البابا يدعو الإسرائيليين والفلسطينيين إلى اتخاذ «مبادرات ملموسة»

TT

روما ـ أ.ف.ب: اعلن الناطق باسم الفاتيكان جواكين نفارو فالس ان البابا يوحنا بولس الثاني دعا امس الاسرائيليين والفلسطينيين الى اتخاذ «مبادرات ملموسة للخروج من المأزق الحالي» في الشرق الاوسط وذلك لدى استقباله وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم.

وجاء في بيان الناطق باسم الفاتيكان ان البابا اكد خلال اللقاء «ضرورة الخروج من الوضع الحالي وان يتخذ الجميع مبادرات ملموسة للمصالحة». وشدد الناطق باسم الفاتيكان على ان الطرفين «عبرا خلال المحادثات عن وجهتي نظريهما حول الطريق الذي يجب سلوكه من اجل التوصل الى السلام في الارض المقدسة».

وكان البابا قد انتقد عشية زيارة قام بها رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الى ايطاليا في 16 نوفمبر (تشرين الثاني) بناء الجدار الذي تبنيه اسرائيل على الاراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكدا ان الشرق الاوسط «ليس في حاجة الى جدران بل الى جسور».

من جهته دافع وزير الخارجية الاسرائيلي شالوم عن الحاجز معلنا في روما ثم في باريس انه «ضروري ومشروع» وادى الى انخفاض عدد ضحايا العمليات الفلسطينية كثيرا.

وكان موضع الجدار نقط الخلاف الرئيسية بين وزير الخارجية الفرنسي دومينيك دو فيلبان وشالوم وذلك خلال عشاء اقامته غرفة التجارة الفرنسية ـ الاسرائيلية الليلة قبل الماضية في باريس.

وتساءل دو فيلبان الذي كان اول المتكلمين في العشاء ما اذا كان تشييد هذا «الجدار» سيقدم المزيد من الامن او انه على العكس يخشى ان «يؤجج الحقد» بين الفلسطينيين والاسرائيليين.

ورد شالوم بعد ذلك في كلمة امام حوالي 400 مدعو بان هذا الجدار «ضروري وشرعي، ولا توجد اي وسيلة اخرى لحماية الشعب الاسرائيلي من الاعتداءات الارهابية».

وقال وسط تصفيق الحاضرين «ان اي حاجز هو دائما في اتجاهين ولكن حياة البشر هي باتجاه واحد».

واوضح شالوم انه منذ بناء هذا الحاجز انخفض عدد الاعتداءات في اسرائيل، وقال ان «عدد ضحايا الاعتداءات الارهابية كان الشهر الماضي في ادنى مستوى له منذ اندلاع العنف مجددا بين الاسرائيليين والفلسطينيين قبل ثلاثة اعوام».

واضاف مبررا ان اسرائيل تعرضت لـ«19 الف اعتداء ارهابي خلال السنوات الثلاث الماضية».

وندد دو فيلبان بشدة بالارهاب وقال ان «لا شيء بامكانه ان يبرره» ولكنه دافع عن ضرورة «المجازفة من اجل السلام»، معتبرا ان مبادرة جنيف هي «سبب جديد للتحرك» ومشيرا الى ان السلام هو «الضمانة الوحيدة لامن دائم» بالنسبة لاسرائيل.

وقال ان هذا السلام لا يمكن مع ذلك ان يكون مضمونا الا اذا احترمت اسرائيل القانون الدولي بقبولها انهاء احتلال الاراضي الفلسطينية. واضاف «يجب استئناف حلقة المفاوضات واثبات ان الحوار يتقدم وان بامكانه ان يسفر عن نتائج على عكس العنف».