سترفيلد يطالب أبو علاء «بالتوقف عن المماطلة في لقاء شارون»

بوش: من مصلحة إسرائيل والشعب الفلسطيني وجود دولة فلسطينية

TT

أجمعت مصادر اسرائيلية وفلسطينية وأميركية امس على ان ادارة الرئيس جورج بوش تبدي غضبا ظاهرا من سياسة الحكومتين الاسرائيلية والفلسطينية: الاسرائيلية بنيتها اتخاذ خطوات احادية الجانب، والفلسطينية بتمنعها عن العودة الى طاولة المفاوضات واجراء لقاء قمة بين رئيسي الحكومتين، ارييل شارون واحمد قريع (أبو علاء).

وأكدت هذه المصادر ان المبعوث الاميركي، ديفيد سترفيلد، مدير عام وزارة الخارجية الاميركية طالب ابو علاء خلال لقائهما امس بأن «يكف عن المماطلة ووضع الشروط غير الواقعية على لقائه مع شارون» وبأن يجري اللقاء في اقرب وقت.

وكان الفلسطينيون قد اكدوا ان لقاء شارون ـ أبو علاء لن يتم هذا الاسبوع، لانهم ينتظرون خطاب شارون في مؤتمر هرتسليا الخميس المقبل، وهو الخطاب المقرر ان يعلن فيه خطته عن الاجراءات الاحادية الجانب، وقالوا انهم يخشون من ان يكون اللقاء فارغ المضمون: «نتفق خلاله على امور ينقضها شارون في خطابه فيحرج ابو علاء ويمس مكانته بين الفلسطينيين»، وهم يطالبون في الاصل ان يخرج اللقاء بانجاز حقيقي على صعيد وقف العمليات الحربية واستئناف مسيرة السلام على اسس جديدة لتطبيق خطة «خريطة الطريق».

وكان الرئيس بوش قد حذر الليلة قبل الماضية، اسرائيل من اتخاذ اجراءات احادية الجانب، مؤكدا ان مثل هذه الاجراءات من شأنها ان تعرقل مهمة قيام الدولة الفلسطينية المستقلة في المستقبل. وقال ان «الدولة الفلسطينية ستكون مصلحة اسرائيلية وفلسطينية». واعتبر خطوات اسرائيلية كهذه ستكون مصدرا للاحباط لدى الفلسطينيين وكل انصار السلام في العالم. لكن بوش لم يكتف بانتقاد اسرائيل بل وجه صفعة الى القيادة الفلسطينية الحالية بما فيها حكومة ابو علاء، اذ دعا الشعب الفلسطيني الى اختيار قيادة جديدة تكون «مستعدة لنبذ السياسات القديمة المتهالكة» التي أدت الى سقوط محمود عباس (أبو مازن) في شهر سبتمبر (أيلول) الماضي. وأضاف «لهذا نحن الآن نواجه الجمود». وتابع القول لقد حان الوقت ان تكون القيادة الفلسطينية الجديدة، مؤمنة بالسلام وطموحات الشعب الفلسطيني.

يذكر ان وزير الخارجية الاميركي، كولن باول، كان قد انتقد الخطوات الاسرائيلية الاحادية وحذر اسرائيل من الاقدام عليها. وقال خلال لقائه اول من امس، مع نظيره الاسرائيلي، سلفان شالوم، في واشنطن، انه ينوي تفعيل المسار السياسي بين الاسرائيليين والفلسطينيين حسب الخطة الوحيدة المناسبة، التي وافق عليها الطرفان، وهي «خريطة الطريق».

واعلن باول ان لقاء شارون ـ أبو علاء يجب ان يتم بلا شروط مسبقة. وردا على شكوى شالوم بأن شارون يحاول منذ اكثر من شهر مقابلة ابو علاء ولكن هذا يتهرب، وعد باول بأن يمارس الضغوط على ابو علاء ليوافق على اللقاء في اسرع وقت. وحسب مصادر اميركية في تل ابيب، فان المهمة الاساسية التي يقوم بها سترفيلد حاليا في رام الله هي ترتيب هذا اللقاء في اسرع وقت.

وكانت الادارة الاميركية قد رتبت للوزير الاسرائيلي، سلفان شالوم، لقاءات مع كل من نائب الرئيس، ديك تشيني، ومستشارة الأمن القومي، كونداليزا رايس، ووزير الدفاع، دونالد رامسفيلد، اضافة الى اللقاءات في الكونغرس. وستتم هذا اللقاءات ابتداء من اليوم وسيحاول شالوم خلالها اقناع مستقبليه بأهمية الاستمرار في بناء الجدار العازل وبضرورة التروي في اخلاء المستعمرات وبحيوية الاجراءات الاحادية «في حالة استمرار الموقف الفلسطيني في الامتناع عن مكافحة الارهاب والتقدم في تطبيق خريطة الطريق».

من جهة ثانية شهدت منطقة القدس الشمالية المحتلة، قرب حاجز الرام امس، مظاهرة جماهيرية ضخمة يهودية ـ عربية ضد الجدار العازل، وبذلك افتتحت الحملة الجماهيرية ضد هذا الجدار.

وحضر من اليهود حوالي 5000 ومن الفلسطينيين (من مناطق 48 و1967) حوالي الألف، ورفعوا الشعارات التي تندد بالجدار وتسميه «جدار الابرتهايد (العنصري)» و«الجدار العنصري» و«جدار الكراهية». وهتفوا ضد جرائم الاحتلال وطالبوا شارون بالاستقالة حتى تنجو اسرائيل من آثار سياسته المدمرة. وأكد المتظاهرون ان هذه هي الانطلاقة الاولى في معركة جماهيرية طويلة ترمي الى وقف بناء الجدار وهدمه، وقاموا بهدم نموذج للجدار.