نتائج الانتخابات الروسية تعزز ساعد الرئيس بوتين

TT

كشفت النتائج الاولية لانتخابات مجلس الدوما 2004 ـ 2007 عن حصول القوى الموالية للكرملين على الاغلبية الساحقة، وهو ما اعتبره البعض مؤشرا بالغ الدلالة الى ان الرئيس فلاديمير بوتين صار يملك اليد العليا في الدورة التشريعية المقبلة، والفرصة الاكبر للفوز بفترة ولاية ثانية في انتخابات الرئاسة المقبلة في مارس (اذار) 2004.

اما الحزب الشيوعي فقد خسر ما يقرب من 50% من مجموع اصوات ناخبيه في الانتخابات الماضية، وهو ما يعني عمليا ضياع ما يزيد عن نصف ما كان يتمتع به من مقاعد في الدورة الماضية.

وكان المراقبون الدوليون قد اصدروا بيانا انتقدوا فيه الانتخابات الاخيرة التي اعتبروها تراجعا عن الديمقراطية، وان اشاروا الى انها جرت على مستوى تقني عال. وانتقد البيان الاستخدام الواسع النطاق من جانب السلطة للجهاز الاداري الحكومي لصالح حزب بعينه.

ورغم ان النتيجة كانت في مجملها متوقعة، فان النسبة التي فاز بها حزب «روسيا الموحدة» 36.84% تشير الى محاولة سافرة لتوفير النصاب القانوني اللازم لتمرير القوانين بالتعاون مع الأحزاب الموالية التي عمل الكرملين على تشكيلها ودعمها، مثل تحالف «رودينا» «الوطن» بزعامة سيرغي غلازيف وديمتري روغوزين الذي فاز بنسبة 9.02%، متقدما عن كل احزاب اليمين التقليدية مثل اتحاد القوى اليمينية، الذي عجز عن تجاوز الحد الادنى المقرر «5%» ولم يحصل سوى على 3.93% وحزب «يابلوكو» الذي توقف رصيده عند 4.32%. واذا كانت نتيجة تحالف «رودينا» تعتبر المفاجأة التي اصابت الغالبية بدهشة كبيرة فلم يكن ما حصل عليه الحزب الليبرالي بزعامة فلاديمير جيرينوفسكي المعروف بميوله القومية المتطرفة، 11.80% اقل اثارة لمثل هذه الدهشة نظرا لانه حقق ما يعادل ضعف ما حصل عليه في الانتخابات الماضية عام 1999. وكان هذا الحزب قد فقد مصداقيته في الشارع الروسي بعد ان «تحول زعيمه الى مهرج سياسي يبيع ما يريده الاخرون من اصوات ويمنح تأييده الى من يدفع اكثر» حسب اشارات الصحافة الروسية. ورغم ما قيل من ان الحزب استطاع اللعب على اوتار المشاعر القومية في اعقاب الهجوم الانتحاري الشيشاني على قطار ستافروبول ومناهضته للميول القومية لزعيم المعارضة الجورجية فان ما حققه من من فوز يدين به، وحسب مختلف التقديرات، الى الكرملين في اطار محاولات تقويض مواقع الحزب الشيوعي، من خلال تبني ما يطرحه اليسار من شعارات قومية سبق ورفعها حزب «رودينا» «الوطن» في الانتخابات الاخيرة. أما مقعد رئيس المجلس الذي سبق وفاز به جينادي سيليزنيوف ممثلا للشيوعيين في الدورة الماضية، وان انشق عليهم لاحقا ليشكل حزبه «الصحوة الروسية»، فمن المتوقع ان يعود الى ممثلي الاغلبية من حزب «روسيا الموحدة» الموالي للكرملين.