سكان الفلوجة يشكون من تصعيد الجيش الأميركي لعملياته في المدينة

TT

الفلوجة - ا.ف.ب: يمارس الجيش الاميركي ضغوطا متواصلة على بلدة الفلوجة (غرب بغداد)، منذ التحذير شديد اللهجة الذي وجهه قائد القيادة الاميركية الوسطى جون ابي زيد قبل شهر لزعماء العشائر في المدينة. ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني)، تحلق الطائرات العسكرية الاميركية في كل ليلة تقريبا فوق المدينة، ولم تتوقف حتى خلال شهر رمضان، وتوقظ السكان باخترقها جدار الصوت في بعض الاحيان. وقال سكان في المدينة الواقعة على بعد 60 كيلومترا غرب بغداد ان عمليات التفتيش التي تؤدي الى اعتقالات باتت شبه يومية. وقال مخلص شياع الخنفر عضو المجلس المحلي في المدينة ان «عمليات التحليق وخصوصا في شهر رمضان تشكل مساسا بمعتقدات المسلمين ويعتبرونها استفزازا سيؤدي الى رد فعل في الوقت المناسب». وكان الجنرال ابي زيد حذر خلال اجتماع مع زعماء العشائر في الرمادي (10 كيلومترات غرب بغداد) في الثامن من نوفمبر من ان القوات الاميركية ستستخدم الوسائل الكبرى، بما في ذلك الطيران في حال لم تتوقف الهجمات على الاميركيين في هذه المنطقة السنية خلال 15 يوما. ويبدو ان الانذار اثمر، اذ ان عدد الهجمات تراجع. لكن التهديد بشن غارات جوية بقي عالقا في ذهن السكان. فقد اكد عدد منهم الثلاثاء ان طائرة اميركية قصفت شاحنة مدنية صغيرة مما ادى الى مقتل ركابها الثلاثة. وذكر شهود آخرون ان الركاب الثلاثة قتلوا بينهم كانوا يعبثون بمتفجرات. واستؤنفت الدوريات الاميركية التي خفضت الى النصف الشهر الماضي، في المدينة حيث اصبح يسمع من جديد دوي القذائف او طلقات الاسلحة الرشاشة. وكان صاروخ مضاد للدبابات استهدف اول من امس قافلة اميركية في وسط الفلوجة من دون ان يسبب اصابات. وقال خنفر ان «الوضع تدهور منذ اسبوع»، «مؤكدا انه ليس هناك امل في تحسن في مستقبل قريب». وتثير عمليات التفتيش والاعتقالات مشاعر هؤلاء السنة المحافظين. فهم لا يتقبلون بسهولة ان يقوم الجنود باقتحام منازلهم ليلا في وقت لا تكون فيه النساء محجبات بشكل كاف. كما يشعرون بالاهانة عند تقييدهم واقتيادهم مثل المجرمين. وقال شيخ عشيرة البو عيسى نايف رشيد الزيان الذي كان والده من الذين قاوموا الاحتلال البريطاني في الماضي انه «يترحم على زمن البريطانيين». واضاف «على الاقل كانوا يراعوننا. كان جندي عادي يأتي يرافقه شرطي او رئيس البلدية لاعتقال شخص ويحال المعتقل بعد ذلك الى محكمة مدنية لتنظر في قضيته». وبعد ان اتهم القوات الاميركية بانها «تفتقد الى الاحترام»، قال ان مشاركة جنديات اميركيات في عمليات من هذا النوع «صدمته». واضاف «انهن يضعن يدهن على الزناد، وامام اي امر غير متوقع يفقدن التحكم بانفسهن فتنطلق الرصاصة». وتابع بلهجة حزينة «رأيت حتى واحدة منهن تدوس بقدمها رأس رجل لتبقيه ارضا». وقد شارك هذا الشيخ في اجتماع الرمادي مع الجنرال ابي زيد.

وقال ان الضابط الاميركي «حدثنا بلهجة يختلط فيها الرجاء بالتهديد». واضاف «طلبنا منه تخفيف الضغط وخصوصا عمليات المداهمة او على الاقل الالتزام ببعض القواعد عند القيام بعمليات التفتيش». واكد خنفر من جهته انه يبحث في قضايا عمليات المداهمة اسبوعيا مع الضباط الاميركيين. وقال «انهم يصغون الينا باهتمام ثم لا يفعلون سوى ما يفكرون به». وقد ساهمت عدة عوامل على الارجح في خفض الهجمات على الاميركيين من بينها تأثير زعماء العشائر والخوف من العمليات الانتقامية وتفكك المحاربين في مواجهة عمليات المداهمة المستمرة او تغيير تكتيك المقاتلين. لكن الطالب الجامعي الاسلامي كمال عبد الرزاق يرى انه «الهدوء الذي يسبق العاصفة».