توقعات بإزالة جدارية «خالد الإسلامبولي» في طهران

TT

قالت مصادر مصرية وإيرانية رفيعة المستوى لـ«الشرق الأوسط» إن هناك قرارا إيرانيا وشيكا بإزالة الجدارية الضخمة التي تضم اسم وصورة خالد الإسلامبولي قاتل الرئيس المصري الراحل أنور السادات والتي تحتل مدخل أحد شوارع العاصمة الإيرانية طهران.

وتمهد الخطوة الطريق نحو قيام الرئيس المصري حسني مبارك بزيارة تاريخية إلى إيران هي الأولى له منذ توليه السلطة خلفا للسادات عام 1981. كما أنها الأولى من نوعها التي يقوم بها رئيس مصري لطهران منذ اكثر من سبعة وعشرين عاما، واعلن الرئيس مبارك أمس انه تلقى دعوة رسمية من نظيره الإيراني محمد خاتمي خلال أول قمة من نوعها بينهما في جنيف قبل يومين على هامش مشاركتهما في قمة مجتمع المعلومات الدولية. وسيشارك مبارك في اجتماعات قمة دول الثماني الاسلامية التي ستعقد في طهران في الثامن عشر من فبراير (شباط) المقبل، ولم يوضح الرئيس مبارك ما إذا كان يعتزم بالفعل القيام بهذه الزيارة التي تقول الأوساط المصرية والإيرانية إنها ستكون في حال إتمامها منعطفا مهما في تاريخ العلاقات بين القاهرة وطهران.

وقال مبارك في تصريحات إن لقاءه التاريخي مع نظيره الإيراني كان وديا وتطرق إلى مناقشة القضية الفلسطينية والتطورات الراهنة في العراق بالإضافة إلى العلاقات الثنائية بين مصر وإيران. وابلغت مصادر دبلوماسية عربية «الشرق الأوسط» أن هناك احتمالا قويا بأن تتم هذه الزيارة غير المسبوقة لو اتخذت السلطات الإيرانية قرارا بتأكيد عزمها على تطوير وتنشيط العلاقات مع مصر، مشيرة إلى أن هذا القرار على صلة بالجدل الدائر منذ سنوات في إيران حول الشارع الذي يحتله في العاصمة الإيرانية اسم وصورة خالد الاسلامبولي قاتل الرئيس المصري الراحل أنور السادات، وقالت ان احتمال قيام مبارك بالزيارة بينما اسم الاسلامبولي لا يزال يحتل مكانه في طهران، غير وارد على الإطلاق، موضحة أن مبارك الذي يعتبر زميل سلاح بالنسبة لسلفه الراحل لن يقبل هذا الوضع.

وكان الرئيس الإيراني محمد خاتمي قد التقى الشهر الماضي أعضاء المجلس المحلي لبلدية العاصمة طهران، غير انه لم يتضح بعد ما إذا كان هذا اللقاء على علاقة بتغيير اسم شارع الاسلامبولي إلى شارع «الشهيد الفلسطيني محمد الدرة»، واتخذ المجلس المحلي لبلدية طهران قبل عامين توصية برفع اسم الاسلامبولي من هذا الشارع، غير أنه طلب من وزارة الخارجية الإيرانية التصديق عليها، وهو ما أدى إلى تجميدها بالنظر إلى الصراع المحتدم بين التيارين الإصلاحي والمتشدد في طهران حول العلاقات مع مصر في الوقت الراهن.

وقاد خسرو شاهي، القائم بالأعمال الإيراني السابق في القاهرة ورئيس جمعية الصداقة الإيرانية ـ المصرية، حملة مكثفة لحث الحكومة الإيرانية على إزالة إحدى أهم العقبات الشكلية التي تحول دون تطوير وتعزيز العلاقات المصرية ـ الإيرانية في مختلف المجالات. وعلمت «الشرق الأوسط» أن العلاقات المصرية ـ الإيرانية ستشهد خلال الأسابيع القليلة القادمة نشاطا غير مسبوق كإحدى النتائج المباشرة للقمة التاريخية التي عقدها مؤخرا الرئيسان مبارك وخاتمي، حيث سيقوم عدد من وزراء البلدين بتبادل الزيارات واللقاءات في محاولة لتعزيز حجم التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري بينهما.