صراع نفوذ للسيطرة على مجلس الشورى «لويا جيرغا» في أفغانستان

TT

كابل ـ أ.ف.ب: من المتوقع ان يشهد مجلس الشورى الافغاني «لويا جيرغا» في افغانستان الذي يبدأ اعماله غدا في كابل مناقشات حادة ومعارك سياسية بين انصار الرئيس حميد كرزاي والاصلاحيين والاصوليين وفصائل المجاهدين للسيطرة على هذا المجلس.

وسيشارك اعضاء الحركة الجهادية ـ التي تضم مهندسي النضال ضد الغزو السوفياتي لافغانستان بين عامي 1979 و1989 المسؤولين عن الحرب الاهلية بين 1992 و1996 - وكانوا الفائز الاكبر في انتخابات المندوبين، في المفاوضات من موقع قوة. فهم يمثلون ـ مع المحافظين ـ غالبية المندوبين في لويا جيرغا اذي سيضم ما مجموعه 500 عضو بينهم 50 يعينهم الرئيس كرزاي.

وقال مسؤول في الامم المتحدة ان هذه النتائج «ليست مفاجئة. فقوى الميليشيا من الجهات السياسية الرئيسية الفاعلة في افغانستان، ومجتمع هذا البلد واحد من اكثر المجتمعات محافظة في العالم». واضاف قوله: «لم يحسم شيء حتى الآن وكل شيء مرتبط بالشكل الذي ستجري فيه المفاوضات».

وكان مجلس لويا جيرغا قد انتخب رسميا في اجتماع في يونيو (حزيران) 2002 رئيسا للادارة الاسلامية الانتقالية واقر لائحة الحكومة التي شكلها. ويؤثر عدد من الامور على مصداقية المناقشات من بينها عدم تحديد اجراءات واضحة لسير عمل المجلس والاطار القانوني لصلاحياته ومحاولات الترهيب التي تقوم بها ميليشيا الجمعية التي يشكل التاجيك معظم عناصرها ثم التأثير الحاسم للولايات المتحدة.

ولكن حتى اذا كان من غير الممكن تجنب عمليات المساومة في الكواليس، فقد تم اعداد كل شيء لتجنب تكرار اخطاء الماضي حسبما يؤكد المنظمون، وذلك عبر الحد الى اقصى درجة ممكنة من التدخلات الخارجية ومنع دخول «ضيوف» اللحظة الاخيرة. ولا يمكن لحكام الولايات او كبار المسؤولين في الادارة او الشرطة او الجيش حضور الجلسات التي يستطيع اعضاء الحكومة حضورها مع انهم لن يسمح لهم نظريا بالمشاركة في المناقشات ما لم يطلب منهم اعضاء المجلس ذلك.

ولن يعقد لويا جيرغا سوى جلسة عامة واحدة في افتتاح اعماله واخرى في نهايتها لتبني النص النهائي. وقال فاروق وارداك احد المسؤولين في اللجنة الدستورية: «مناقشة الدستور فقرة فقرة في دورة عامة ستستغرق شهورا».

وستشكل عشر مجموعات عمل اعتبارا من الاحد المقبل. وقال مسؤولون في الامم المتحدة واللجنة انهم يأملون ان تتمكن كل من هذه اللجان التي تضم حوالى خمسين شخصا، من مناقشة مجمل النص. واوضح مستشار في الامم المتحدة انه «خلافا لما حدث في 2002 سيسمح لكل مندوب بالتحدث».

واكد وارداك ان العملية «يفترض ان تستغرق حوالي عشرة ايام. لكن اذا قرر اللويا جيرغا تمديد المناقشات فسنمددها». ولن يبت في تنظيم اللجان العشر وطرق عملها غير رئيس اللويا جيرغا الذي سيكون له تأثير حاسم على المناقشات، حسبما ذكر المراقبون. وسينتخب الرئيس بعد ظهر غد بعد خطاب افتتاح الجلسات. وقد ذكرت اسماء عدة لهذا المنصب من بينها بير سيد احمد كيلاني الزعيم البشتوني الذي ينتمي الى الحركة الجهادية، وصبغة الله مجددي الذي تولى الرئاسة لفترة قصيرة عام 1992.

وقال مصدر في الامم المتحدة طلب حجب هويته ان بين المرشحين عبد الرسول سياف الزعيم البشتوني الاصولي واحد القادة السابقين لتحالف الشمال. وأضاف ان فوز سياف «سيشكل كارثة لأن الاصوليين سيفرضون خيارا حاسما بشأن الدستور المقبل.