نائب رئيس المكتب السياسي لـ«حماس»: نرفض اتهامات «فتح» بإفشال الحوار

الدكتور أبومرزوق: سنتوقف عن استهداف المدنيين الإسرائيليين إذا أوقفت إسرائيل استهداف مدنيينا

TT

رفض نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» الدكتور موسى أبومرزوق، اتهامات «فتح» لهم بإفشال حوار القاهرة، موضحا «اننا كنا أقرب ما نكون لصدور نتائج جيدة وعملية للحوار لولا اصرار الاخوة في «فتح» على قضيتي وقف اطلاق النار وتفويض السلطة. وشدد ابومرزوق على ان «حماس» تتمسك بوضع شروط أولا قبل تنفيذ وقف اطلاق النار.

واعتبر دعوة جبريل الرجوب مستشار الأمن القومي للرئيس عرفات بقصر النضال في المناطق المحتلة، أمرا غير مقبول.

وقال لا يحق له «ان يطالبني بذلك في ظل استمرار قتل اسرائيل لابناء شعبي وفي الوقت نفسه ينعم الاسرائيليون بالأمن والأمان، هل هذا مقبول؟».

* «فتح» تحمل فصيلي «حماس» و«الجهاد» وبالأخص انتم، مسؤولية فشل الحوار الفلسطيني بالقاهرة، فما تعليقكم؟

ـ وفد «فتح» حضر جميع جلسات الحوار، وهم يعلمون جيدا بأنه تم التوصل الى اتفاق حول بعض القضايا المطروحة في جدول الأعمال، وكان هناك توافق حول البيان، وبالمناسبة كانت هناك توجهات مختلفة داخل وفد «فتح» البعض منهم يرى ضرورة صدور بيان بالتوصيات التي اتفقنا بشأنها ويرى البعض الآخر الاكتفاء باصدار بيان صحافي وهذا يعكس عدم وجود توافق فيما بينهم حول كيفية الاخراج النهائي للحوار، ولكن المجتمعين ضغطوا في اتجاه ضرورة اصدار بيان ختامي يتضمن القواسم المشتركة التي تم الاتفاق عليها، مما جعل أكثر من نصف وفد «فتح» يتغيب عن جلسات الحوار. وكان رئيس وفدهم الدكتور زكريا الأغا موجودا لوحده أحيانا ولفترات طويلة. وتم بالفعل صياغة البيان وضم القضايا التي اتفقنا عليها سواء على صعيد قراءة المرحلة السياسية أو على صعيد الأهداف التي نسعى لتحقيقها والمبادرة المتعلقة بتحييد المدنيين ووقف اطلاق النار، ولكن في اليوم الأخير للحوار طرحوا ولأول مرة قضية التفويض وأصروا على هاتين القضيتين وضرورة حسمهما خلال هذا الحوار، أنا لا أريد أن أحمل أحدا مسؤولية نتائج الحوار، لكن بكل تأكيد لا «حماس» ولا «الجهاد» يتحملان مسؤولية ذلك.

* لكن ألا تعتقد أنكم فوتم الفرصة على اصدار مبادرة فلسطينية تجنب السلطة المطالب بنزع اسلحة الفصائل الملسحة وتدمير بناها التحتية؟

ـ السلطة الفلسطينية وتنظيم «فتح» والأخوة المصريون تحدثوا بلغة واحدة عن موضوع تفكيك البنية والمقاومة المذكورة في «خريطة الطريق»، وقالوا «ان هذه القضية تم تجاوزها» بمعنى انها عمليا لم تعد مطلبا. ونحن من جانبنا أطلقنا مبادرة في 29 يونيو (حزيران) الماضي، بتعليق العمليات العسكرية واستمرت لمدة خمسين يوما، تمكن خلالها رئيس الوزراء الفلسطيني السابق محمود عباس (أبومازن) من الانطلاق تحت مظلة هذه المبادرة وأجرى محادثات جادة مع الاسرائيليين والاميركيين. وبعد ذلك اتصل معنا هاتفيا وقال لنا بوضوح «أنتم لا تتحملون أي مسؤولية»، مسؤولية الفشل الذي حدث. ومما يذكر انه حمل مسؤولية الفشل في المجلس التشريعي تحديدا لثلاثة اطراف.. قيادة السلطة، والاسرائيليين والاميركيين. لا أحد يستطيع أن يزايد على مواقف الحركة، والأحاديث التي تقول غير ذلك هي غير مسؤولة.

* البعض يرى انه ما كان مقبولا قبل 11 سبتمبر (أيلول) لم يعد مقبولا الآن، ويجب تطوير أداء الانتفاضة وتغيير أسلوب المقاومة؟

ـ أناشد كل من يتبنى هذا الرأي ان يرجع الى ما قاله الأوروبيون في حق قضيتنا، فـ59% يعتبرون ان اسرائيل تهدد السلام العالمي، فماذا يريدون بعد ذلك. نعم أنا مع من يقول ان العالم تغير لكن وضعنا كفلسطينيين ازداد سوءا. ان مقتضيات العملية السلمية التي مارسوها في السلطة جعلت أمامهم الطريق مسدودا، فهم الذين يجب ان يغيروا من نهجهم، واقول بكل وضوح ان هذا الطريق لم يأت إلا بالوبال على الفلسطينيين. فقد زادت المستوطنات الى ثلاثة أضعاف وزاد عدد المهاجرين الى أكثر من مليون والشعب الفلسطيني انقسم الى قسمين والحقوق الفلسطينية اصبحت عرضة للذوبان، وكل قرارات الشرعية الدولية ألغيت في سبيل اتفاقات تنازلوا عن معظمها مرحلة بعد مرحلة.

* دعا مستشار الأمن القومي الفلسطيني العميد جبريل الرجوب «حماس» و«الجهاد» الاقتداء بـ«حزب الله»، وقصر عمليات المقاومة على المناطق المحتلة فما رأيك؟

ـ أنا اقترح ان يقود الرجوب عمليات المقاومة في المناطق المحتلة، وان استمر أنا في نضالي في مناطق الـ48. أنا أخالفه في الرأي ولا يحق له ان يطالبني بأن تظل عمليات القتل مستمرة بين ابناء شعبي ويستمر مسلسل الاذلال اليومي، وفي الوقت نفسه اترك الاسرائيليين لينعموا بالأمن والأمان. هل هذا معقول؟! أنا أقول له انني مستعد لوقف استهداف المدنيين لدى الطرفين، وأكرر سنتوقف عن استهداف المدنيين الاسرائيليين اذا قررت اسرائيل وقف استهداف المدنيين الفلسطينيين. ولنكن واضحين أكثر ونسمي من هو المدني في كلا الطرفين، وأنا أتحدى الرجوب أن يأتي لنا بهذا، وأتحدى اسرائيل أن توافق على ذلك.

* لكن الموجود على رأس السلطة وصاحب القرار السياسي عليه ضغوط ولغة واقعية ليس كمن هو خارج السلطة؟

ـ إذن فليكن القرار السياسي مشاركة كي تكون الضغوط مشتركة بين الجميع، أكرر ان الشعب الفلسطيني يجب ان يحترم ويستحق ان تكون له قيادة جديدة، فلا بد من تشكيل قيادة يشارك فيها الجميع وليتحمل الكل مسؤولياته أمام الشعب الفلسطيني، نحن بحاجة لبرنامج سياسي جديد يدخلنا في اطار جديد من العملية السياسية، ليحدد نضالات شعبنا بأهداف واضحة افضل كثيرا من الطريقة التي يتعامل بها اخواننا الآن.

* لماذا ترفضون إذن الانضمام لمنظمة التحرير الفلسطينية؟

ـ نحن لا ننكر ان منظمة التحرير الفلسطينية انجاز مهم للشعب الفلسطيني، تمكنت من تثبيت الهوية الفلسطينية، ولدينا استعداد للدخول فيها والاعتراف بها، لكن المشكلة انها الآن منظمة مخطوفة، ومؤسساتها معطلة، وليس لها أثر في القرارالفلسطيني، وموقفنا هو اعادة بنائها على أسس سليمة.