السعودية : مقتل أحد المطلوبين الـ26 في مداهمة بالرياض

أجهزة الأمن رصدت تحركات الريس وحاصرته أمام محل لإصلاح إطارات السيارات.. وتقارير عن مقتل إرهابيين آخرين واعتقال ثالث

TT

تمكنت السلطات الأمنية في الرياض امس من قتل أحد المطلوبين أمنيا ضمن قائمة الـ26 التي اعلن عنها، وخصصت لمن يدلي بمعلومات عن ارهابيين جوائز مالية تبدأ بمليون ريال (266 ألف دولار) نقداً وتنتهي بـ7 ملايين ريال (1.87 مليون دولار). وقال بيان لوزارة الداخلية بثته وكالة الأنباء السعودية امس، ان رجال الأمن تمكنوا من متابعة المدعو ابراهيم بن محمد بن عبد الله الريس وهو أحد المطلوبين أمنياً من ضمن القائمة التي نشرتها وزارة الداخلية عبر وسائل الاعلام أول من امس. وذكر البيان ان مصدرا مسؤولا في وزارة الداخلية صرح بأن رجال الأمن قاموا صباح امس برصد أحد المطلوبين أمنياً في ضوء ما قدمه أحد المواطنين من معلومات عنه، واثناء اقتراب رجال الأمن من المطلوب في احدى محطات الوقود في جنوب غربي مدينة الرياض بادرهم بإطلاق النار، مما دفع رجال الأمن بالرد عليه بالمثل. وقد نجم عن ذلك ـ بحسب البيان ـ وفاته، وعدم اصابة أي من رجال الأمن. وبتفتيشه تبين انه يحمل وثائق مزورة ويتنقل باسم مزور، كما عثر في جيبه على قنبلة يدوية جاهزة للاستخدام. كما اسفر تفتيش مكان اقامته عن العثور على ثلاث قنابل يدوية ورشاش وثلاثة مسدسات وكمية من الذخيرة الحية. وأشاد المصدر بتعاون المواطنين وجهود رجال الأمن في ملاحقة هؤلاء المطلوبين أمنياً وغيرهم ممن تسول لهم أنفسهم تعكير صفو أمن وأمان البلاد. واختتم المصدر تصريحه بدعوة المطلوبين أمنياً لتسليم انفسهم الى الجهات الأمنية، مؤكداً ان المبادرة بالرجوع عن الخطأ سوف تقدر لهم.

وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر مطلعة ان العملية بدأت منذ الليلة قبل الماضية عندما قامت أجهزة الأمن بتمشيط منطقة اقامة الريس في حي السويدي بعد بلاغ تقدم به احد المواطنين الذي تعرف عليه بعد نشر وزارة الداخلية لصور المطلوبين أمنيا. وقالت المصادر ان رجال الأمن قاموا بافراغ احد اطارات سيارة المطلوب من الهواء والاكتفاء بمتابعته في انتظار وصول القوات الخاصة بالتعامل مع الارهابيين، لكن الريس خرج من مخبئه وتوجه الى محطة وقود قريبة تضم محلا لتغيير الزيوت واصلاح الاطارات بهدف تعبئة الاطار بالهواء. وفي تلك الاثناء وصلت قوات الطوارئ التي طالبت الارهابي بالاستسلام، لكنه أبى وبادر الى اطلاق النار من سلاحه، مما اضطر رجال الأمن الى الرد فأردوه قتيلاً.

وأشادت المصادر بقدرة رجال الأمن على التعامل مع الحادث ومحاولة القبض على المطلوب حيث تمكنت الأجهزة الأمنية من تطويق الشوارع المحيطة بالمنطقة التي وجد فيها المطلوب وتضييق الخناق عليه وتوجيهه الى مكان بعيد عن المارة بهدف حماية السكان من الآثار المترتبة على عملية القبض. واعتبرت المصادر ان قرار وزارة الداخلية منح مكافآت مالية لمن يدلي بمعلومات عن المطلوبين او احباط عملية ارهابية ستساهم بلا شك في التضييق على هؤلاء المطلوبين وتسريع عمليات الظفر بهم، لافتا إلى أن مواقف المواطنين ومساهمتهم مع لجان الأمن في هذا الجانب ليست وليدة اليوم أو تحتاج الى مكافآت لدفعهم الى عمل ذلك، لكن هذا الإجراء يمثل تقديرا من الدولة لجهود المواطنين واذكاء روح المواطنة فيهم.

وشددت المصادر على القول إن «جميع المواطنين والمقيمين يعلمون انهم ضحايا الارهاب، فالابلاغ عمن يقوم بعمل ارهابي او احباطه هو حماية للجميع من هذا الداء الذي بدأ يستشري في المجتمع من قبل أناس لا يحملون ذرة من ضمير او انسانية»، مثمناً جهود الجميع في محاربة هذا المرض. وذكرت المصادر ان المواطن الذي ارشد قوات الأمن الى مخبأ الريس، تسلم امس مكافأته المالية البالغة مليون ريال (266 ألف دولار) نقداً.

الى ذلك، ترددت معلومات حول قيام قوات الأمن السعودية بقتل اثنين آخرين من المطلوبين أمنياً على القائمة ذاتها في عملية مطاردة تبودل خلالها اطلاق النار صباح امس في حي الدريهمية القريب من حي السويدي الذي شهد مقتل المطلوب الريس، فيما اعتقل مطلوب ثالث في المنطقة نفسها بعد محاصرته. ولم يصدر على الفور بيان من وزارة الداخلية حول هذه المعلومات.

ويعتبر حي السويدي الواقع في جنوب غربي الرياض، من اكبر أحياء العاصمة السعودية وعرف الحي بهذا الاسم لعدة عقود وتفرعت منه أحياء تحمل اسماء جديدة رغم انها تقع في نطاقه وتحده أحياء «شبرا» و«البديعة» و«العريجاء» و«الشفاء» ويقطنه زهاء نصف مليون نسمة وغالبية سكانه من الملاك الذين لا يبرحونه. واشتهر الحي بكثرة مساجده ومطاعمه واسواقه، ويعتبر شارع «عائشة بنت أبي بكر الصديق» المعروف بـ«شارع الأبراج» وشارع «حمزة بن عبد المطلب» من اشهر شوارع الحي، إذ تكثر فيهما اسواق للملابس والعطور والذهب، اضافة الى أسواق لبيع أجهزة الاتصالات. كما تنتشر في أطراف الحي من جميع الجهات قصور الأفراح والعديد من الاستراحات. وكان حي السويدي قد شهد في عمليات دهم قامت بها السلطات الأمنية وجرت العملية الأولى في 12 أغسطس (آب) الماضي واستمرت خمس ساعات تم فيها اعتقال 6 ارهابيين وقتل اثنين آخرين اضافة الى مقتل 3 من رجال الأمن السعودي واصابة اثنين آخرين. وجرت العملية بعد محاصرة رجال الأمن لمبنى كان فيه الارهابيون، وبعد تبادل لاطلاق النار استمر خمس ساعات تمكنت قوات الأمن من اقتحام المبنى والقبض على الارهابيين. أما المواجهة الثانية فكانت في السادس من نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي عندما حاصر رجال الأمن تساندهم طائرات الهليكوبتر فجراً أحد المباني. وتم في هذه العملية القبض على مجموعة من الارهابيين فيما هرب قرابة الخمسة منهم بعد أن سطوا على عدد من سيارات المارة. وقتل احد الارهابيين بعد اقتحام البيت الذي تحصن به، فيما اصيب ثمانية من رجال الأمن اصابات طفيفة. ورجحت مصادر ان يكون منفذو تفجير مجمع «المحيا» السكني غرب الرياض في التاسع من نوفمبر، الذي اوقع 18 قتيلا واكثر من 100 مصاب اغلبهم من جنسيات عربية، ضمن المجموعة التي فرت في المداهمة الثانية في حي السويدي. وكانت السلطات السعودية قد أصدرت بيانا في الأول من الشهر الحالي اعلنت فيه التعرف على هويتي الانتحاريين اللذين نفذا التفجير، وهما علي بن حامد المعبدي الحربي وناصر بن عبد الله السياري، وذكر البيان ان العملية خطط لها في استراحة في حي «الدار البيضاء» جنوب الرياض. من جهة اخرى بثت شبكة «إن بي سي» الأميركية في الخامس من الشهر الحالي شريط فيديو لمجموعة من الارهابيين التابعين لتنظيم «القاعدة» وتحدث في الشريط شخص يدعى «عبد الإله العتيبي»، وهو أحد الذين قتلوا اثناء تفجيرات الرياض في الثاني عشر من مايو (أيار)، وزعم الشريط الذي انتجته شركة «سحاب» وهي مختصة في انتاج الاشرطة السمعية والبصرية ومرتبطة بتنظيم «القاعدة» ان بعض اللقطات صورت في حي السويدي.