وساطة أردنية لإقناع إيران بتسليم 70 من عناصر «القاعدة»

TT

يقول مسؤولون أميركيون وشرق أوسطيون إن الملك عبد الله الثاني، ملك الاردن، يقوم بجهود حاليا لإقناع إيران بتسليم حوالي 70 من عناصر القاعدة الموجودين لديها حاليا، ومن ضمنهم ابن اسامة بن لادن، إلى الولايات المتحدة مقابل عملية كبيرة تنفذها الولايات المتحدة ضد أكبر مجموعة معارضة إيرانية موجودة حاليا بالعراق. وقد ناقش الملك عبد الله الذي يرغب في إحياء الحوار بين واشنطن وطهران، احتمالات هذا المشروع مع إدارة بوش خلال زيارة خاصة قام بها إلى واشنطن يومي الخميس والجمعة الماضيين. وكان الملك عبد الله قد زار طهران بداية الخريف، وكانت تلك الزيارة الأولى التي يقوم بها زعيم أردني خلال ربع قرن. وقد سافر وزير الخارجية الأردني مروان المعشر قبل زيارة الملك إلى واشنطن، بفترة قصيرة، من أجل مزيد من المحادثات.

وتعكس الجهود الأردنية رغبات قوية في الشرق الأوسط في استئناف المفاوضات غير الرسمية بين الولايات المتحدة وإيران والتي علقت بعد ثلاث جلسات عقدت في أوروبا بداية هذا العام. وأثناء جولته في تونس والمغرب والجزائر، طلبت هذه الدول من وزير الخارجية الأميركي كولن باول تحسين العلاقات مع إيران. وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية: «من المؤكد أن الناس في الشرق الأوسط، ومن ضمنهم رؤساء دول آخرون، يرغبون في حدوث شيء من هذا القبيل. ومن الواضح أن الناس في هذه المنطقة يريدون منا إنشاء علاقات أفضل».

وتمثل هذه الرغبة العربية ظاهرة مستجدة خاصة بعد أن سادت توترات طويلة بين العرب وايران وفي ضوء المخاوف التي تنتاب بعض الحكومات من النظام في إيران. وقد شد من عزم الملك الشاب، الذي صار يتبنى دور الوسيط الذي كان يجيده والده الملك حسين، الرغبة السائدة حتى وسط المتشددين الإيرانيين باستئناف الحوار مع الولايات المتحدة. ويعتقد الأردن وغيره من الدول العربية أن الوقت ملائم، نسبيا لمثل هذا الحوار، لاضطراب الأوضاع في العراق، الذي يربطه أطول خط حدودي مع جارته الإيرانية.

ويقول الخبراء الإيرانيون ان الإتفاقية التي أبرمت قبل اسبوعين بين الولايات المتحدة والاوروبيين حول الطاقة النووية الإيرانية ربما تحسن من فرص نجاح المفاوضات.

وقال شون ماكورماك، الناطق باسم مجلس الامن القومي «أوضحنا وأوضح آخرون ما ينبغي لإيران أن تفعله: وهو أن تسلم عناصر القاعدة إما إلى الولايات المتحدة أو الى الأقطار التي ينتمون إليها».

ولكن العقبة الحقيقية هي منظمة مجاهدين خلق. وهي مجموعة تتكون من 3800 إيراني شنوا حرب عصابات ضد إيران من معسكرات داخل الأراضي العراقية. وفي عام 1999 أعلنت وزارة الخارجية أن منظمة مجاهدين خلق منظمة إرهابية، وقد حصرت قوات المنظمة في قواعدها منذ احتلال الولايات المتحدة للعراق. وقال ماكورماك: «مجاهدين خلق منظمة إرهابية وستعامل كمنظمة إرهابية».

ولكن المسؤولين الأميركيين يقولون ان المنظمة ما تزال تبث برامج معادية للحكومة الإيرانية، ولم يحاكم أو يدن أي من أعضائها أو يسلم إلى إيران، وهو الأمر الذي تطالب به الولايات المتحدة فيما يتعلق بعناصر القاعدة. وقالت إيران انها ليست مستعدة للتعاون بشأن القاعدة طالما لم تبد الولايات المتحدة استعدادا مشابها للتعاون حول منظمة مجاهدين خلق. ويرد المسؤولون الأميركيون على ذلك بأن أغلب قادة المنظمة هربوا إلى أوروبا، وخاصة فرنسا، وأن الذين تخلفوا هم من العناصر التنفيذية البسيطة أو من الأطفال. وما تزال الولايات المتحدة تحقق فيما إذا كان بين هؤلاء الـ 3800 من يمكن تقديمه إلى المحاكمة بتهمة ارتكاب جرائم إرهابية. وقد أدت الخلافات حول مصير المنظمة إلى ظهور انقسامات داخل الإدارة، إذ تمارس وزارة الخارجية ضغوطا مستمرة على الكونغرس حتى يحل المنظمة وينزع أسلحتها، ويعاملها كمنظمة إرهابية، بدلا من التعامل معها كحليف محتمل.

ويرجع اهتمام الأردن بالقاعدة، جزئيا على الأقل، إلى كون أحد قادتها، الأردني الجنسية أبو مصعب الزرقاوي، ما يزال طليقا ويقال انه يتجول من شمال العراق إلى تركيا ولبنان وإيران. ومن بين الذين يشتبه في وجودهم في إيران هناك سعد بن لادن، ابن مؤسس القاعدة، والقائد العسكري سيف العدل، والمتحدث باسم القاعدة سليمان أبو غيث وأبو محمد المصري الذي ارتبط اسمه بتفجير السفارتين الأميركيتين في كينيا وتنزانيا.

* خدمة واشنطن بوست ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»