وفد عراقي عال في باريس بعد غد وفرنسا متمهلة في إعلان موقف من الديون

TT

فيما امتنعت فرنسا حتى الان عن اتخاذ موقف واضح وصريح من قرار الولايات المتحدة الاميركية حرمان الشركات الفرنسية وشركات بلدان اخرى من عقود لاعادة الاعمار في العراق تبلغ قيمتها الاجمالية 18.6 مليار دولار مكتفية بالقول انها «تدرس» القرار الاميركي و«تتشاور» مع شريكاتها الاوروبيات بشأنه، يزور العاصمة الفرنسية بعد غد وفد عراقي عالي المستوى من مجلس الحكم المؤقت والحكومة، برئاسة عبد العزيز الحكيم، الرئيس الحالي للمجلس المؤقت ورئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية.

ويضم الوفد الذي سيلتقي رئيس مجلس الشيوخ كريستيان بونسليه، ورئيس البرلمان جان لوي دوبريه، ووزير الخارجية دومينيك دو فيلبان، ثلاثة من اعضاء المجلس هم جلال طالباني، رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني، ويونادام يوسف كانا، رئيس الحركة الديمقراطية الاشورية، وسمير شاكر الصميدعي وكذلك عدة وزراء منهم وزير الخارجية هوشيار زيباري ووزير التخطيط مهدي الحافظ. وبالمناسبة عينها، ينظم اتحاد ارباب العمل الفرنسيين لقاء مع الوفد لتدارس الفرص المتاحة امام الشركات الفرنسية للمساهمة في عملية اعادة اعمار العراق. وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية هيرفيه لادسو امس، ان زيارة الوفد العراقي «تستجيب لرغبة فرنسا في متابعة حوار منتظم مع مجلس الحكم المؤقت»، مضيفا ان المحادثات معه «ستكون فرصة لتبادل معمق للرأي حول الوضع في العراق وحول افق التطور في هذا البلد بعد التوقيع على اتفاق 15 نوفمبر (تشرين الثاني) الخاص بنقل السلطة الى العراقيين».

واللافت للنظر ان الحكيم لن يلتقي الرئيس جاك شيراك ولا رئيس الوزراء جان بيار رافارين وهذه ليست المرة الاولى التي تستقبل فيها فرنسا ممثلين عن مجلس الحكم المؤقت. فقد ذكرت الخارجية ان باريس سبق لها ان استقبلت جلال طالباني في شهر يوليو (تموز) وعقيلة الهاشمي التي تم اغتيالها وعدنان الباجه جي في سبتمبر (ايلول) الماضي.

وكانت باريس قد دأبت على انتقاد الاتفاق الذي ابرم بين مجلس الحكم المؤقت وبول بريمر، الحاكم المدني الاميركي للعراق رغم اعتباره «خطوة في الاتجاه الصحيح». واخذت باريس على الاتفاق انه ينص على نقل متأخر للسلطة الى العراقيين انفسهم وهو ما يجب ان يتم بموجب الاتفاق في نهاية شهر يونيو (حزيران) القادم.

واقترحت باريس وقتها، ايجاد مجلس تمثيلي مؤقت من خلال جمع مجلس الحكم المؤقت واعضاء الحكومة واللجنة الدستورية في مجلس واحد وضم اعضاء جدد اليه لتوسيع نطاق تمثيل القوى والتيارات العراقية المختلفة بحيث يجري تشكيل حكومة عراقية جديدة، يعهد اليها بالسيادة العراقية وتحضر لدستور جديد ولانتخابات عامة.

وتسبق زيارة الوفد العراقي الى باريس زيارة جيمس بيكر الى العاصمة الفرنسية. وبيكر مكلف من قبل الرئيس الاميركي جورج بوش بمتابعة ملف الديون العراقية وسيلتقي الرئيس شيراك الثلاثاء.

وحتى الان لم تعلن فرنسا موقفا واضحا من مسألة الديون العراقية التي تصر على معالجتها في اطار نادي باريس. وكان الرئيس بوش قد اعلن ان بلاده مستعدة لاعادة النظر في موقفها من مشاركة مؤسسات وشركات الدول التي ناهضت الحرب الاميركية على العراق اذا ما قامت هذه الدول بـ«بادرة ما» بشأن الديون العراقية.