فيروس الالتهاب الرئوي الحاد «سارس» الذي هزّ العالم على مدار هذا العام, مركّب من فيروسين احدهما من اللبائن والآخر من الطيور, لذا فان جهاز المناعة لدى الانسان لا يتعرف عليه،مما يؤدي الى اختراقه للجسم والاصابة المفاجئة بالمرض. جاء هذا في احدث دراسة اجراها باحثون بجامعة تورنتو الكندية تنشر في عدد الشهر المقبل من مجلة «فايرولوجي» المتخصصة بعلم الفيروسات.
وقال ديفيد جاتمان البروفيسور في علوم تطور الجينات في الجامعة الذي شارك في البحث، ان فريقه تمكن من مقارنة الخريطة الوراثية (جينوم) لـ«سارس» مع جينوم الفيروسات التاجية الاخرى، التي ينتمي «سارس» الى عائلتها. واكتشف ان الموقع الأيسر في جينوم «سارس» يحتوي على رموز بروتين ينتمي الى منشأ من الحيوانات اللبونة (مثل القطط والابقار والفئران) بينما يحتوي الموقع الأيمن من الجينوم رموز بروتين من منشأ الطيور (مثل الدجاج والبط). الا ان الأخطر من ذلك، تمثل في أن الجين الأوسط الذي يرمز له بـ«الجين أس» في جينوم «سارس»، احتوى على رموز بروتين خليط من اللبائن ومن الطيور، مما مكنه من مخادعة جهاز المناعة لدى الانسان الذي لا يتعرف عليه. ويتعرف جسم الانسان في العادة على «الجين أس» في كل الفيروسات التاجية التي تسبب البرد. وقال العلماء ان هذا التحور الجوهري الجيني يقود الى تأثيرات هائلة تؤدي الى أحداث يصعب تصورها، مقارنة بالتحويرات الطفيفة التي تتعرض لها جينات الفيروسات الأخرى, واضافوا ان قطط الزباد التي قيل انها المسؤولة عن بداية انتشار المرض في الصين، ربما التقطت الفيروس من الطيور وحورته بطريقة لم يسبق لها مثيل، ليتمكن بدوره من إصابة الانسان!