المجاطي أشرف على تدريب عناصر «السلفية الجهادية» في المغرب

TT

تواصل الأجهزة الأمنية المغربية تحريات مكثفة لإلقاء القبض على مجموعة من الأصوليين المتطرفين المصنفين في خانة «خطر جدا»، وقالت بعض المصادر الأمنية لـ«الشرق الأوسط» إن الأمن المغربي يحاول الآن جاهدا إلقاء القبض على كل من عبد المالك بوزكرن ويوسف عداد اللذين يشتبه في تورطهما في الأعمال الإرهابية التي استهدفت خمسة مواقع في الدار البيضاء في 16 مايو (آيار).

وقالت المصادر إن كريم المجاطي يبقى أحد أهم وأخطر العناصر الإرهابية التي ظلت السلطات المغربية تبحث عنها منذ صيف سنة 2002 ، وقالت إن اسم هذا العنصر الذي وصفته بـ«الخطير»، ورد في الأقوال التي أدلى بها المتورطون في جرائم يوسف فكري،المحكوم عليه بالإعدام، زعيم تنظيم السلفية الجهادية في سيدي مؤمن بالدار البيضاء الذي نفذ جرائم قتل في مجموعة من المدن المغربية باسم الدين.

وقالت المصادر إن شخصية «كريم المجاطي»، الذي تأكد حاليا أنه غادر المغرب قبيل تنفيذ هجمات 16 مايو (ايار) المرعبة التي أودت بحياة 45 شخصا ويعتقد أنه من بين العناصر التي وقفت وراء التخطيط لها خصوصا بعد أن أعلنت السلطات الأمنية السعودية أنه أحد مدبري تفجيرات مدينة الرياض الأخيرة، تبقى مختلفة عن شخصيات باقي العناصر المتطرفة الأخرى لأن هذه الأخيرة يتحدر جلها من عائلات فقيرة عكس المجاطي الملقب بأبي إلياس وعبد الكريم.

والمجاطي شاب في مقتبل العمر متزوج من أميركية وينحدر من عائلة ثرية ميسورة، من أب يعمل موظفا في احدى الشركات المغربية، وأم فرنسية كانت بدورها موظفة في شركة خاصة بمستحضرات التجميل. وأوضحت المصادر الأمنية إن التحقيقات أبانت عن الخطورة التي يتسم بها عبد الكريم المجاطي، وأضافت أن هذا العنصر كانت له علاقة متشعبة بخلايا السلفية الجهادية في المغرب من بينها خلية يوسف فكري. وكشفت المصادر أن المجاطي كان يساعد فكري على توسيع مخططه الإرهابي بعدد من المدن المغربية وبدأ يزودهم بأسلحة نارية ودربهم على استعمالها.

ولم يتوقف كريم المجاطي، الذي كان يتولى مهمة ترحيل المغاربة إلى أفغانستان، عند هذا الحد بل قام بتدريب عدة عناصر من خلية يوسف فكري على كيفية صنع «الصاعق المتفجر» المستعمل في المتفجرات في بيته بسيدي الطيبي في مدينة القنيطرة.

واعتاد المجاطي، حسب مصدر أمني مسؤول، مرافقة المتطرفين إلى غابة سيدي الطيبي لتدريبهم على فنون الرماية، وفي إحدى المرات أجرى لهم تجربة على «السلاح الناري» باستعمال خراطيش أعد صناعتها بطريقة يدوية و ذلك بإضافة قطع حديدية صغيرة في مقدمتها بنفس حجم قطر فوهة الخرطوشة، بعد أن سن مقدمتها بشكل أصبح معه رأسها حادا يجعل الخرطوشة قابلة لاختراق الجسم الذي تصطدم به، وفي هذا الإطار سلم كريم المجاطي لعناصر خلية يوسف فكري خمسة خراطيش من هذا النوع مع السلاح الناري، وهكذا قام فكري بصنع ذخيرة مشابهة لتلك المعاد صنعها من طرف المجاطي باستعمال مسن كهربائي وقضبان حديدية.