شبح صدام حسين ما يزال يقض مضاجع العراقيين

الخوف من الرئيس العراقي المخلوع يزيد عدد المصابين باضطرابات نفسية

TT

بغداد ـ رويترز: صدام حسين رئيس مخلوع وملاحق وثمن رأسه بـ25 مليون دولار ولكن ما يزال يثير مشاعر خوف حقيقية بين الكثير من العراقيين المترددين على عيادات للامراض النفسية. يقول الدكتور حارث حسن ان وعود صدام بالعودة في رسائل مسجلة الى قنوات فضائية عربية اضافت الى اكتئاب العراقيين الذين يعانون من الوضع الامني المتردي في بلادهم.

واضاف حسن الذي يظهر في برامج بالتلفزيون قائلا «تزداد نسبة الذين يعانون من اضطرابات نفسية يوما بعد يوم. كنت استقبل 15 مريضا في اليوم خلال شهر رمضان. وكان العدد سيرتفع الى 30 يوميا لو لم يكن جدول اعمالي مزدحما».

ورغم ان الولايات المتحدة اطاحت بدكتاتورية صدام في ابريل (نيسان) الماضي فقد تفشت الجريمة في العراق بينما تحتدم معركة شرسة بين مناوئين وجيش الاحتلال. قالت مؤسسة (ميداكت) الخيرية البريطانية هذا الشهر ان عراقيين سيصابون بامراض عقلية وجسمية طوال سنين بسبب سوء الاحوال المعيشية والعنف وانهيار الخدمات الصحية. والان يبعث صدام برسائل بين الحين والاخر مثل التي اذاعتها قناة «العربية» في منتصف الشهر الماضي التي ابلغ فيها العراقيين انه سيعود قريبا. وقال حسن وهو احد 56 طبيبا نفسيا مسجلا في العراق «لا يزال الناس يصابون بكوابيس».

كانوا يخشون من صدام ويكرهون نظامه ولكن لم يجاهروا بهذا. والان ايقنوا انه رجل مجنون فعلا».

ويقول حسن الاستاذ بجامعة بغداد «ان اغلب مرضاه من مناطق ريفية بعيدة وانهم اكثر استجابة نفسيا من المثقفين. ربما يكونون اميين ولكنهم اكثر استجابة من الناحية النفسية من المثقفين».

واضاف انهم يأتون من اماكن تبعد عن بغداد مسافات طويلة قد تستغرق عشر ساعات ويبيتون في فنادق اذا لم يجدوه. ويفسر حسن هذا بان هؤلاء الناس غير المتعلمين ربما جربوا وسائل اخرى تقليدية للخروج من حالة القلق وفشلوا ولذلك جاءوا اليه. قال ان 95 في المائة من مرضاه يذهبون اولا الى شيخ لتخليصهم مما يعتقدون انه تلبس بالجن وعندما يفشل يأتون اليشسه. مضيفا ان عدد الشيوخ الذين يمارسون هذا العمل يتزايد. وبعد سقوط حكم البعث ازداد توجه الناس الى الدين في العراق وخاصة بعد ان احالت عقوبات الامم المتحدة حياتهم الى جحيم. واستطرد حسن يقول ان المشكلة ليست فقط في صدام او انعدام الامن ولكن العراقيين ايضا مصابون بالاحباط والاكتئاب والانظمة العدوانية منذ 45 عاما من الحكم القمعي. ويضيف «هل يسير في الشارع عراقي مبتسم. اطلاقا. الاكتئاب اذا استمر دون علاج يتحول الى عدوانية». ويعتقد حسن ان ثورة 1958 التي اطاحت بالملكية لها دور في خلق ثقافة العنف في العراق. وقال «انه ليس نظام صدام فقط ولكن ايضا ثورة 1958 كانت عنيفة جدا. اتذكر كيف احضروا الى مدرستي ساق نوري السعيد رئيس الوزراء الموالي لبريطانيا في العهد الملكي. كان المطلوب منا سحلها او البصق عليها». واعرب عن خشيته من عودة المآسي في ظل الاحتلال. واضاف قائلا «منذ ايام قليلة كنت في طريقي الى العيادة ووجدت جنودا يمنعون عضوا من مجلس الحكم من المرور على جسر. كان صدام حسين يفعل هذا. المشكلة ليست فيمن يحكم العراق. انها الان هل نستطيع بناء كرامة العراقيين».