وزير الخارجية السوداني: اعتقال الترابي سرع تحسين علاقاتنا الخارجية

مصطفى اسماعيل: بوش وعد الرئيس السوداني البشير بتحقيق السلام وتثبيته وتطبيع العلاقات بين البلدين

TT

اختتم وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل زيارة الى بروكسل امس اجرى خلالها عدة لقاءات مع عدد من المسؤولين في الحكومة البلجيكية بحث خلالها دفع العلاقات الثنائية بين بلجيكا والسودان، والتقى الوزير بعدد من المسؤولين في الاتحاد الاوروبي وبحث معهم الدور الاوروبي في مرحلة ما بعد التوصل الى اتفاق لاحلال السلام في السودان. وقبيل مغادرته التقت به «الشرق الأوسط»، وجرى الحوار التالي:

* ما هي اهم ثمار زيارتكم الى بلجيكا أو بالنسبة لعلاقاتكم مع الاتحاد الأوروبي؟

ـ لقد بدأ برنامج الزيارة بالمشاركة في لقاء اقتصادي جمع بين رجال الاعمال السودانيين والبلجيكيين وكان اللقاء فرصة لكي يأتي بنك الاستثمار الاوروبي ليطرح مشروعاته المطروحة لعملية التنمية في السودان وكذلك شهد اللقاء حضور ممثل عن المفوضية الاوروبية حتى يضع رجال الاعمال السودانيين والبلجيكيين في الصورة، بالنسبة للمجالات التي يمكن ان يشاركوا فيها، ويتنافسوا فيها، في مجال الاستثمارات بالسودان، وحدث بعد ذلك عدة لقاءات جانبية بين رجال الاعمال السودانيين والبلجيكين وتم الاتفاق على ان يقوم وفد من رجال الاعمال البلجيكيين بزيارة للسودان. بالاضافة الى ذلك فهناك لقاء مماثل سوف يعقد في الخرطوم بحضوري ونريد التعاون الدولي البلجيكي على غرار اللقاء الذي احتضنته بروكسل خلال زيارتي وذلك لمواصلة مناقشة ما تم التوصل اليه في اللقاء الاول على ان يتم ذلك في الربع الاول من العام القادم.

* وماذا عن العلاقات مع الاتحاد الاوروبي ومستقبلها بعد توقيع اتفاق السلام؟

ـ لقد التقيت بالمنسق الاعلى للعلاقات الخارجية الامنية بالاتحاد الاوروبي خافيير سولانا وتم الاتفاق على رؤية جديدة حول العلاقات السودانية الاوروبية وقد وجهت الدعوة الى سولانا لزيارة الخرطوم لحضور ندوة تحت عنوان «العلاقات السودانية ـ الاوروبية» ووافق سولانا على ان يتم تحديد المؤتمر في وقت قريب، كذلك التقيت بالمفوض الاوروبي للشؤون الاقتصادية بيل نيلسون وناقشنا دور الاتحاد الاوروبي في مرحلة ما بعد توقيع اتفاق السلام بالسودان، ووافق الاتحاد على انه بمجرد توقيع الاتفاق، يتم الافراج عن اموال للسودان كانت مجمدة، تبلغ قرابة نصف مليون يورو، وتم تحديد المشروعات التي سيتم صرف تلك المبالغ فيها، وتم الاتفاق ايضا على ان يكون هناك توقيع على اتفاق للتطبيع الكامل في العلاقات بين السودان والاتحاد الاوروبي بعد توقيع اتفاق السلام في السودان، كذلك وافق الاتحاد بعد التطبيع على ان يزيد من دعمه للسودان في المجالات الانسانية. والبنى التحتية واعادة الاعمار وبرنامج ازالة الفقر والتنمية الشاملة.

* الاتصال الاخير الذي جرى بين الرئيسين بوش والبشير هل جاء بعد اقتناع واشنطن بان الخرطوم لا تساند الارهاب ام انه جاء بعد ان قامت السودان بخطوات تنفي شبهة الارهاب عنها؟

ـ اولا الاتصال هو الاول من نوعه بين الرئيسين وجاء بمبادرة من الجانب الاميركي، التزم خلاله بوش بثلاثة اشياء، اولاً العمل مع الاطراف السودانية للوصول الى توقيع لاتفاق للسلام، الثاني، مواصلة جهود واشنطن مع الحكومة السودانية والاطراف المختلفة للعمل مع تثبيت هذا السلام وان يكون سلاماً عادلاً ودائماً وشاملا،ً ثالثا بمجرد توقيع اتفاق السلام يكون هناك تطبيع للعلاقات بين البلدين في كافة المجالات لمصلحة البلدين، ورد الرئيس البشير بالشكر والتقدير على ان الدور الاميركي دور هام وفعال في عملية السلام ويشاطره الرؤية في اهمية تطبيع العلاقات بين البلدين.

* هل يعني ذلك نهاية للاتهامات الاميركية الموجهة للسودان؟

ـ اذا كان الرئيس بوش يقول انه سيقوم بتطبيع كامل للعلاقات، فأعتقد انه يعني ذلك كما ان الرئيس بوش يقول «تطبيع للعلاقات وازالة العقوبات»، نحن اصلا استراتيجيتنا هي الحرص على علاقات طيبة مع الولايات المتحدة نحن نعرف انها قوة كبرى ولها تأثيراتها على القضايا القطرية والاقليمية والدولية، ونحن نحرص دائما على الا تكون هناك مواجهة بيننا وبينهم، وان ننظر في اهتمامات الولايات المتحدة في المنطقة، وعندما اتاحت لنا واشنطن الفرصة واستمعت الينا، عرفوا ان سياستنا معقولة، ووجدنا ان هناك دورا ايجابيا لواشنطن ورحبنا به، ولكن هذا يعني ان سياستنا قائمة على ما يمكن ان نسميه تسديداً وتقارب، وذلك بين قيم واخلاق ومبادئ الشعب السوداني وبين المتغيرات الدولية التي تحتم علينا درجة من العقلانية والموضوعية في التعامل مع قضايا العالم، ولذلك لا يمكن ان نقول «ان كل ما تقوله الولايات المتحدة سوف تقبل به السودان ولكن ما يتماشى مع امننا القومي ومع مصلحتنا ومصالح المنطقة نقف معه، والعكس صحيح.

* خلال الفترة التي تم فيها اعتقال الدكتور حسن، شهدت العلاقات السودانية الخارجية تطوراً ايجابيا، هل يمكن الربط. بين اعتقال الترابي وتحسن علاقات السودان الخارجية؟

ـ الشيخ الترابي قبل اسبوعين كان في قطر واجرى اتصالات مع قيادات من الاخوان المسلمين ولقاءات مع المسؤولين القطريين وقنوات اخبارية ثم عاد الى الخرطوم واذا اراد الدكتور الترابي ان يخرج الآن، اؤكد لك انه لا حجر عليه ولا خطر، والتقى ايضا مع وفد حركة التمرد ويتجول بحريته الآن في مناطق السودان المختلفة، ونحن نحترم التعددية السياسية الموجودة. فقط كل ما نرجوه من القوى السياسية هو ألا تستخدم العنف وألا تخرق القانون فاذا احترمت ذلك نعيش معا في سلام وهدوء ونتبادل السلطة في اطار سلمي ولكن في نفس الوقت فان اي جهة، اي قوى، اي فرد يريد ان يخرق القانون ويستخدم العنف فان الحكومة لا بد انها ستتصدى بقوة لأن هذا يهدد الامن القومي السوداني.

* لم تجب على سؤالي بصورة كاملة؟

ـ علاقات السودان كانت قد بدأت تتحسن قبيل اعتقال الدكتور الترابي، ولكن قد يكون اعتقاله قد سرع من وتيرة التحسن في العلاقات، وهذا شيء وارد، لأن هناك كثيراً من القوى الاقليمية والدولية التي كانت تحس بأن لديها ثارات او عداوات مع الدكتور الترابي، وقد يكون هذا حدث.