لبنان: لا حسم للاستحقاق الرئاسي ولا انتخابات بلدية قبل تبلور نتائج مخططات بوش الإقليمية في يونيو المقبل

TT

قال برلماني لبناني كبير لـ«الشرق الأوسط» امس ان الهدنة الرئاسية التي حققتها الوساطة السورية الاخيرة بين المسؤولين اللبنانيين ستستمر حتى يونيو (حزيران) المقبل حيث سيحسم إذاك الخيار المحلي والاقليمي والدولي في شأن استحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية والانتخابات البلدية.

واكد البرلماني الذي طلب عدم ذكر اسمه ان اياً من المعنيين بهذا الاستحقاق مسؤولاً كان ام فريقاً سياسياً مستقلاً او معارضاً او موالياً لن يكون في مقدوره القيام بأي خطوة تشاغب على الهدنة الرئاسية او تسقطها. لأن الأسس التي بنيت عليها حسب قوله هي من المناعة بما تحول دون انهيارها خصوصاً ان دمشق ابلغت المعنيين بانها لن تتساهل مع اي إخلال في هذه الهدنة لأن الهم الاقليمي الذي تتصدى له هو من الاهمية، بل من الخطورة ما يجعلها غير آبهة بـ«خلافات» داخلية لبنانية لا قيمة لها اذا ما قورنت بحجم هذا الهم. وقال ان القيادة السورية لا يمكنها الا ان تكون متيقظة وحذرة من ضوء كل ما يحصل في المنطقة سواء على الصعيد العراقي او على الصعيد الفلسطيني.

وأضاف البرلماني نفسه ان تحديد يونيو (حزيران) موعداً للبت بالاستحقاق الرئاسي مرده ان الادارة الاميركية تكون قد حسمت الخطة التي رسمتها لمستقبل العراق الذي تحتله وتالياً تكون حسمت الموقف حول مستقبل السلام على المسار الفلسطيني ـ الاسرائيلي وهذان الحسمان يرغب الرئيس الاميركي جورج بوش بشدة انجازهما بما يمكنه من ضمان فوزه في انتخابات الرئاسة التي ستبدأ حملاتها الانتخابية في يوليو (تموز) المقبل.

لذلك يتوقع البرلماني اللبناني ان يعمل بوش على فرض مشروع سلام على المسار الفلسطيني الاسرائيلي في ابريل (نيسان) المقبل بموجب خطة «خريطة الطريق» او غيرها، وان يحسم في الوقت نفسه الموقف في العراق حيث ان من المقرر، حسب الاجندة الاميركية ـ العراقية، ان تسلم الولايات المتحدة مقاليد السيادة الى العراقيين في يونيو (حزيران) المقبل.

واشار البرلماني الى ان المحادثات التي جرت بين المسؤولين اللبنانيين والقيادة السورية في الآونة الاخيرة وانتهت الى توافق فعلي على سحب موضوع انتخابات رئاسة الجمهورية من التداول بما يوقف التجاذب السياسي القائم حولها والخلافات التي يتسبب بها، تخللها ايضا توافق على ان يصار الى التعاون على معالجة هذا الاستحقاق عندما يحين اوانه بما يخدم المصلحة اللبنانية ـ السورية.