شالوم يعرض على باول خططا لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين

TT

في محاولة للتصدي للهجمة الدبلوماسية الفلسطينية والانتقادات العالمية وحتى الاميركية لتصرفات الحكومة الاسرائيلية، عرض وزير الخارجية الاسرائيلي سيلفان شالوم على نظيره الاميركي كولن باول الذي التقاه في واشنطن مساء امس، خططا لاستئناف الحوار مع الجانب الفلسطيني، على اساس خطة «خريطة الطريق».

وعرض شالوم على باول وغيره من المسؤولين الاميركيين قائمة مفصلة بالاجراءات التي تنوي اسرائيل تطبيقها مع استئناف المفاوضات لاحياء تنفيذ «خريطة الطريق» من بينها انسحاب اسرائيلي من المدن الفلسطينية وتوفير فرص عمل جديدة للفلسطينيين.

وتزامن هذا العرض مع وصول ديفيد سترفيلد وكيل وزارة الخارجية الاميركية الذي انتقد خلال لقاء في روما لدول الاتحاد الاوروبي التي تمول السلطة الفلسطينية الى المنطقة للقاء مسؤولين فلسطينيين واسرائيليين. ويفترض ان يلتقي سترفيلد مع المسؤولين الفلسطينيين في مقدمتهم رئيس الوزراء احمد ابو علاء (ابو علاء) اليوم بينما سيلتقي المسؤولين الاسرائيليين بمن فيهم دوف فايغلاس مدير مكتب رئيس الوزراء وافي ديختر مدير المخابرات العامة (الشاباك) والجنرال اهرون زئيفي رئيس الاستخبارات العسكرية.

وقال سترفيلد «ان الحكومة الاسرائيلية ولفترة طويلة لم تعمل شيئا يذكر لترجمة التزاماتها المتكررة، لتمهيد الطريق امام تحقيق الاصلاحات الفلسطينية على ارض الواقع». واضاف سترفيلد «ان استمرار القيود التي تفرضها اسرائيل على الحركة في الاراضي الفلسطينية وعدم اصدار التصاريح للفلسطينيين وهما امران مهمان وحاسمان لانجاح جهود الاصلاح، اثر سلبا على برنامج الاصلاح الفلسطيني».

ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن شالوم قوله, لدى وصوله الى الولايات المتحدة، ان لقاء بين رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ونظيره الفلسطيني احمد قريع (ابو علاء) قد يعقد الاسبوع المقبل. واوضح شالوم في المقابلة «امل كثيرا انه بعد انتهاء هذا الاسبوع سيعقد لقاء بين رئيس الوزراء ارييل شارون وابو علاء».

واعتبر الوزير الاسرائيلي ان اللقاء بين شارون وابو علاء «سيطلق اشارة معاودة المحادثات التي ستسمح بمعرفة ما اذا كان فعلا لدينا شريك «..» مستعد للتوصل الى حل تفاوضي يضع حدا للنزاع القائم بيننا وبين الفلسطينيين».

وفي مقابلة مع صحيفة «يديعوت احرونوت» اعتبر ابو علاء من جهته ان لقاءه مع شارون قد يعقد «في غضون بضعة ايام». واكد ابو علاء «ارغب في هذا اللقاء لانني اعلم انه لا يمكنني التوصل الى شيء من دون شارون. وفي غضون ذلك يتعرض الشعب الفلسطيني للاهانة في كل حاجز «عسكري» ويعاني من الوضع الاقتصادي. فاذا لم يؤد اللقاء الى اي نتيجة فان شعبي سيقول لي: عد الى بيتك». واعتبر ابو علاء ان استمرار اسرائيل في بناء الجدار العازل سوف يقضي على خطة «خريطة الطريق». وقال ابو علاء ان هذا الجدار «سيقتل عملية السلام. وسيقتل كل من يتحدث باسم السلام. الان يوجد هدوء نسبي. ولكن الارهاب سيتجدد. لا يمكن للجدار منعه». وناشد ابو علاء الاسرائيليين «ليست هذه هي الطريقة التي تحققون الامن بها. هذه ليست سوى وسيلة للابقاء على الصراع. لن يقبله احد في العالم. اعتقد ان الحاجز هو الخط الذي يبني عليه شارون خطوته المنفردة. اذا كان هذا هو ما ينويه فانه لن يساعد ولن يشجع السلام. ولن يقبل اي فلسطيني وجود دولة محاصرة داخل جدار».

وتابع القول «شارون يقول فلنتحدث واذا لم نصل الى اتفاق سنفرض عليكم حلا. اقول له لا ياسيدي هذه ليست الطريقة. هذه ليست شراكة. ذلك لن ينجح الا اذا عملنا معا. لو كنت اقمت (الجدار) على الخط الاخضر اقول امض قدما، ولكن لماذا تدخل اراضينا».

واعتبر ابو علاء في مقابلة مع صحيفة «معاريف» اول من امس ان خطة شارون للسلام من جانب واحد المعلن عنها تعد وصفة لكارثة.