إذاعة العراق الحر تكسب المزيد من المستمعين

17 ساعة يوميا من برامج سياسية وثقافية متنوعة تحظى بنسب استماع مرتفعة

TT

قالت وزارة الخارجية الاميركية في بحث مسحي لها ان «راديو العراق الحر» الذي تشرف عليه الولايات المتحدة ويبث من براغ في جمهورية التشيك قد وصلت نسبة الاستماع اليه في بعض المدن العراقية الى 10 في المائة من اجمالي مستمعي الاذاعات وهو ما اعتبره المسؤولون الاميركيون بانه نجاح كبير تحقق عن طريق التركيز على الاخبار والقضايا المحلية.

وقال ديفيد نيوتن مدير المحطة التابعة للخارجية الاميركية ـ وهي الآن جزء من خدمة اذاعة اوروبا الحرة التي بدأتها اميركا للقضاء على المد الشيوعي فيما كان يعرف باوروبا الشرقية ونشر الفكر الرأسمالي الموالي للولايات المتحدة ـ في بيان صدر يوم الخميس الماضي «اصبح العراقيون يتعارفون على المذيعين والمراسلين ويعتمدون على هذه الخدمة في تقديم تغطية اوسع للقضايا المحلية ذات الاهتمام المحلي».

وكانت محطة اوروبا الحرة قد تأسست في سنة 1952 في حين انشئت اذاعة العراق الحر بناء على قرار من الكونغرس الاميركي في ابريل (نيسان) 1998 التي بدأت بثها الفعلي في شهر اكتوبر (تشرين الاول) من تلك السنة ولمدة نصف ساعة يوميا حتى وصل معدل البث حاليا الى 17 ساعة.

وتقدم المحطة الموجهة للعراقيين مقابلات منتظمة مع قادة دينيين ومحليين عراقيين لم يكن يتثنى الحديث معهم من قبل، حسب ما قالته وزارة الخارجية الاميركية. وتعتمد هذه المحطة الآن على عدد من المراسلين المحليين العراقيين منتشرين في عدد من المدن العراقية مثل بغداد الموصل والسليمانية والبصرة وكركوك وتذيع على الموجات القصيرة والإف إم والمتوسطة وعن طريق بث الاقمار الصناعية. وتذيع المحطة 17 ساعة يوميا. غير ان المحطة تقول انها تعتمد على فكر بعض المفكرين العراقيين المعروفين هنا في واشنطن بقربهم الشديد من تيار المحافظين الجدد الاميركيين والذين يعزى لهم منهج الحرب الوقائية الاميركية ويعرف عنهم ايضا نظرتهم الدولية للدول والشعوب العربية ومنهم الكاتب كنعان مكية الذي كثيرا ما تحدث الى منتديات المحافظين الجدد قبل وبعد الحرب على العراق التي ازاحت الحكم البعثي للرئيس صدام حسين في ابريل من هذا العام.

وتذيع المحطة كتاب مكية المثير للجدل «القسوة والصمت» (كرولتي اند سايلنس) على 60 حلقة في العراق وهو الذي يعدد فيه بإسهاب فظائع النظام العراقي المخلوع ويشن فيه هجوما لاذعا على المفكرين العرب والشعوب العربية لفشلها في الاعتراف ـ على حد قوله ـ بجرائم النظام البعثي. وينتقد فيه فكرة القومية العربية.

وتقدم المحطة برنامج «العراق في الصحافة العربية» ويتضمن عرضا انتقاديا لمقالات رأي ذات صلة بالشأن العراقي نشرتها صحف عربية. كما تقدم «أيام الخير» وهو برنامج فيه حديث عن الفضائيات العربية وما تقدمه من برامج وتقارير عن العراق. كما تقدم برنامج «عراقيون في المهجر» والذي يجري لقاءات مع عراقيين يعيشون في الولايات المتحدة بصفة خاصة وبعض الدول الاخرى. ومن المعروف ان المسؤولين العراقيين فيما يسمى «اذاعة صوت العراق الجديد» التي تبث من مبنى الاذاعة والتلفزيون السابق الذي لحق به دمار واسع اثناء الحرب وبعدها هم في الاصل موظفون سابقون في اذاعة العراق الحر التي تمولها وتشرف عليها اميركا.

وهذه المحطة هي واحدة من ثلاث محطات موجهة للعراقيين هي «راديو سوا» الذي يذاع على المدار الساعة طوال الاسبوع وبه نشرات اخبار وموسيقى غربية واخرى عربية وكذلك «صوت اميركا ـ الخدمة الكردية» والموجهة لشمال العراق وتبث اربع ساعات فقط يوميا.

وتقول وزارة الخارجية الاميركية انها أقرت بالفعل اطلاق فضائية عربية مقرها الرئيسي سيكون في العاصمة الاميركية واشنطن كما سيتم تخصيص استوديو آخر في دبي على غرار استوديو راديو سوا الموجود حاليا في مدينة دبي للاعلام. ويبلغ اجمالي تمويل تلك المحطة 30 مليون دولار تم تخصيصه في الميزانية الاميركية لعام 2004.