الحسن بن طلال ينتقد إقامة العرب لعلاقات «فردية» مع الولايات المتحدة

منتدى الفكر العربي في عمان يناقش أسس تقدم الوطن في القرن الـ21

TT

انتقد الامير الحسن بن طلال تفضيل الدول العربية اقامة علاقات فردية مع الولايات المتحدة كقطب اوحد لبحث قضاياها، ورفض هذه الدول العمل مع هذا القطب وفق منظور جماعي لبحث مسائل الامن والاقتصاد والبيئة. واضاف خلال افتتاح المقر الدائم لمؤسسة «منتدى الفكر العربي» في عمان واقامة ندوة «أسس تقدم الوطن العربي في القرن الواحد والعشرين»، «اننا نفتقد الى عمل عربي مشترك، ولا نلتقي إلا اثر الازمات فقط».

وقال «ان الواقع العربي الحالي تعكسه الاحصاءات المفزعة، ومنها مثلا ما ورد في «تقرير التنمية الانسانية العربية» الثاني والذي اشار الى ان 40 في المائة من المسلمين يعيشون تحت الفقر مقابل وجود 1.3 تريليون دولار مودع في البنوك الاميركية باسم 300 ألف من الاثرياء العرب والمسلمين. وان 75 في المائة من الفلسطينيين يترنحون تحت خط الفقر ومثلهم في العراق وان 70 في المائة من لاجئي العالم هم مسلمون».

وتساءل الامير الحسن: «الم يحن الاوان لاستلهام الارث العظيم للتاريخ الاسلامي من اجل الخروج بدستور مدني اسلامي؟». داعيا الى تعددية مبدئية تصلح منبرا جديدا لعدم الانحياز بمواجهة العولمة، والى الشورى في بحث مصير القدس، والى عدم تجيير الاخطاء على اساس اقصائي.

وتضمنت الندوة محاورعدة تطرقت الى حالة الامة العربية في بحث للدكتور حليم بركات، الاستاذ المحاضر في جامعة جورج تاون في واشنطن، كما تناول الدكتور محمد جابر الانصاري، مستشار ملك البحرين، الرؤية الواقعية للمستقبل العربي من خلال تحقيق الوحدة القومية وعصرنتها في اطار دستوري مركزي او فدرالي. ودعا الدكتور عدنان السيد حسين، استاذ الدراسات العليا في كلية الحقوق والعلوم السياسية في الجامعة اللبنانية، الى احترام مبدأ الشرعية الشعبية في تداول السلطة. كما دعا الى مفهوم جديد للامن العربي.

كذلك حاضرت الدكتورة بدرية الحوفي، استاذة القانون الدولي العام، في المنظور النسائي للتقدم المنشود من خلال تحديث القوانين وعصرنتها. وقدم الدكتور احمد جلال التدمري، مستشار رئيس الديوان الاميري في رأس الخيمة (الامارات العربية)، عرضا موسعا لمشاكل العالم العربي بالارقام والوثائق.

وتضمن برنامج ندوة «منتدى الفكر العربي» حلقة نقاش عنوانها «القدس في الضمير» برئاسة الامير الحسن بن طلال، عرض خلالها الوضع الراهن الديموغرافي والجغرافي في القدس العربية للدكتور هشام الخطيب، كذلك عرض مشروع القدس الذي اعدته الجمعية العلمية الملكية وجامعة هارفرد الاميركية ومؤسسة التعاون. وقدم الدكتور اسماعيل الزبري فيلما وثائقيا عن القدس ثم فتح المجال لمناقشة عامة.