السفارة الأميركية في لبنان: لم نفصل موظفَين اشتبه في علاقتهما بمحاولة التفجير

TT

نفى مصدر مأذون في السفارة الاميركية في لبنان لـ «الشرق الاوسط» معلومات ذكرت ان موظفين لبنانيين اثنين من السفارة جرى فصلهما اخيراً، وإنْ بصورة مؤقتة، للاشتباه في علاقتهما بمحاولة التفجير التي كانت تستهدف السفارة وتم احباطها يوم الاربعاء الماضي، بعد ان اوقفت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني كلاً من اللبناني العبد كريم مريشي والفلسطيني «أ. سرحال»، اللذين حاولا ادخال حقيبة رياضية الى داخل السفارة مليئة بمواد متفجرة. وفيما اعلن مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي جان فهد عن توقيف شخص ثالث على علاقة بالحادثة، ذكرت «وكالة الانباء المركزية» غير الرسمية ان الموقوف الثالث يدعى علي مهدي الحاج حسن، ووصفته بأنه «المخطط» لمحاولة التفجير، وهو من سكان ضاحية بيروت الجنوبية، وقد ترددت معلومات ان هذا الاخير يعمل داخل السفارة.

وذكرت المعلومات ان الموقوف اللبناني الذي نزل من السيارة التي كان يقودها رفيقه الفلسطيني حاملاً الحقيبة الرياضية، توجه الى البوابة الرئيسية للسفارة الواقعة في منطقة عوكر المطلة على بيروت، حيث اخبر حراس المركز انه يحمل هدية الى احد موظفي السفارة ويدعى «فؤاد»، موحياً بذلك ان الاخير على علم بالأمر، سيسهل له عملية الدخول. الا ان الحراس ارتابوا منه فاستدعوا عناصر الجيش المتمركزين بالقرب منهم، حيث قاموا بالقاء القبض على الاثنين وتسليمهما الى مديرية المخابرات في الجيش اللبناني حيث يجري التحقيق معهما.

وافادت المعلومات ان مجريات التحقيق مع الموقوفين اظهرت ان المحاولة التي قام بها الاخيران لم تكن تهدف الى التفجير بل العبور بالحقيبة ـ الهدية الى داخل السفارة بعد التمكن من اجتياز اكثر من حاجز تفتيش يدوي والكتروني، لتسليمها الى صاحبها «المجهول»، على ان تلي هذه الهدية، هدايا اخرى على غرارها بحيث تتجمع كمية كبيرة من المتفجرات يجري اعدادها لتصبح جاهزة للتفجير داخل مقر السفارة عند ساعة الصفر، ولذلك جرى وصف هذه العملية بـ «التفجير المقسط». وفيما كشفت المعلومات عن احتمال ضلوع موظفين اثنين داخل السفارة بهذه العملية، مما استدعى فصلهما من قبل السفارة وان بصورة مؤقتة للتحقق من الامر، نفى مصدر مأذون في السفارة الاميركية هذا الخبر وقال «ان لا اساس له من الصحة».

وفي هذا الاطار واصلت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني باشراف مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي جان فهد تحقيقاتها في الحادث. وافاد القاضي فهد ان السلطات الامنية اوقفت امس شخصاً ثالثاً تعتقد ان له علاقة بالمحاولة. ويواكب مسؤولو السفارة الاميركية تطورات التحقيق يوماً بعد يوم.

وقال فهد لـ «الشرق الاوسط» ان الشخص اللبناني الذي اوقف امس، ورد اسمه في رسالة عثر عليها داخل الحقيبة المفخخة التي ضبطها حراس السفارة، وان التحقيق يتركز على سبب ورود اسمه، وما اذا كان على علاقة باللبناني والفلسطيني اللذين اوقفا فور ضبط الرسالة.

ورداً على سؤال حول حجم العبوة التي ضبطت، قال مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية انها تبلغ 200 غرام من الـTNT معززة باصبعين من الـ «نيتروغليسيرين»، الذي يقوّي مفعول العبوة نحو خمسة اضعاف بحيث تصبح قادرة على هدم جزء من مبنى.

وعما اذا طلب مسؤولو السفارة المشاركة في التحقيقات، اوضح القاضي فهد «ان الاميركيين لم يطلبوا مشاركة محققين من قبلهم، لكنهم يواكبون سير التحقيق ويطلعون على كل التفاصيل والتطورات يوماً بعد يوم، ونحن نضعهم في اجواء ما يحصل».