أربيل تستضيف أول مؤتمر لإعادة الإعمار في العراق

العشرات من الشركات ورجال الأعمال يبحثون آليات تنفيذ مشاريع تقدر بعدة مليارات من الدولارات

TT

بدأ امس في اربيل عاصمة الاقليم الكردي اول مؤتمر لاعمار العراق بحضور نيجيرفان بارزاني رئيس الحكومة التي يديرها الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني وممثلي 30 شركة تمثل حكومات بريطانيا والصين وايطاليا وكندا ودول اخرى بهدف تنفيذ العشرات من المشاريع الضخمة التي تقدر تكاليفها بعدة مليارات من الدولارات. وفي مواجهة مخاوف المستثمرين الاجانب الذين يخشون ان يضعوا استثماراتهم في كيان تهدده نزاعات اقليمية، اكد المسؤولون الاكراد ان كردستان العراق لن تسعى الى الانفصال، وجددوا التأكيد على ان اكراد العراق تخلوا عن طموحاتهم الاستقلالية وانهم يلتزمون بدولة اتحادية. وقال بارزاني «لا يمكن حل مشكلتنا الا في اطار العراق والعيش مع اشقائنا العرب في المناطق الاخرى من العراق». واضاف في كلمة امام تجمع لمحافظين عراقيين محليين واعضاء مجلس الحكم العراقي ورجال اعمال ان منطقته قطعت شوطا كبيرا خلال 12 عاما منذ ان تحررت من الرئيس العراقي السابق صدام حسين بموجب منطقة «حظر الطيران» التي فرضتها الطائرات البريطانية والاميركية. وقال خلال مأدبة عشاء خارج اربيل العاصمة الاقتصادية للاكراد العراقيين قبل مؤتمر يستمر يومين بشأن مستقبل العراق «نجحنا في خلق تجربة هنا يمكن محاكاتها في بقية انحاء العراق». وقال دوغلاس ميلور رئيس شركة تنمية كردستان التي تحاول تطوير المنطقة ان الاكراد يريدون جذب استثمارات الشركات التي يمكن ان تستغل المنطقة كنقطة انطلاق الى بقية انحاء العراق. واردف قائلا ان الاكراد سيعرضون على اي حكومة مركزية حقوق استغلال الموارد الموجودة في باطن الارض اذا وافقت على اقتسام الارباح بين المناطق بالتساوي. وقال ميلور ان البدء في عملية تنفيذ المشاريع الكبيرة في العراق يعتبر بمثابة الخطوة الاولى لنقل السلطة للعراقيين الذين يتطلعون الى آفاق جديدة لنسيان الماضي المتمثل بالسياسة التعسفية، مثمنا التجربة البرلمانية في كردستان العراق وتمتع سكان الاكراد بالحرية منذ احداث 1991 وممارسة حياتهم الطبيعية ووصولهم الى التقنيات الحديثة واعداد كوادر فنية في كافة المجالات التي تتيح الفرصة للاسراع في عملية الاعمار. وقالت مصادر رسمية كردية امس ان المشاريع المطروحة تشمل ميادين توفير المياه والكهرباء والزراعة والري وايصال الخدمات الصحية والتربوية الى ابعد قرية في كردستان العراق والتي شهدت في زمن النظام السابق التدمير وواجهت عملية الابادة الجماعية.

وقال بارزاني في المؤتمر الذي يبحث آليات المباشرة بتلك المشاريع الاستراتيجية ان تحولا جذريا يحدث في العراق بعد عملية انهاء الحرب عليه حيث ابدت مختلف شركات العالم المساهمة في عملية الاعمار من خلال تخصيص استثماراتها التي تفوق المليارات لمختلف مدن العراق وتكون لمنطقة كردستان حصة كبيرة من تلك المشاريع حيث تعيش حالة من الاستقرار وحفظ الامن مما يدفع تلك الشركات لاستثمار اموالها بصورة تنسجم مع التغيرات الحاصلة بعد زوال النظام السابق.

وقد صرح سيامند البنا ممثل حكومة بارزاني لـ «الشرق الاوسط» بان اتفاقات جرت بين السلطات الكردية وعدد كبير من المستثمرين في العالم والذين لديهم خبرة كبيرة في مجال الاعمار وابدوا استعدادهم للعمل في العراق رغم الظروف الصعبة مؤكدا توافد عشرات من الشركات الاخرى التي من المؤمل وصولها الى كردستان العراق لتكون البوابة الاولى لاعمار المدن الاخرى.