امرت محكمة المانية في هامبورغ امس باطلاق سراح المغربي عبد الغني المزودي، الذي كان متهما «بالتواطؤ في القتل» في اطار التحقيقات في اعتداءات 11 سبتمبر (ايلول) 2001. ومباشرة بعد ذلك، قال محامي المغربي الآخر منير المتصدق الذي يقضي عقوبة بالسجن بعد ادانته بالتورط في الهجمات انه سيطلب الافراج عن موكله هو الآخر.
وكان المزودي الرجل الثاني في العالم الذي يخضع للمحاكمة في اطار الهجمات ضد نيويورك وواشنطن. ويمثل المزودي، 30 سنة، منذ 14 اغسطس (آب) الماضي امام المحكمة بتهمة «التواطؤ الجنائي في 3066 حالة قتل» و«الانتماء الى منظمة ارهابية».
وفي وثيقة سلمتها الشرطة الفيدرالية الالمانية الى المحكمة يؤكد مخبر لم يكشف عن اسمه ان المتهم المزودي لم يشارك في الاعداد لاعتداءات 11 سبتمبر. وقال رئيس المحكمة كلاوس روهلي في تبرير لقرار المحكمة: «من الممكن جدا ان يكون المزودي استبعد عمدا عن الاعداد للاعتداءات وبان يكون قدم دعمه بشكل غير واع، رغم تورطه وزياراته المتكررة الى افغانستان». وبعد الكشف عن وثيقة الشرطة الفيدرالية الالمانية التي لا تقدم اي معلومات حول المخبر ولا حول مصدر معلوماته، قدم الدفاع على الفور طلب اخلاء سبيل للمزودي حصل عليه. واستأنفت النيابة العامة الفيدرالية قرار الافراج.
وتؤكد الوثيقة المؤلفة من صفحتين وسلمتها الشرطة الجنائية الفيدرالية الالمانية الى المحكمة في هامبورغ ان هذا المخبر اعلن في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي ان خلية هامبورغ التي كانت بمثابة قاعدة خلفية لاعتداءات سبتمبر، كانت تتألف من اربعة اشخاص فقط ليس بينهم المزودي. والاعضاء الاربعة المشار اليهم هم: الطيارون الانتحاريون المصري محمد عطا والاماراتي مروان الشحي واللبناني زياد جراح اضافة الى اليمني رمزي بن الشيبة الذي شارك في التخطيط للهجمات من دون ان يتمكن من المشاركة فيها وهو حالياً محتجز لدى الولايات المتحدة. وكانت السلطات الالمانية طلبت اخيرا مهلة اضافية من المحكمة لتسليمها معلومات كانت طلبتها.
ونفى المزودي منذ بداية محاكمته انتماءه الى «خلية هامبورغ» مقرا في الوقت نفسه انه التقى بعض اعضائها، الا انه اكد انه كان يجهل نياتهم. وكان المغربي منير المتصدق الشخص الاول في العالم الذي صدر حكم بحقه في فبراير (شباط) الماضي في اطار هجمات سبتمبر من قبل المحكمة نفسها. وقد حكم عليه بالسجن 15 عاما، العقوبة القصوى في المانيا. ونقلت وكالة «رويترز» عن محامي المتصدق قوله امس انه سيسعى لطلب الافراج عن موكله بعد الافراج المفاجئ عن المزودي.
والشهر الماضي، رفضت محكمة هامبورغ طلبا من محامي المزودي بان تسمح الحكومة الالمانية باستخدام شهادة بن الشيبة، حلقة الوصل المفترضة بين خلية هامبورغ وقيادة تنظيم «القاعدة»، في المحاكمة. واعتبر المحامون ان شهادة بن الشيبة، الذي اعتقل في باكستان في سبتمبر 2002 مهمة جداً في قضية موكلهم.