السوري الذي طرد من عمله بفندق أميركي لأن اسمه محمد يطالب البيت الأبيض باعتذار مكتوب

TT

تحدث السوري محمد عصام فرعون بالهاتف مع «الشرق الأوسط» أمس، وقال من بيته في مدينة دانداك بولاية ميريلاند الأميركية، إنه بدأ يطالب البيت الأبيض الآن باعتذار رسمي مكتوب، لأن جهاز الحماية الخاص بالرئيس الأميركي، جورج بوش، طلب منه عبر مدير فندق «حياة ريجنسي» الذي يعمل فيه منذ 8 سنوات في قسم الحفلات بمدينة بالتيمور بالولاية، أن يغادر الفندق ويعود الى بيته يوم الجمعة قبل الماضي، وكان ذلك قبل ساعات من بدء لقاء لجمع التبرعات لحملة الرئيس بوش الانتخابية، وكله حدث بعد أن سأله المدير سؤالا واحدا: «هل اسمك محمد؟».

وشرح محمد فرعون، وهو ابن عم من جهة الأب لرجل الأعمال السعودي، غيث فرعون، وحاصل على الجنسية الأميركية منذ 7 سنوات، أن أحدا في ادارة الفندق لم يبلغه ذلك اليوم بأسباب استبعاده من خدمة الحفل الذي حضره الرئيس الأميركي شخصيا، لكنه كان متأكدا من أن المسؤول عن جهاز الأمن الرئاسي، أو جهاز الأمن في الفندق، كان وراء الاستبعاد، لذلك قال فرعون البالغ من العمر 58 سنة: «شعرت بامتعاض كبير من اهانة طالتني وطالت بالايحاء أكثر من 10 ملايين عربي ومسلم في الولايات المتحدة، ولهذا السبب أطالب باعتذار مكتوب من البيت الأبيض، ولن أتراجع عنه» وفق تعبيره.

وقال انه فوجئ بأن عاملا بمكتب شؤون الموظفين قد فحص اسمه في الجردة الرسمية للحاضرين من العمال والموظفين ذلك اليوم، لذلك جاءه بعد ربع ساعة مدير الحفل بالفندق، وانفرد به جانبا وسأله عن اسمه الاول «فبدا لي السؤال غريبا، خصوصا أن المدير يعرف اسمي منذ زمن طويل، مع ذلك أجبت بأن اسمي محمد، عندها طلب مني العودة الى البيت وعدم العمل بالفندق ذلك اليوم، من دون أن يشرح الأسباب، وفوق ذلك كله طلب مدير الفندق، روبرت ستيل، من المسؤول عن الطعام أن يصطحبني ويراقبني وأنا أبدل ملابسي، وبعد دقائق وجدت نفسي في الشارع» كما قال.

وروى فرعون، وهو شقيق الدكتور بشار فرعون، الناشط في مدينة بالتميور بالدفاع عن حقوق العرب المهاجرين عبر رئاسته لفرع اللجنة العربية ـ الأميركية لمكافحة التمييز، انه ولد بدمشق، حيث تخرج مهندسا في جامعتها ثم هاجر في 1989 الى ماربيا، بالجنوب الاسباني، وفيها عمل بمجال تخصصه وتعرف الى الأميركية سوزان، فاقترن بها في 1992 وبعدها بعام غادرا معا الى الولايات المتحدة، حيث ليس له منها أولاد الى الآن، لكنه أب من زوجة سورية سابقة وتعيش مع 4 أولاد لها منه بمدينة دانداك المجاورة لبالتيمور.

وقال محمد فرعون، الذي استبدل الهندسة بمهنة أخرى في فندق «بسبب أنها تعطي واردات أكثر» إن جون غيل، وهو المتحدث باسم جهاز الأمن الخاص بالرئيس الأميركي، اتصل به منذ يومين واعتذر عبر الهاتف باسم مدير الجهاز «لكنه قدم لي شروحات لم أقبلها تماما، كقوله إن ما حدث كان بسبب سوء تفاهم. ومع أني قبلت اعتذاره، الا أنني ما أزال أشعر بأن ما حدث لم يكن الا بسبب اسمي وديانتي، لذلك طلبت أن يكون اعتذاره مكتوبا وعلنيا عبر وسائل الاعلام، فلم يفعل. كما أني بدأت أطالب البيت الأبيض الآن بتقديم اعتذار لي بدوره، ومكتوب وعلني وعبر وسائل الاعلام أيضا».

وذكر فرعون ان محطة «إيه.بي.سي» التلفزيونية الأميركية تقف معه وتشد من عزمه على المضي قدما بالمطالبة في الحصول على الاعتذار المكتوب «أما اذا لم أحصل عليه، فسيكون لكل حادث حديث»، كما توعد فرعون.