غالبية الإسرائيليين يؤيدون مشروع أولمرت للانسحاب من طرف واحد ويرونه «مشروع شارون»

حملة سياسية إسرائيلية للرد على تفاعلات الجدار الفاصل

TT

في الوقت الذي بدأت ترتفع فيه درجة حرارة المسار السياسي بين إسرائيل وفلسطين وعشية قدوم وكيل وزارة الخارجية الأميركية، ديفيد سترفيلد، المنطقة وسفر وزير الخارجية الإسرائيلية، سلفان شالوم، إلى واشنطن، أعلنت نتائج استطلاع رأي يدل على أن غالبية الإسرائيليين تؤيد المشروع الذي طرحه القائم بأعمال رئيس الحكومة، إيهود أولمرت، للانسحاب من طرف واحد من غالبية المناطق الفلسطينية المحتلة بلا اتفاق سلام، ويطالبون بإقامة حكومة جديدة برئاسة أرييل شارون ولكن بمشاركة حزب العمل من دون أحزاب اليمين المتطرف.

وتعتبر هذه النتائج بمثابة دعم كبير للتوجه السياسي الذي يتبلور داخل حكومة شارون، لتهديد الفلسطينيين بالقيام بخطوات أحادية الجانب في حالة امتناعهم عن التعاون معها في «مكافحة الإرهاب واستئناف المسيرة السياسية على قاعدة جديدة بلا عنف». وقال أولمرت، معقبا عليها: «أنا واثق من التأييد الكبير الذي يحظى به مشروعي هذا. وسيزداد هذا التأييد أيضا لدى قوى اليمين، وداخل حزب الليكود، بشكل خاص عندما يفهمونه أكثر. وأنا أبذل جل جهدي حاليا لشرح هذا المشروع لهم».

ورد عليه عضو الكنيست موشيه جفني، عن حزب «يهدوت هتوراه» الديني المتزمت: «ألطف وصف لك في هذا المشروع هو أنك خائن».

وكان قد أعلن، أمس، في كل من واشنطن والقدس ورام الله ان وكيل وزارة الخارجية الأميركية، ديفيد سترفيلد، سيصل إلى المنطقة اليوم حاملا مجموعة من الأفكار الجديدة إلى كل من المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين بهدف التقدم في عملية وقف إطلاق النار واستئناف المفاوضات رسميا لتطبيق خطة «خريطة الطريق». وسيلتقي، غدا، مع المسؤولين الفلسطينيين وفي مقدمتهم رئيس الوزراء، أحمد قريع (أبو علاء) وبعد غد مع المسؤولين الإسرائيليين.

من جهة ثانية تشن إسرائيل حملة سياسية نشطة بدأها وزير الخارجية، سلفان شالوم، في أوروبا قبل أن ينتقل إلى الولايات المتحدة، التي سيمضي فيها أسبوعا كاملا يلتقي خلاله مع نائب الرئيس، ديك تشيني، ووزير الخارجية، كولن باول، ومستشارة الأمن القومي، كوندوليزا رايس، وعدد من قادة الكونغرس والمنظمات اليهودية.

وزار مدير ديوان رئيس الوزراء، دوف فايسغلاس، أمس لندن حيث التقى خلالها نظيره البريطاني وعددا من المسؤولين.

وتحاول إسرائيل من خلال هذه اللقاءات صد الحملة الدولية ضدها الناجمة عن بناء «الجدار العازل» داخل الضفة الغربية واعتداءاتها المتواصلة على الفلسطينيين التي باتت بمثابة عمليات يومية يروح ضحيتها فلسطينيون يوميا. ويواجه المسؤولون الإسرائيليون تساؤلات صعبة لدى العديد من نظرائهم في الغرب حول تواصل عملياتهم التي كانوا يبررونها بأنها دفاع عن النفس في وجه العمليات الفلسطينية.

ويحاول شالوم أن يقنع مستقبليه بأن العمليات توقفت ليس بقرار فلسطيني، بل «بفضل الجهود التي تبذلها قوات الأمن الإسرائيلية وبواسطتها تم إجهاض 30 محاولة لتنفيذ عمليات».

وكانت الإذاعة الإسرائيلية باللغة العبرية استطلعت آراء الجمهور حول «مشروع أولمرت»، الذي يعبر عن رغبته في فرض حل أحادي الجانب يتضمن إجراءات ومواقف غير مألوفة بالنسبة لليمين ولإسرائيل، تشمل إخلاء مستوطنة ثابتة وعشوائية وانسحاباً من عدة قرى وأحياء في منطقة القدس وانسحاباً من حوالي 85% من الضفة وكامل قطاع غزة.

وأيد 45% من الإسرائيليين هذا الموقف وعارضه 38%، حسب استطلاع الرأي الذي بثته الإذاعة الإسرائيلية، أمس. وتبين أن المؤيدين في الأساس لهذا المشروع لم يأتوا من حزب أولمرت (الليكود)، بل من حزب العمل (81%) وشنوي (72%). بينما أكثرية مصوتي الليكود (54%) قالوا إن المشروع لا يروق لهم.

وأظهر الجمهور الإسرائيلي قناعة كاملة بأن هذا المشروع هو ليس من أولمرت وحده إنما تم التنسيق الكامل بينه وبين شارون.

واهتم الاستطلاع في معرفة موقف الجمهور من الحكومة الحالية فوجد أن أكثرية الجمهور تريد إجراء تغيير في تركيبتها، على النحو التالي:

حكومة بلا يمين متطرف تضم الليكود وحزبي العمل وشنوي (74 من مجموع 120 مقعدا في الكنيست) ويكون على رأسها آرييل شارون نفسه. حكومة كهذه أيدها 52% من الجمهور وعارضها 31% فقط.

عندما سئل الجمهور عن تركيبة حكومة كهذه أكدوا بوضوح أن الرئيس المفضل لديهم هو شارون (62% مقابل 31% أرادوا شيمعون بيريس)، مع أن نسبة التأييد لسياسته تتراوح بين 33%، و37%. أما وزير الخارجية المفضل فهو بيريس (64%) يليه سلفان شالوم (23%). ولوحظ أن هناك شعبية لبيريس كوزير للخارجية أيضا لدى اليمين (57% من مصوتي الليكود 89% من حزب شنوي و31% من اليمين المتطرف). أما وزير الدفاع المفضل فهو شاؤول موفاز (60%).

وقال 31% من المواطنين إنهم يحبذون بقاء حكومة اليمين الحالية وعدم استبدال أحزاب اليمين المتطرف بحزب العمل. ومن هذه النسبة يتضح أن 54% من مصوتي الليكود و75% من مصوتي حزبي المفدال والاتحاد القومي (يمين متطرف). يحملون هذا الرأي.