فرنسا: إنذار كاذب عن هجوم ضد السفارة الأميركية

TT

اكدت مصادر أمنية فرنسية أمس ان تهديداً "كاذبا" باستهداف السفارة الاميركية كان وراء تكثيف الاجراءات الامنية المشددة حولها.

وكانت الأجهزة الأمنية الفرنسية قد تلقت من مكتب المباحث الفيدرالي الاميركي (اف.بي. آي) اول من امس، معلومات حول التحضير لعملية ارهابية كبيرة ضد السفارة الأميركية في باريس. فقد اتصل مجهول ليل السبت ـ الاحد بالسفارة المطلة على ساحة الكونكورد في باريس وترك رسالة موجهة الى مكتب المباحث الاميركية مفادها أن شخصين مصريين أعطى اسميهما وعناوينهما يحضران لهجوم ضد مقر السفارة بسيارة معبأة بالمتفجرات.

وصباح الأحد، قام قسم مكافحة الإرهاب التابع للشرطة الجنائية في باريس بالقبض على نحو عشرة مصريين سيقوا الى مقر القسم ووضعوا قيد الحجز الاحتياطي، حيث بدأت التحقيقات معهم مباشرة، فيما عمدت الشرطة بالتعاون مع مسؤولي السفارة الأميركية الى تشديد التدابيرالأمنية حول مقر السفارة، التي تحظى أصلا بحماية استثنائية منذ هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 .

غير أن الشرطة لم تقبض صباح الأحد على الشخصين المطلوبين اللذين سلما نفسيهما لاحقاً. وسريعا تبين للأجهزة الأمنية والمحققين أن الإنذار كان كاذباً، وأن العملية كلها تصفية حسابات بين مجموعات مصرية تعمل على إدخال مواطنين مصريين الى فرنسا بصفة غير شرعية. وخلال عملية الدهم والاعتقال التي جرت صباح الأحد في العاصمة وفي ضاحية لاكورنوف الواقعة شمال باريس، لم تعثر الشرطة على أي دليل يثبت التحضير لعملية إرهابية كاسلحة او متفجرات أو غيرها. وفضلا عن ذلك، لم يسبق لإرهابيين أن سلموا أنفسهم من تلقاء انفسهم، مما يؤكد، وفق مصادر الشرطة، أن العملية ثأرية الطابع.

وحتى مساء امس، لم تكن الأجهزة الأمنية قد نجحت في تحديد هوية الشخص الذي ترك الانذار الكاذب. وبحسب مصدر قضائي، فإن التحضيرات تجرى لطرد عدد من المصريين الموقوفين لمخالفتهم قوانين الهجرة الفرنسية.

وأمس فتحت السفارة الأميركية وكذلك القنصلية أبوابهما كالمعتاد. وقال مصدر في السفارة لـ"الشرق الأوسط" إن المسؤولين فيها "مطمئنون للتدابيرالأمنية التي تنفذها الشرطة" في محيط السفارة كما أنهم "راضون" عن التعاون الفرنسي.

وكانت السفارة الأميركية من بين الأهداف التي خططت مجموعة اصولية لمهاجمتها في الماضي القريب، الأمر الذي يفسر جدية السلطات في التعامل مع الإنذار الكاذب. فضلا عن ذلك، تتخوف السلطات الأمنية الفرنسية من أعمال إرهابية على الأراضي الفرنسية بمناسبة أعياد نهاية السنة ولذلك قررت تشديد الإجراءات الأمنية في الأماكن العامة وحول البعثات الأجنبية الحساسة وعلى رأسها السفارة الأميركية.