تنافس بين بنغلاديش وماليزيا لتولي أمانة «المؤتمر الإسلامي»

TT

يتنافس مرشحا بنغلاديش وماليزيا على الفوز بمنصب الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي بعد انتهاء فترة الامين العام الحالي المغربي عبد الواحد بلقزيز العام المقبل. وتقوم كل من بنغلاديش وماليزيا بحملة دبلوماسية لدى الأمم المتحدة لدعم مرشحيهما. وقد بدأت بنغلاديش حملتها الدبلوماسية اثناء اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة في سبتمبر (ايلول) الماضي. وأقام سفير بنغلاديش لدى الامم المتحدة افتخار تشودري حينها مأدبة غداء على شرف مرشح دولته لامانة منظمة المؤتمر الإسلامي صلاح الدين تشودري. وقالت مصادر دبلوماسية ان بعض الوفود العربية والإسلامية لم تلب تلك الدعوة وشعرت بأن الوقت مبكر لدعم أي مرشح.

وعندما أعلن رسميا عن ترشيح صلاح الدين تشودري، وهو عضو في البرلمان البنغلاديشي، لامانة منظمة المؤتمر الاسلامي في قمة هذه المنظمة بكوالالمبور في اكتوبر (تشرين الاول) الماضي، حذرت بعض الجهات من تولي هذه الشخصية للمنصب.

ويتهم تشودري من قبل بعض خصومه بأنه «انتهازي ويغير ولاءه السياسي في بنغلاديش مع كل تغير اية حكومة». وكان تشودري قد بدأ مشواره السياسي كعضو في «الرابطة الاسلامية» في باكستان. وعندما تولى الجنرال إرشاد الحكم في بنغلاديش تحول تشودري إلى حزب «جلايا» الذي كان إرشاد قد انشأه وعين وزيرا في تلك الحكومة. ثم تحول تشودري إلى حزب بنغلاديش الوطني وانتخب كعضو في البرلمان ممثلا عن الحزب الوطني. وفي مايو (أيار) 2001 ابعد عن الحزب بسبب تقرير قدمه الحزب الوطني عن تاريخه قبل انفصال بنغلاديش عن باكستان. واتهم بأنه تعاون في السابق مع «الاعداء» في اشارة الى باكستان. وفي اكتوبر (تشرين الأول) 2001 استعاد عضويته نتيجة نفوذه وعلاقاته مع السلطة الحالية وانتخب مرة ثانية كعضو في البرلمان ليكون مستشارا للشؤون البرلمانية لرئيسة الوزراء الحالية خالدة ضياء.

وأخطر ما وجه الى تشودري كان من منظمة «هيومن رايتس واتش»، الحقوقية الاميركية. وقد وجه فرع هذه المنظمة في بنغلاديش رسالة الى رئيسة الوزراء ضياء يطالبها فيها بإلغاء ترشيح تشودري للأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي. وجاء في الرسالة: «إنه أمر غير مسؤول وغير مناسب ترشيح صلاح الدين تشودري لهذا المنصب لعدة أسباب» منها انه «كان حليفا للقوات الباكستانية أثناء ارتكابها جرائم ضد الانسانية وممارستها إرهابا شنيعا ضد شعب بنغلاديش في حرب عام 1971». واقترحت المنظمة على بنغلاديش تبديل مرشحها بآخر «يكون مقبولا لدى دول منظمة المؤتمر الإسلامي والعالم».

وتحفظت بعض الدول على ترشيحه فيما دافعت عنه دول اخرى. وقال سفير إحدى هذه الدول لدى الامم المتحدة: «إنه بالتأكيد رجل غير مناسب. خبرته السياسية لا تتجاوز عمله في البرلمان وهو لا يملك أي خبرة في العمل الدبلوماسي». أما سفير باكستان لدى الامم المتحدة أكرم فدافع عنه قائلاً: «إن الاتهامات التي وجهت إليه تحمل دوافع سياسية. نحن نعتقد أنه شخص جيد ونحن ندعم ترشيحه». واوضح أن تشودري يتحدر من الجزء المحاذي لشرق باكستان وأن هناك جماعات سياسية تكيل الاتهمات إليه لدوافع سياسية بحتة.

أما سفير مصر لدى الامم المتحدة أحمد أبو الغيط فقال «إنه من المبكر البت في هذا الأمر حتى القمة القادمة لمنظمة المؤتمر الإسلامي» المقررة في اسطنبول في ابريل (نيسان) المقبل. واضاف ابو الغيط «ان هناك مرشحين وربما قد يكون هناك مرشح ثالث» للمنصب.

واعرب سفير بنغلاديش عن قناعته بأن مرشح دولته يحظى بدعم غالبية الدول الأعضاء في المنظمة. وقال افتخار تشودري «إن صلاح الدين تشودري سياسي من الطراز الأول وهو مرشح جيد» و«من الطبيعي أن تصدر اتهامات ضد سياسي بوزن صلاح الدين تشودري في بلد ديمقراطي مثل بنغلاديش».

اما المرشح الثاني للمنصب، وهو السفير الماليزي السابق لدى الامم المتحدة حسمي اجام فيحظى باحترام وتقدير كل السلك الدبلوماسي في المنظمة الدولية. وكان اجام ممثلاً لبلاده في الامم المتحدة لمدة تسع سنوات، و«هو وجه أليف ودبلوماسي من الطراز الأول» حسب قول بعض زملائه السفراء. وقد مثل اجام ماليزيا مرتين في مجلس الأمن من عام 1980 حتى عام 1990، ثم من عام 1999 حتى عام 2000. وكان له حضور واضح في اجتماعات مجموعتي عدم الانحياز والمجموعة الإسلامية لدى الأمم المتحدة. وقال مسؤول رفيع المستوى لـ«الشرق الأوسط» ان ماليزيا تأمل من ترشيح السفير أجام في «إحداث نقلة نوعية في عمل منظمة المؤتمر الإسلامي أمام التحديات التي يواجهها العالم الإسلامي اليوم. إن ماليزيا تتزعم المطالبة بإصلاح المنظمة وإعادة هيكلها بما يتلاءم والتطورات الراهنة في الساحة السياسية».........................