أوساط داخل حزب العمل تحذر من سياسة «الزحف على البطون» نحو شارون

أحد أقطاب الحزب: تكرار الخطأ بدخول حكومته يعني الانتحار السياسي

TT

لم تقتنع بعض الأوساط في حزب العمل الاسرائيلي المعارض بما قاله رئيس الحزب، شيمعون بيريس، من انه لا يسعى لدخول حكومة ارييل شارون، وحذرته من ان «سياسة الزحف على البطون» التي يديرها باتجاه الحكومة تهدد بانقراض الحزب وتعني عمليا انتحاره.

وقال ابراهام بورغ، رئيس الكنيست السابق واحد المتنافسين على زعامة الحزب، ان «شارون وضع لنفسه هدفا ان يقضي على حزب العمل، والمصيبة انه يجد من يعاونه في ذلك من داخل صفوف الحزب وقيادته العليا». ودعا أولئك الذين يؤمنون بصدق ان مكان حزب العمل هو ليس في المعارضة بل في الائتلاف الحكومي، ان يعلنوا ذلك بصراحة وبشجاعة ويطرحوا الامر كاقتراح لمؤسسات الحزب حتى تبت فيه والتوقف عن العمل في الموضوع بشكل سري تآمري.

وانتقد هذا التوجه ايضا يوسي بيلين، كبير مبادري «مبادرة جنيف» الذي ينوي المنافسة على قيادة الحزب اليساري ـ الاشتراكي الجديد «ياحد»، فقال: «حكومة ارييل شارون تعيش اخطر مأزق لها. وكالعادة، بدلا من ان يقوم شارون بطرح خطة شجاعة للخروج ولاخراج الدولة من مأزقها الخطير، فانه يلجأ الى الاحابيل والمؤامرات ويستخدم في ذلك حزب العمل. والمذهل هو انه يجد في حزب العمل من يوافق على ذلك ويتعاون معه.

وقال بيلين ان احد اسباب هذا التدهور يكمن في غياب قيادة لحزب العمل، «فالقيادة الحالية، مع كل الاحترام، هي قيادة مؤقتة وتريد ان تخرج بانجاز سريع، وترى اقصى الطرق لذلك في المشاركة في الحكم مع انها دخلت تجربة كهذه وكانت تجربة مدمرة».

يذكر ان شارون ليس متحمسا لضم حزب العمل الى حكومته وهو اصلا ليس لديه مكان لهذا الحزب في هذه الحكومة، حتى لو تركتها احزاب اليمين المتطرف، اذ ان المناصب العليا في الحكومة، مثل وزير الخارجية ووزير المالية ووزير الدفاع والقائم بأعمال رئيس الحكومة، كلها مناصب بأيدي الليكود ولا يتصور احد ان الوزراء الليكوديين، سلفان شالوم وشاؤول موفاز وبنيامين نتنياهو وايهرو اولمرت، سيتنازلون عن مناصبهم، اذ انهم، جميعا، سيخوضون التنافس على رئاسة الليكود ورئاسة الحكومة بعد ذهاب شارون وبعضهم سيطالبون شارون بالاستقالة فور توجيه لائحة اتهام له او لأحد ابنائه في قضايا الفساد.

ولهذا، فان شارون عندما يجتمع بقادة حزب العمل هذه الايام، لا يقصد ضمهم الى حكومته بل يقصد تهديد اليمين المتطرف بأنه جاهز لاستبدالهم بحزب آخر، ولديه حزب ثان يحاول مغازلته ايضا، هو حزب اليهود الشرقيين المتدينيين «شاس» مع ان هذا الحزب يواجه مشكلة اقسى في دخول الحكومة، فهو لا يرى نفسه في غرفة واحدة مع حزب شنوي العلماني المتعصب ضد المتدينين.

من هنا، فان مسألة الانضمام الى حكومة شارون ليست واقعية، ومحاولة بعض اقطاب حزب العمل جس النبض لدى شارون، أو الايحاء ببعض الاستعداد لها عنده هي مظاهر عجز اكثر مما هي محاولة جادة لكن شارون يتقن استغلالها ليخيف المستوطنين وقوى اليمين المتطرف وقادتهم الذين يهددون باسقاطه، اذا ما اقدم على ازالة المستوطنات.