قراءة للتركيبة الجيوسياسية لقائمة الـ 26

«القاعدة» تبعث برسائل دعائية عن وجودها في كل مناطق السعودية

TT

لم تهمل قائمة الـ26 مطلوباً أمنياً في السعودية إرسال إشارات خاصة عن التركيبة الاجتماعية والجغرافية لـ23 عنصراًً موجودين فيها، فجاءت شاملة 10 عناصر من 9 قبائل من البادية، و13 عنصراً من الحاضرة في 4 مناطق، هي القصيم ونجد ومكة المكرمة وجازان. وتمثلت تلك الإشارات التي جاءت في العناصر الناشط معظمها مع تنظيم « القاعدة»، في أن التنظيم يعمل بعناصر «منتقاة من مختلف مناطق المملكة، وليس كما تردد سابقاً بأنه في المنطقة الجنوبية وحدها»، حسب ما يشير متابع أمني. وعلق أحد المتابعين لعناصر ما يسمى بـ« تيار الجهاد» في السعودية على الأسماء المعلنة، بالإشارة إلى أن بعضها معروف لديه في أوقات سابقة، وقال «أشك أن يكون مجملهم مرتبطاً مع القاعدة ارتباطاً مباشراً، لكن قد يكون داعماً بصورة أو بأخرى»، موضحاً بأن بين تلك العناصر من يعرف بـ«التيار التكفيري»، وهو تيار « لا يلجأ إلى العنف ميدانياً». وفي قراءة للعناصر السعودية من حيث التركيبتين الاجتماعية والجغرافية، يلحظ أن بين 23 عنصراً كان هناك 10 عناصر من أبناء قبائل البادية، وهم صالح العوفي الحربي، سعود القطيني النفيعي العتيبي، أحمد عبد الرحمن الفضلي، سلطان بجاد العتيبي، عبد الله أبونيان السبيعي، فارس آل شويل الزهراني، خالد مبارك القرشي، عيسى سعد العوشن، عثمان آل مقبول العمري وعامر آل زيدان الشهري. وشكلت هذه الأسماء تركيبة مختلطة من 9 قبائل تتوزع في قلب نجد والمدينة المنورة والطائف ومكة المكرمة وعسير والباحة والمنطقة الشرقية. وجاءت العناصر الـ13 الأخرى من أبناء الحاضرة من 9 مدن ومحافظات، وهم عبد العزيز عيسى المقرن، راكان محسن الصيخان، إبراهيم محمد الريس، فيصل عبد الرحمن الدخيل، منصور محمد فقيه، طالب سعود آل طالب، مصطفى إبراهيم مباركي، عبد المجيد محمد المنيع، ناصر راشد الراشد، بندر عبد الرحمن الدخيل، طلال عنبر عنبري، عبد الله محمد الرشود وعبد الرحمن محمد يازجي. وشملت هذه الأسماء مدن ومحافظات الرياض ومكة المكرمة والطائف وجدة وجازان والأفلاج وسدير وعنيزة والدرعية والزلفي وشقراء. وتنوعت القائمة في كونها لم تركز على قبيلة أو مدينة بذاتها، فلم يظهر بين القبائل أكثر من شخص لكل قبيلة ما عدا قبيلة عتيبة التي كان منها عنصران، وكذلك كانت محافظة الدرعية فمنها جاء شخصان، ولكنهما شقيقان. ويشير هنا، الدكتور محمد الوهيد، أستاذ علم الاجتماع في جامعة الملك سعود، إلى أن هذه التركيبة في جغرافيتها وتنوعها، تعتبر بمثابة «مؤشر خطير، يدل على اختراق التنظيم (القاعدة) لمواقع متعددة من المملكة جغرافياً واجتماعياً» ولم يهمل الدكتور الوهيد، الإشارة إلى أن هناك « قواسم مشتركة تجمع كل تلك العناصر، وساعدت على التقائهم، وإلغاء كل الفروق الاجتماعية بينهم، واختزلت المسافات المتباعدة لمواقعهم»، موضحاً أن النظر في المستوى الثقافي لهذه العناصر قد يوصل مبدئياً إلى قاسم مشترك، من حيث مستوى التعليم ونظرتها إلى الدين بتطرف، غير أن هناك « أموراً نفسية واقتصادية قد تجمع بينهم. إلا أنها لم تتضح بعد». غير أن عبد الله بجاد العتيبي، الباحث الإسلامي، يذهب في اتجاه مغاير، معلقاً بأن مثل هذه المجموعات « تتلاشى لديها الظروف القبلية والاجتماعية، فلا يقيمون لها وزناً، في تجمعهم والتفافهم حول بعض»، إلا أنه استدرك قائلاً « ولكن، قد يكون تشكيل هذه الأسماء من عدة مناطق مختلفة يهدف حسب رؤية المخططين في تنظيم (القاعدة) الى إرسال إشارات بأنهم موجودون في كل مكان في المملكة، وان بمقدورهم تجنيد العناصر من كل المناطق الجغرافية والفئات الاجتماعية، وليس من المنطقة الجنوبية وحدها حسب ما كان يتردد إعلامياً».

وكانت وسائل الإعلام المحلية والعالمية قد تناولت في أعقاب اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول) وجود عناصر تابعة لتنظيم «القاعدة » في 3 مناطق جنوب السعودية، وهي الباحة وعسير وجازان، بعدما تبين أن بين الـ14 سعودياً الذين شاركوا في تلك الحوادث، 10 عناصر قدموا من تلك المناطق الثلاث.