السودان: مقتل 25 مدنيا في غارات حكومية في دارفور

دبلوماسيون غربيون يحذرون من وقوع «مأساة إنسانية»

TT

قالت حركة العدل والمساواة التي تقود عمليات مسلحة في غرب السودان ان الحكومة السودانية قتلت 25 مدنيا في غارة جوية على منطقة دارفور. وقالت الحركة وهي واحدة من حركتين متمردتين رئيسيتين بدأتا عمليات عسكرية في دارفور في فبراير (شباط) الماضي، واتهمتا الخرطوم بتهميش المنطقة، ان طائرة قصفت مدنيين على مدى 15 دقيقة صباح أول من أمس. وقال أبو بكر حميد النور المنسق العام للجماعة «فر المدنيون من منطقة نشبت فيها معركة، وتعقبتهم طائرة حكومية وقصفتهم». وقالت الجماعة الاسبوع الماضي انها قتلت نحو 700 من قوات الحكومة والميليشيات الموالية لها في المنطقة شمال بلدة كبكابيه التي تسيطر عليها الحكومة في ولاية شمال دارفور.

وقال هيلاري بن وزير الدولة البريطاني للتنمية الدولية للصحافيين في الخرطوم امس ان وصول المساعدات الانسانية لدارفور مطلوب بالحاح، إذ ان الوضع «سيئ للغاية» ويؤثر على ملايين من السكان. وقال في رسالة لسكان دارفور «أوقفوا القتال لانه بدون وقف القتال لا يمكننا تقديم المساعدات الانسانية المطلوبة». وقال مركز أبحاث دولي ان الصراع في دارفور اسفر عن سقوط نحو ثلاثة آلاف قتيل وتشريد أكثر من 600 ألف وقد يقوض أي اتفاق سلام يتم التوصل اليه في الجنوب. وكان من المقرر ان تستأنف في تشاد أول من أمس محادثات السلام بين الخرطوم وحركة تحرير السودان الحركة المتمردة الاخرى في دارفور التي وقعت اتفاقا لوقف إطلاق النار مع الخرطوم في سبتمبر (أيلول) الماضي. لكنها تأجلت بعد ان شكت الحكومة من انتهاكات لوقف إطلاق النار. ولم توقع حركة العدالة والمساواة على الاتفاق.

وأعرب دبلوماسيون غربيون يعملون في السودان عن قلقهم بعد جولة قاموا بها في ولاية دارفور غرب السودان ودعوا المجتمع الدولي الى تقديم مساعدات انسانية عاجلة الى هذه المنطقة. ولفت سفير المانيا هانس غونتر غنودكيه والقائم بالأعمال الفرنسي عيسى مارو في مؤتمر صحافي عقداه في الخرطوم الى الظروف «المأساوية» التى يعيش فيها اللاجئون في ولاية دارفور الصحراوية على الحدود مع تشاد. وكان الدبلوماسيان قد زارا مخيما للاجئين قرب نيالا كبرى مدن ولاية دارفور ووصفا الوضع هناك بأنه «مرعب» وحذرا من ان المساعدة التي تصل الى اللاجئين ليست كافية. وقال مارو ان «اللاجئين بحاجة الى الغذاء والخدمات الطبية والصحية ويعانون من اوضاع مأساوية». وأشار الى ان فرنسا قدمت في الاونة الاخيرة مساعدة انسانية لولاية دارفور بقيمة 230 الف يورو.

وقد التقى الدبلوماسيان عددا من المسؤولين المحليين ورؤساء العشائر في الولاية الذين عبروا جميعا عن الأمل في التوصل الى حل سياسي وسلمي لمشكلة دارفور. وشدد الدبلوماسي الفرنسي على ضرورة التوصل الى حل في دارفور، وقال ان فرنسا والمانيا تؤيدان مبادرة الحكومة التشادية التي ترعى المحادثات بين الخرطوم ومتمردي دارفور، لكنه أشار الى ان ارجاء المحادثات المقررة في تشاد يشير الى «ان هذه المحادثات تواجه صعوبات». وكان الامين العام للأمم المتحدة كوفي أنان قد «حذر» الثلاثاء من «التدهور السريع للوضع الانساني» لمليون انسان في دارفور، مشيرا الى ان «السكان المدنيين يتعرضون بشكل منتظم لمجازر وعمليات اغتيال ونهب». وانهى هيلاري بن امس زيارة الى العاصمة السودانية الخرطوم، اجرى خلالها مباحثات مطولة مع المسؤولين في الحكومة حول مرحلة ما بعد السلام فى السودان، وطرح المسؤول البريطاني خطة من بلاده للمساهمة فى التنمية بالسودان يتم إنفاذها بعد توقيع السلام، وأبلغ الحكومة تفاصيل خطة حكومته للمرحلة المقبلة، في هذا الخصوص. ووصف الوزير البريطانى في مؤتمر صحافي عقده أمس في ختام الزيارة الوضع في دارفور غرب السودان بأنه خطير، ودعا الى وقف اطلاق النار هناك فورا واجرى مباحثات مع الرئيس السوداني عمر البشير وأبلغه حرص بلاده على دعم السلام والتنمية بالبلاد. وقال يوسف تكنة وزير التعاون الدولي السوداني عقب لقائه هيلاري بن ان الجانبين السوداني والبريطاني اتفقا على إجراء مشاورات بين الخرطوم ولندن لبلورة رؤية يتم بموجبها تحديد الأولويات في سياق المحاور التي تخدم بناء السلام في السودان، وذكر تكنة أن هدف المسؤول البريطاني من زيارته للسودان إبلاغ الحكومة تأييد حكومته الخطوات الجارية من أجل التوصل الى سلام عادل في السودان.