صحافيو كردستان يعقدون مؤتمرهم التوحيدي تمهيدا لتوحيد الإدارتين الكرديتين

نقيب الصحافيين: رفضنا حضور ممثلي نقابة الصحافيين العراقيين لأننا لا نريد توسيع فجوة الانقسام بينهم

TT

يعقد اليوم في مدينة اربيل بكردستان العراق المؤتمر التوحيدي لاتحاد ونقابة الصحافيين الاكراد بحضور رئيسي حكومتي الاقليم (ادارتي السليمانية واربيل) والمؤمل ان يستمر ثلاثة ايام يسعى خلاله صحافيو كردستان الى توحيد تنظيميهم وبحث عدد من المشروعات واوراق العمل المطروحة على المؤتمر، في مقدمتها مناقشة تعديل قانون الصحافة في كردستان وتحديد شكل العلاقة مع النقابات الصحافية في العراق واجراء الانتخابات لاختيار هيئة ادارية موحدة لقيادة النقابة الجديدة التي تتمتع بعضوية الفدرالية الدولية للصحافة.

وقال فرهاد عوني نقيب الصحافيين في كردستان «اربيل» في تصريح خاص بـ« الشرق الاوسط» ان الصحافيين كانوا سباقين في توحيد منظمتهم النقابية، فهي المرة الاولى التي تتغلب فيها شريحة مثقفة وواعية من ابناء كردستان على خلافاتها وتتجاوز اسباب فرقتها لتتوجه بروح اخوية بناءة نحو تدشين اول تجربة لتوحيد الاقليم الكردي من خلال عقد هذا المؤتمر، مضيفا ان الصحافيين مصممون على انجاح هذه التجربة وارساء قاعدة موسعة تجمع جميع الشرائح والفئات الثقافية والاجتماعية بمختلف انتماءاتها القومية والعرقية من الكرد والتركمان والاشوريين والاخرين من الصحافيين العرب الذين يعملون في صحافة كردستان، في اطار وحدوي يعزز من جهود القيادة الكردية لتوحيد الاقليم، والحفاظ على الروحية التي سادت محادثات اتحاد ونقابة صحافيي كردستان خلال فترة التحضير للمؤتمر التوحيدي والتي طغت عليها المصلحة العليا للشعب الكردستاني وتغليبها على المصالح الحزبية او الفردية. وحول نسبة المشاركة في المؤتمر، قال عوني ان 475 صحافيا من سائر مناطق كردستان (كركوك والسليمانية واربيل ودهوك) قد تم انتخابهم للمشاركة في المؤتمر وجرت تحضيرات جيدة لانجاحه وتم توجيه دعوة الى العديد من الاطراف والشخصيات السياسية والجامعية والثقافية لحضور المؤتمر في مقدمتها الفدرالية الدولية للصحافة التي اعتذرت عن عدم الحضور لاسباب «فنية» لكنها بعثت ببرقية تهنئة الى اعضاء المؤتمر مرحبة بهذه الخطوة التي سوف تعزز من مكانة النقابة الجديدة في الفدرالية. وفي معرض رده على سؤال حول وضع ونسبة مشاركة صحافيي كركوك في المؤتمر خاصة وان المدينة ليست خاضعة لسلطة أي من الحكومتين الاقليميتين، قال نقيب الصحافيين «نحن نعتبر كركوك قلب وقدس كردستان، وقدم شعبنا من اجلها الكثير من التضحيات، ونحن كشريحة مثقفة للشعب الكردي نسعى الى عودة هذه المدينة الى احضان كردستان. والان لدينا 30 صحافيا من هذه المدينة اكتسبوا عضوية النقابة وهناك اخرون سيعودون اليها مما سيتيح لنا فتح فرع للنقابة الجديدة هناك.

واكد فرهاد عوني نقيب الصحافيين في كردستان موقف نقابته من المنظمات الصحافية التي تشكلت في العراق بعد سقوط النظام السابق، مشيرا الى ان عضوين من نقابة الصحافيين العراقيين قد جاؤا الى اربيل بهدف المشاركة في المؤتمر، مضيفا، لكننا رفضنا استقبالهم بسبب وجود تنظيمين نقابيين في العراق، نقابة الصحافيين واللجنة التحضيرية لاتحاد الصحافيين، وقلنا لهما اننا لا نستطيع قبول مشاركتهما الا بعد انتهاء المؤتمر، وخروجه بقرار حول تحديد نوع العلاقة التي ستقوم بين النقابة الجديدة والمنظمات الصحافية القائمة في بغداد، فنحن لا نريد التعامل مع هذا الطرف على حساب الطرف الاخر، وطلبنا منهم ان يحذو هم ايضا حذونا في توحيد التنظيمين القائمين في بغداد لكي نتمكن من توطيد علاقاتنا المهنية معهم وتطبيق المقررات التي توصلنا اليها في اجتماع دهوك والمتثملة بثلاثة قرارات، الاول هو حق الصحافيين الاكراد في تشكيل نقابتهم المستقلة، والثاني تحديد علاقة الصحافيين في كردستان مع نقابة صحافيي بغداد على اساس لجنة متابعة وتنسيق، والثالث رفض عضوية أي صحافي كردستاني يكون عضوا في نقابة مماثلة ببغداد بسبب عدم جواز الجمع بين عضوية نقابتين او تنظيمين مهنيين ذات اهداف واحدة.

اما عن شكل الانتخابات التي سوف تجري لاختيار مجلس ادارة النقابة الجديدة قال نقيب الصحافيين: لقد اتفقنا مسبقا على اتاحة الفرصة امام كل صحافي لترشيح نفسه لاشغال عضوية المجلس او الهيئة الادارية، فنحن نتطلع الى ان تكون القيادة ائتلافية تشمل جميع الفئات والانتماءات من دون أي حظر او اعتبار للانتماءات الحزبية، اذن فمن حق أي صحافي يعتقد انه سيحصل على ثقة زملائه الاخرين ان يرشح نفسه من دون اية محذورات.

اما عن اهمية هذه الخطوة على المستوى المحلي وتدعيم موقع الصحافيين الاكراد في الفدرالية الدولية التي يتمتعون بعضويتها قال عوني: اساسا كان من المفترض ان لا ينقسم الصحافيون على انفسهم كما سبق. وهذا المؤتمر الذي نعقده لتوحيدهم الهدف الاساسي منه هو تدعيم موقع النقابة في المنظمات الدولية اضافة الى تعزيز دور الصحافة في ترسيخ اسس الحريات الصحافية وتحويل الصحافة الى عامل ضغط على القيادة السياسية التي نأمل منها ان تحترم هذه الارادة الحرة للصحافيين، فالوحدة التي نعمل من اجل تحقيقها ليست شكلية، بل هي تستند الى ارادة صلبة ورغبة حقيقية في توحيد البيت الكردي.