عشائر الأنبار تدفع ثمن ولاءاتها المتعددة

TT

الرمادي ـ ا.ف.ب: تتجاذب العشائر السنية في محافظة الانبار المترامية الاطراف غرب العراق مشاعر التعاون مع القوات الاميركية والتعاطف مع المسلحين العراقيين الذين يشنون هجمات ضدها.

وفي الرمادي على بعد 100 كلم غرب بغداد يؤكد احد زعماء قبائل الدليم دعمه للاميركيين. وماجد عبد الرزاق من عشيرة بوعلي سليمان الذي كان والده تعاون مع الاحتلال الانجليزي في الثلاثينات، تمكن من الحصول على تأييد عشيرتين اخريين هما بوعلوان وبوعساف.

ونال هذا الزعيم القبلي حظوة لدى القوات الاميركية منذ استيلائها على العراق في ابريل (نيسان) الماضي. ووفر له الحاكم الاميركي الاول السابق للعراق جاي غارنر منصبا في مكتب شؤون العشائر قبل ان يعهد اليه بادارة الرمادي. غير ان الاميركيين لا يلقون ترحيبا من قبل زعماء العشائر المحافظة في الفلوجة، المدينة الكبيرة الاخرى في المحافظة، الذين يريدون منع الاجانب من التدخل في شؤونهم.

وتزعم مضر عبد الكريم الخربيط حركة احتجاج واسعة للمطالبة بانسحاب القوات الاميركية من الفلوجة. وقمعت هذه الحركة بقوة السلاح في مايو (ايار) مما اوقع 17 قتيلا و75 جريحا واطلق شرارة المقاومة في المدينة. ويؤكد نايف رشيد بوزيان زعيم عشيرة بوعيطة «لن اقبل ابدا بالاحتلال». واضاف «هناك 80 عشيرة في المنطقة 90 في المائة منها تدين عشيرة بوعلي سليمان التي فرضت نفسها بفضل علاقاتها مع الاميركيين». وتؤيد عشائر بوخليفة وبوعيطة وبوعبيد هذا الرأي. ويقول الحاج عبد الكريم احد شيوخ الفلوجة ان زعماء هذه العشائر التي كانت ذات حظوة في عهد صدام حسين يتحاشون التعامل مع الاميركيين. ولمعاقبتهم لجأ الاميركيون الى استخدام القوة. واستهدفت غارة جوية قرية لعشيرة بوخربيط مما اوقع 19 قتيلا بدعوى ان صدام حسين يختبئ فيها، وقصفت عشيرة اخرى مجاورة بالدبابات والمروحيات قبل شهرين للذريعة ذاتها.

واعتقل سعد نايف مشحن الحردان شيخ عشيرة بودياب مع 70 من عناصر عشيرته قبل الافراج عنهم. ويرأس ماجد عبد الرزاق وشقيقه عامر اللذان يتمتعان بحماية الاميركيين، المجلس المحلي في الانبار وبسطا نفوذهما على المحافظة وحتى المحافظ الذي يعينه الاميركيون عليه مراعاتهما. واستهدف هجوم بسيارة مفخخة في نوفمبر (تشرين الثاني) «دار الضيافة» في مقرهما مما اوقع قتيلين و15 جريحا. وقال ماجد «ان هذا الاعتداء لن يمر دون عقاب»، مضيفا ان «ستة مشبوهين من منطقة الرمادي اعتقلوا».

واضاف مؤكدا ان «هذه المنطقة ليست مقاطعة لصدام حسين الذي لديه الكثير من الاعداء هنا».

وقد عاهده عناصر شرطة الرمادي والمسؤولون المحليون والمقاولون المستفيدون من المشاريع التي يعهد بها اليهم على ان يبقوا اوفياء له غير ان تأثيره على باقي الشيوخ الذين يعادونه لا يزال ضعيفا.

وقال الشيخ نايف «يوم سقوط مطار بغداد في السابع من ابريل (نيسان) اوفد صدام صهره جمال مصطفى الى عشائر الفلوجة ليطلب منهم ارسال 40 الف رجل الى بغداد (...) دون ان يزودهم بالاسلحة». واضاف «لم نستجب الى هذا الطلب».

وقال منصور الحديثي احد شيوخ المحافظة انه لتفادي حرب بين العشائر يسعى زعماء العشائر المعادية للاميركيين بكل الوسائل الى التقليل من شأن ماجد عبد الرزاق الذي ينعتونه «بالخائن».

وبين هذه الوسائل ارسال طرد له يحتوي عباءة نسائية واحمر شفاه «كأنه امرأة» مما يمثل اهانة كبيرة لشيخ عشيرة يعتد بنفسه في العراق.