تأجيل اجتماع مجلس الشورى الأفغاني

TT

كابل ـ رويترز: قال مسؤولون افغان امس، ان اجتماع المجلس الاعلى للقبائل الافغانية «لويا جيركا» او مجلس الشورى الذي يضع تفاصيل الدستور الافغاني، تأجل بضعة ايام، مبررين ذلك بحاجة الأعضاء الى مزيد من الوقت للتوافد على العاصمة كابل من انحاء بعيدة.

وكان من المقرر ان يبدأ المجلس اجتماعاته في كابل الاربعاء، ويمكن ان تستمر طوال اسابيع لوضع دستور للبلاد يمهد لاجراء اول انتخابات رئاسية العام القادم.

وقالت مصادر في تصريحات خاصة ان السبب الحقيقي للتأجيل هو اعطاء الرئيس حامد كرزاي فسحة من الوقت لاقناع اعضاء المجلس بالموافقة على مسودة دستور نشرت من قبل تعطيه سلطات كبيرة. وقال عمر صمد، المتحدث باسم الخارجية الافغانية لـ«رويترز»، الاجتماع «لن يبدأ بالقطع في العاشر من ديسمبر (كانون الأول). التأجيل سببه مجيء اعضاء من مناطق نائية. لا نتوقع تأجيلا يصل الى اسابيع ولا حتى اسبوع، ولكن تأخيرا لبضعة ايام لضمان وصول الجميع».

وتوقع مسؤول طلب عدم الكشف عن هويته في لجنة لويا جيركا، تأخيرا قد يصل الى اربعة ايام في الوقت الذي اعلن فيه كرزاي يوم السبت ان المجلس سيجتمع «خلال 10 الى 12 يوما».

وصرح محاضر جامعي وعضو في المجلس أن السبب الرئيسي للتأجيل هو جهود كرزاي المتواصلة لاقناع اعضاء المجلس بالموافقة على الدستور الذي يعطي الرئيس سلطات قوية. ويقول بعض المنتقدين انها تصل الى حد الدكتاتورية: «تجري جهود خلف الستار من جانب كرزاي ومؤيديه في الخارج لاقناع اللاعبين الافغان بقبول المسودة الراهنة خلال اجتماع لويا جيركا. يبدو ان هذا تطلب منهم بعض الوقت وهذا هو السبب الحقيقي وراء التأخير».

وعلى الرغم من أن مسودة الدستور تسعى الى توحيد البلاد التي مزقتها الحروب تحت لواء الاسلام، الا ان الاسلاميين يرون ان مواده الخاصة بالدين «تتسم ببعض الغموض»، بينما يشكو اخرون من ان «السلطات الممنوحة للرئيس كبيرة جدا، وان المشاورات الشعبية التي قادت الى وضع المسودة كانت سطحية».

وشجبت حركة طالبان الحاكمة سابقا اجتماع المجلس الاعلى للقبائل ووصفته بأنه «مسرحية وضعها المحتلون الاميركيون»، وتعهدت بتصعيد الهجمات قبل انعقاد المجلس قائلة ان من يشارك في الاجتماع «يستحق الموت». وتدعو مسودة الدستور الافغاني الى التسامح الديني وحقوق متساوية في التعليم بعد ان حظرت طالبان تعليم المرأة من بين احكام متشددة اخرى.

ويوم السبت انفجرت قنبلة بسوق مدينة قندهار الجنوبية وجرح ما لا يقل عن 18. ووصف كرزاي الهجوم بأنه «محاولة ارهابية لتعطيل الانتخابات».

على صعيد آخر قال مسؤول في طالبان امس: ان هنديين خطفا مطلع الاسبوع اثناء عملهما في مشروع بتمويل أميركي «ما زالا على قيد الحياة وبخير. هناك مطالب سيعلن عنها في وقت لاحق مقابل الافراج عنهما».

وقال الملا روازي خان: ان الرجلين خطفهما مقاتلون تابعون لوزير الدفاع السابق في طالبان الملا عبيد الله. وتتهم السلطات خان بتدبير خطف مهندس تركي في نفس المشروع في اكتوبر (تشرين الاول) الماضي.

وخطف الهنديان في اقليم زابل يوم السبت، وكلاهما يبلغ من العمر 24 عاما، ويعملان في مؤسسة هندية متعاقدة مع مجموعة لويس بيرغر الشركة الاميركية التي تقود مشروع تجديد الطريق الذي يربط بين كابل وقندهار.