنه يدعو إلى مفهوم للإسلام غير متسامح إزاء المذاهب الإسلامية الأخرى. ويتبع معهد فيرجينيا إلى جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، وهو معهد «للدراسة بالمراسلة»، متخصص في الدراسات العربية والإسلامية. وقالت صحيفة «وول ستريت جورنال» ان المعهد درب 75 على الأقل من المرشدين الدينيين الذين يعملون حاليا بالجيش الأميركي.

وتقول سلطات تطبيق القانون الأميركية ان كثيرا من السعوديين المقيمين في الولايات المتحدة بجوازات دبلوماسية لا يقومون بأية مهام دبلوماسية في هذه البلاد. وقال أحد المسؤولين ان بعض هؤلاء قد سحبت جوازاتهم الدبلوماسية في الاسابيع الأخيرة. وقال مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية ان إقامة شيخ إدريس سحبت لأن نشاطاته لم تكن تنسجم مع وضعه الدبلوماسي. وقال: «يفترض أن يقوم شيخ إدريس بواجبات متصلة مباشرة بالسفارة السعودية، وقد وضح لنا أنه لم يعد يقوم بهذه الواجبات في السفارة وعلى أساس الدوام الوظيفي المعروف». وقال خالد موسى الموظف بالسفارة السودانية في واشنطن ان شيخ إدريس غادر الولايات المتحدة إلى السودان قبل اسبوعين وأن السلطات الأميركية لم تخطر السفارة السودانية أن شيخ إدريس طلب منه مغادرة الولايات المتحدة. وقال إدريس في موقع «إسلام توداي.نيت»، يوم الأربعاء، انه خضع لتحقيقات متتالية من قبل الـمباحث الاميركية «إف.بي.آي» حول محاضراته وأسفاره في أوروبا. وقال ان السلطات الاميركية طلبت منه مغادرة البلاد. وكان شيخ إدريس الذي تنشر محاضراته في مواقع الكترونية حول العالم، شخصية بارزة يتحلق حولها اسلاميون في منطقة واشنطن. وهو مدير الجامعة الأميركية المفتوحة بالإسكندرية بالولايات المتحدة، ومؤسس المؤسسة الإسلامية الأميركية باسبرنغ فيلد، وهي كلها مؤسسات تدعو إلى نوع متشدد من الفكر الاسلامي.

* خدمة «واشنطن بوست» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»