مقتل شرطي عراقي وإصابة جنديين بولنديين في هجمات شمال الحلة

TT

قتل شرطي عراقي واصيب آخر ومدنيان وجنديان بولنديان في هجومين امس جنوب بغداد. وتعرض المقر العام الاميركي في العاصمة العراقية في الساعات الاولى من صباح امس لقصف صاروخي ولكن من دون وقوع ضحايا، فيما اعلن شهود عن اعتقال شخص وبحوزته متفجرات كان يخطط، حسبما ورد، لتفجير مسجد شيعي في المدينة.

وقال ضابط الشرطة بشار كريم خلف ان شرطيا قتل واصيب اخر بجروح فضلا عن اثنين من المدنيين في انفجار عبوة امس جنوب بغداد كانت تستهدف على ما يبدو قافلة عسكرية اميركية. واوضح الضابط المسؤول عن شرطة الحصوة الواقعة على بعد حوالي 50 كيلومترا جنوب بغداد «عند الساعة 09.30 بالتوقيت المحلي انفجر لغم على جانب الطريق الرئيسي الذي يسكله بانتظام الجيش الاميركي مما ادى الى مقتل شرطي وجرح آخر ومدنيين اثنين». واضاف ان «موكبا اميركيا كان على بعد 200 متر من مكان الانفجار». وعند وقوع الانفجار كان الشارع مكتظا بالناس المتجهين الى السوق. وخلف الانفجار حفرة صغيرة وشوهدت بقع دم في الشارع. وتقع الحصوة على الطريق الذي يربط بغداد بمدينة النجف الشيعية.

كما تعرض مقر العمليات العسكرية والمدنية الاميركية المحصن بقوة في وسط بغداد لقصف في الساعات الاولى من صباح امس في اول هجوم على ذلك المجمع المترامي الاطراف منذ نحو شهر. وجاء الهجوم في بغداد بعد فترة وجيزة من منتصف الليل عندما هزت اصوات انفجارات ضخمة العاصمة. ولم يتسن للقوات الاميركية ان تؤكد بشكل فوري نوع الذخيرة التي استخدمت في الهجوم، ولكن مصادر قالت ان من المحتمل ان قذائف هاون استخدمت لقصف المنطقة التي تبلغ مساحتها خمسة كيلومترات مربعة والمعروفة باسم المنطقة الخضراء. وقالت متحدثة عسكرية ان «اثنين من افراد قوات التحالف اصيبا بجروح طفيفة من الشظايا المتطايرة ولكن هذه الجروح لا تشكل خطرا على حياتهما». ولحقت اضرار طفيفة بأحد المباني في المنطقة التي تضم عشرات القصور التي كانت فيما مضى جزءا من المجمع الرئاسي لصدام حسين. وكان يمكن مشاهدة دخان يتصاعد من موقعين على الاقل. وكان هذا اول قصف لهذا المقر الذي تحميه جدران من الخرسانة يبلغ ارتفاعها مترين منذ منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) عندما اطلق مقاتلون النار على المجمع لعدة ليال متتالية. وجاء الهجوم بعد فترة وجيزة من هجوم بسيارة ملغومة على قاعدة عسكرية اميركية في الرمادي غرب بغداد اسفر عن قتل جندي اميركي واصابة 14. وكان هذا ثالث هجوم انتحاري على القوات الاميركية في العراق هذا الاسبوع.

من ناحية ثانية، اكد متحدث باسم قوات التحالف الدولية اصابة جنديين بولنديين في انفجار عبوة على طريق الحلة (مائة كلم جنوب بغداد). وقال المتحدث «تأكدنا من وقوع هجوم على قوات التحالف بعبوة متفجرة. واصيب جندي بولندي بجروح خطيرة واخر بجروح طفيفة».

من جانبه، اوضح قائد الشرطة العراقية ابراهيم سلام ان «انفجارا وقع بعد ظهر امس «لدى مرور القافلة» محجما عن التحدث عن ضحايا. ووقع الهجوم على مسافة بضعة كيلومترات شمال الحلة المقامة في موقع مدينة بابل الاثرية».

ووصلت الى مكان الهجوم الذي تم تطويق منافذه ناقلة جند هامفي تابعة للتحالف وسيارة اسعاف عراقية وحطت فيه هليكوبتر اميركية. وورد ان عبوة ثانية انفجرت بعد ساعة على بعد كيلومترات الى الشمال بين آليتين بولنديتين، لكن الاضرار اقتصرت على اطارات بعض الآليات. وتوجهت ست آليات الى مكان الهجوم الجديد. وشجب وصفي الشمري محافظ المحاويل، شمال الحلة، هذه الهجمات واصفا منفذيها بأنهم اناس «ليس لهم اي حس سياسي او اخلاقي. ان هدفهم الوحيد هو عرقلة اعادة الاعمار».

وتتولى بولندا المكلفة من واشنطن بادارة منطقة في جنوب بغداد قيادة فرقة متعددة الجنسيات يزيد قوامها عن تسعة آلاف رجل بينهم نحو 2500 بولندي الى جانب جنود من اسبانيا واميركا اللاتينية واوكرانيا. وفي 19 نوفمبر (تشرين الثاني) تعرض مستشفى عسكري في قاعدة بولندية بكربلاء الى قذائف هاون لم توقع ضحايا. وخسرت بولندا في السادس من نفس الشهر اول ضباطها في العراق خلال هجوم بالاسلحة الرشاشة.

في تطور آخر ذي صلة، أفاد احد الشهود بانه تم في ساعة مبكرة من صباح امس اعتقال شخص كان يعد لتفجير احد المساجد الشيعية وسط بغداد وبحوزته مواد متفجرة. وقال الشاهد وهو حارس مسجد «الموسوي» الشيعي الذي يقع في منطقة الحرية الثانية قرب احد الاسواق الشعبية الكبيرة المكتظة بالسكان وسط بغداد انه تم قرابة الساعة الرابعة فجرا القاء القبض على شخص كان يعد لتفجير مسجدنا». واضاف الحارس الذي فضل عدم الكشف عن اسمه ان «شخصين آخرين كانا معه استطاعا الهرب». واوضح انه «تم تسليم الشخص المعتقل الى مركز شرطة الحرية في المنطقة لاجراء التحقيق اللازم ومعرفة اسباب فعلته ودوافعها».