وزراء خارجية مصر والسودان وإثيوبيا يتفقون على عقد لقاء كل 6 أشهر

TT

قال وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل ان الولايات المتحدة تلعب دورا ايجابيا تجاه عملية السلام في السودان، ورفض تحديد موعد قاطع لانجاز اتفاق سلام سوداني بين الحكومة والحركة الشعبية لتحرير السودان المعارضة.

وقال اسماعيل في مؤتمر صحافي عقب لقاء ثلاثي جمعه مع وزراء خارجية مصر واثيوبيا في القاهرة امس، «ظللنا نشجع الدور الأميركي، ولكن لن تستطيع أي قوى ان تفرض موعدا قاطعا لتوقيع السلام في السودان»، مشيرا الى أن التحديد القاطع بيد الطرفين الحكومة والحركة الشعبية وقال ردا على سؤال حول الانعكاسات السالبة لرفض بعض المعارضين السودانيين الاتفاق الذي تم بين النائب الأول للرئيس السوداني علي عثمان محمد طه ورئيس المعارضة السودانية محمد عثمان الميرغني في جدة الاسبوع الماضي. وأوضح ان الميرغني وقع الاتفاق مع طه منطلقا من أرض صلبة اعتمادا على تفويض كامل من قيادات التجمع الوطني الديمقراطي «واذا كانت هناك اصوات نشاز حاولت الخروج عن هذا الاجماع، يمكن للميرغني بحكمته ووضعه ان يعالج هذا الأمر» واضاف «أننا نستعد الآن لمرحلة الجهاد الأكبر وهو تثبيت السلام الذي ينتهي بالوحدة الطوعية للسودانيين»، مشيرا الى ان «الوفاق لا يستثني أحدا، فهو مفتوح لكل الوان الطيف السياسي».

وتحدث وزير الخارجية المصري أحمد ماهر في المؤتمر الصحافي مؤكدا انهم في الاجتماع الثلاثي تلقوا اخبار مطمئنة من الوزير السوداني حول التقدم الذي يشهده الحوار السوداني. وحول ما اذا كان اللقاء جاء من أجل مواجهة مخاطر تهدد الدول الثلاث، قال ماهر «هذا اللقاء لا يتعلق بالمخاطر فقط، وليس اقامة أي لقاء يعني وجود مخاطر.. هناك كثير من القضايا الايجابية نناقشها، وهناك مصالح مشتركة وأهداف تخدم شعوبنا وشعوب المنطقة، منها المشكلات التي تواجه القرن الأفريقي والمنطقة ايضاً»، وقال «اتفقنا أن يعقد هذا الاجتماع الثلاثي كل 6 اشهر في عاصمة من البلدان الثلاثة وان اثيوبيا ستستضيف الاجتماع المقبل، على ان يكون التعاون بين الدول الثلاث في مجالات كثيرة منها التجارية والاقتصادية والثقافية وسيسبق كل اجتماع لقاء للخبراء في البلدان الثلاثة وسيكون الاجتماع الأول للخبراء في القاهرة». وأوضح ماهر أن الرئيس المصري حسني مبارك، «بارك هذا العمل من أجل مصلحة شعوبنا وشعوب المنطقة» وتابع قائلا: «كما تعرفون ان برامج الوزراء دائما مليئة بالارتباطات. ورأينا ان تنظم اللقاءات الثلاثية حتى تستطيع ان تخدم الأهداف التي ذكرناها لخدمة بلداننا والمنطقة».

وفي ندوة لوزير الخارجية السوداني بالقاهرة أكد اسماعيل ان ما يجري في دارفور بغرب السودان لا يؤثر على اتجاه السلام مع الجنوب، وقال ان القلاقل التي تحدث هناك تجرى في ثلاث محليات فقط بالولاية التي تضم 23 محلية، مشيرا الى ان دارفور تأثرت مثلها مثل بقية مناطق السودان بالحرب، وقال ان عملية السلام «تقترب من نهايتها، ولم تبق الا ثلاث قضايا خلافية تتطلب ارادة سياسية من الطرفين، واذا توافرت هذه الارادة فان توقيع الاتفاقية ممكن قبل نهاية العام الجاري» موضحا بأن كل الجهود بما فيها جهود مصر تبذل حاليا في هذا الاطار وتصب في مرحلة تعزيز الثقة.

من جهة ثانية عقد الرئيس المصري حسني مبارك أمس اجتماعين منفصلين مع وزيري خارجية اثيوبيا والسودان لمناقشة العلاقات الثنائية والتعاون في منطقة القرن الأفريقي قبل ان يعقد وزراء خارجية مصر والسودان واثيوبيا اجتماعا ثلاثيا للغرض نفسه، وقال وزير خارجية إثيوبيا سيوم ميسفين عقب المقابلة: انه نقل رسالة من رئيس وزرائه الى الرئيس المصري، تتضمن التأكيد بتعزيز التعاون بشكل كامل بين مصر واثيوبيا في كل المجالات بما يصل الى أعلى مستوى من الثقة والتفاهم. وأضاف ان الرسالة تضمنت التزام اثيوبيا ببناء هذا التعاون في محاولات التجارة والاستثمار والاقتصاد والعلاقات السياسية والدبلوماسية واجراء مشاورات بصفة عامة بين البلدين. وقال ميسفين ان مصر واثيوبيا بالتعاون مع باقي دول حوض النيل خاصة منطقة شرق أفريقيا قررت فيما بينها الالتزام بالتعاون بشكل تام لصالح شعوب هذه الدول، مشيرا الى أنه نقل ايضا الى الرئيس مبارك المشاورات التي أجراها رئيس الوزراء الاثيوبي مع المسؤولين السودانيين بشأن عملية السلام في السودان، كما تناول اللقاء مع الرئيس مبارك تطورات الأزمة في السودان والاستقرار بشأن عام في منطقة القرن الأفريقي وكذلك النزاع بين اثيوبيا واريتريا، موضحا ان الرئيس مبارك تعهد بتقديم كل اشكال المساعدة الممكنة من أجل تحقيق السلام والاستقرار في منطقة القرن الأفريقي.

وقال ماهر إن الرئيس مبارك تلقى رسالة من الرئيس السوداني عمر البشير سلمها له مصطفى عثمان وزير الخارجية وتتعلق بالعلاقات الثنائية بين مصر والسودان وكذلك موضوع البرلمان الافريقي الذي طرحت مصر إن يكون مقره القاهرة، وأن السودان قد أيد الاقتراح المصري. واضاف ماهر ان اللقاء تناول ايضا العلاقات بين البلدين وتطورات عملية السلام في السودان وبرامج التعاون المصري ـ السوداني لدعم هذا السلام ووحدة السودان، مشيرا الى ان البلدين متفقان على العمل معا من أجل مصلحة الشعبين المصري والسوداني.

ومن جانبه قال اسماعيل عقب اللقاء إن السودان يمر بمرحلة في غاية الدقة، مشيرا الى ان الرئيس البشير كلفه بنقل تقديره وشعب السودان للجهود التي تبذلها مصر في اتجاه السلام وكذلك اطلاع الرئيس مبارك على تطورات عملية السلام في السودان. وحول التعاون بين الدول الثلاث قال انه يصب في مصلحة ازالة التوتر في المنطقة سواء في السودان أو الصومال، وأضاف «نعطي بهذا الاجتماع اشارة الى أننا نسعى للتعاون كأقليم لا للتعاون ضد الغير». وردا على سؤال حول ما اذا كان الاجتماع الثلاثي سيتضمن مناقشة اتفاق صنعاء حول الأمن في البحر الأحمر والقرن الأفريقي، قال الوزير السوداني «هذا الاجتماع هو لمناقشة التعاون بين الدول الثلاث لأجل مصلحة شعوبها، أما اتفاق صنعاء فهذا أمر آخر».