بوش يجري اتصالا هو الأول من نوعه مع البشير

TT

في أول اتصال من نوعه، اجرى الرئيس الأميركي جورج بوش اتصالا مع الرئيس السوداني الفريق عمر البشير، اشاد فيه بالجهود التي تبذلها الحكومة السودانية لاحلال السلام، مؤكداً دعم واشنطن لهذه الجهود حتى يتحقق السلام السوداني.

وقال وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل الذي بدأ امس زيارة الى بروكسل لـ"الشرق الأوسط" ان هذا الاتصال هو الأول من نوعه بين الرئيسين، وقال ان بوش اكد خلال هذا اللقاء تطلع واشنطن الى علاقات متطورة مع السودان، وقال ان الرئيس البشير اشار الى اهمية الجهود التي تبذلها ادارة الرئيس بوش، لاحلال السلام في السودان، واكد ايضاً التزام الخرطوم بتوقيع اتفاق سلام خلال الايام المقبلة.

وفي الخرطوم واصل وفد الحركة الشعبية لتحرير السودان الذي يزور الخرطوم لأول مرة منذ 20 عاما محادثاته مع حزب المؤتمر الوطني الحاكم وبحث ترتيبات الشراكة في الحكم بعد التوقيع على اتفاق السلام بين الطرفين من خلال المفاوضات التي تجري الآن في ضاحية نيفاشا الكينية. وعلمت "الشرق الأوسط" ان المفاوضات التي جرت في دار الحزب الحاكم مساء أول من امس بحثت شكل العلاقة مع القوى السياسية، وكيفية جعل الوحدة جاذبة، وقضايا التحول الديمقراطي، والاحترام الكامل لكل الابعاد العدلية وحرية التعبير السياسي، والتباين العرقي في السودان، وقال مجذوب الخليفة وزير الزراعة السوداني والقيادي في المؤتمر الحاكم ان الاجتماع ناقش الوسائل التي تقود الى تحقيق السودان الجديد على حد قوله.

من ناحيته قال باقان اموم نائب رئيس الحركة الشعبية ورئيس وفد الحركة الى الخرطوم انهم ناقشوا مع الحزب الحاكم، موضوع الشراكة، في ما نفى ياسر عرمان الناطق الرسمي باسم الحركة الشعبية ان يكون اتفاق السلام المرتقب بين الحركة والحكومة السودانية يمهد لحكم ثنائي وقال ان حكومة الوحدة الوطنية هي الآلية المطروحة لفترة ما بعد السلام. ويختم وفد كبير من الحركة الشعبية اليوم زيارته التي استمرت 5 ايام هي الأولى من نوعها للعاصمة السودانية منذ 20 عاماً هي عمر الحركة التي تدير الحرب ضد الحكومة من جنوب السودان.

وقال عرمان في جملة تصريحات اعقبت سلسلة لقاءات اجرتها الحركة في الخرطوم امس ان الحركة متفقة مع الحكومة على الانتخابات الحرة النزيهة واعداد لجنة قومية للدستور، مشيراً الى ان كل هذه الاتفاقات تبعد شبهة الحل الثنائي للمشكلة السودانية، ورحب المسؤولون في الحركة باتفاق جدة بين نائب رئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه ورئيس التجمع رئيس الحزب الاتحاد الديمقراطي المعارض محمد عثمان الميرغني يوم الجمعة الماضي.

وخاطب وفد الحركة الشعبية مساء امس بقاعة الصداقة ندوة حاشدة نظمتها اللجنة القومية لاستقبال الوفد بالتضامن مع اتحاد طلاب جامعة الخرطوم، وقال باقان أمون رئيس الوفد ان زيارتهم تستهدف حشد التأييد لدفع عملية السلام وهي تدخل مراحلها الحاسمة، وتحدث اموم حديثاً طويلاً زاوج فيه بين الفكر والسياسة، مقدماً تحليلاً تاريخياً واجتماعياً للمشكل السوداني حاثاً السودانيين على تناسي الضغائن والاحن، والاستعداد لتجاوز المنعطف التاريخي الذي تمر به البلاد حالياً، وقدم درساً في كيفية التسامح والتسامي، معترفاً بفشل كل المشاريع الاحادية التي طرحت بالقوة، مؤكداً انه حتى مشروع السودان الجديد اذا طرح بالقوة سيلتقى نفس مصير المشاريع التي سبقته.

واكد ياسر عرمان الناطق الرسمي باسم الحركة الشعبية انهم جاءوا لتدشين الحركة الشعبية لحركة سياسية وانهم عازمون على عدم الرجوع الى الحرب مجدداً.

وكشف عن نية الحركة للتحول الى حركة جماهيرية عريضة، تضم كافة فئات الشعب السوداني بمختلف توجهاتهم حاذية في ذلك حذو المؤتمر الوطني الأفريقي في جنوب أفريقيا وأوضح انهم التقوا خلال زيارتهم بكيان الشمال، كاشفاً عن ان أول زيارة لقرنق ستكون للولاية الشمالية التي قال انها عانت كثيراً من التهميش، وقد تحدث في الندوة عدد من ممثلي القوى السياسية والقطاعات الفئوية. وكانت قاعة الصداقة قد ضاقت بالحضور الكثيف الذي امّ الندوة، الامر الذي حدا بهم لمتابعة وقائعها من الخارج عبر السماعات الخارجية.