الخالدي أحد ثلاثي التكفير يتراجع عن فتواه «دفع الصائل» التي دعا فيها إلى قتل رجال الأمن والمباحث

قال: عودتي للحق محاسبة للنفس جاءت بعد فترة قليلة من سجني

TT

في ثالث لقاء يبثه التلفزيون السعودي، أطل أحمد حمود الخالدي أحد قياديي الفكر التكفيري والتحريضي من شاشة القناة الأولى مساء أمس، وسرد خلال مقابلة مسجلة معه مراجعاته وعودته عن فتاواه وافكاره التحريضية والتكفيرية السابقة ومنها فتواه الشهيرة «دفع الصائل» التي أشار فيها باباحة قتال رجال الشرطة والمباحث، مشيرا الى ان اجتهاده كان خاطئا، موضحا في لقاء أجراه معه الشيخ عايض القرني أن مراجعته مع نفسه تمت بعد فترة قليلة من دخوله السجن «بيد لم يتسن لنا كتابة ذلك أو الإعلان عنه في حينه» مشيرا الى ان فترة وجوده في السجن كانت فترة محاسبة مع النفس، كما ساعد على هذه العودة ما تلا من أحداث عصفت بالمسلمين من حروب ومواجهات وتفجيرات أدت إلى عودته للحق، مشيرا الى أنها تجربة استفاد منها، وأنها «منحة إلهية»، مؤكدا أن سفك الدماء وانتهاك الحرمات هو تشويه لصورة الإسلام، وأعترف الخالدي خلال حديثه أن عودته إلى الصواب جاءت نتيجة تيقن من الفتاوى والمعتقدات الخاطئة التي أطلقها في السابق، حيث أن عودته جاءت بعد تثبت الحقائق ودونما ضغط أو إكراه.

وطالب الخالدي الشباب المغرر بهم العودة إلى الحق وإلى العلماء وإلى أهاليهم ونبذ العنف، وأن يتقوا الله في أنفسهم، ورأى بأن الخروج على الجماعة «نشوز». وأشار أحمد الخالدي الذي ظهر مبتسما أغلب وقت اللقاء الى ان على العلماء والمشايخ مقابلة حملة هذا الفكر ليبينوا لهم أمورهم العقائدية خاصة حول الفكر الجهادي، موضحا أن هناك من لديه النية في التراجع. وكان الخالدي قد اعتقل في 28 مايو (أيار) الماضي ضمن عملية دهم أمنية طالت علي بن خضير الخضير وناصر الفهد بالإضافة إلى تسعة آخرين.

وأوضح الخالدي أن ما سماهم بـ«خوارج هذا العصر» فاقوا الخوارج الأولين حيث أنهم لم يكتفوا فقط بالتكفير بل عملوا بقاعدة «من لم يكن على فكرهم فهو كافر مستباح الدم». موضحا أنهم يحملون النصوص الشرعية في زمن غير زمنها وقال: «لا شك أن هذا خطأ كبير»، داعيا إلى التحذير من فكر الخوارج موضحا أنهم «فئة قليلة» كما دعا إلى اعادتهم للجادة ومواجهتهم مع العلماء والمشايخ.

وطالب الخالدي من يحمل السلاح إلى القائه ناصحا اياهم بالقول: «لا تبتدأ من حيث أنتهى الآخرون». كما خلص إلى أن التفجيرات التي حدثت أخيرا خاصة في مجمع المحيا السكني بأنها من أفعال الخوارج، وما قتل فيها من المسلمين وغيرهم من المستأمنين بأنها دماء معصومة. وقال «ان قتل المسلمين ذنب عظيم»، كما اشار الى انه ليس من المعقول أن تكون هذه التفجيرات وما تبعها بسبب البطالة. موضحا أن النبي صلى الله عليه وسلم إمام المجاهدين مات ودرعه مرهونة، مؤكدا أن الأحداث الأخيرة قد أظهرت الحق لحملة الفكر التحريضي، وجعلتهم يعودون للأحكام الشرعية.

وذكر الخالدي أن أصحاب الفكر التكفيري وصلوا إلى طريق مسدود، وأن المكفرين عادة ما يكونوا من طلبة علم مبتدئين ليس لديهم اطلاع بالعلم، وهم أيضا ممن لا يرى أهلية في العلماء، وحدث لهم نوع من التلبيس، وقال «من وقع في هذه الأخطاء يجب عليه الرجوع إلى العلماء وإلى طاعة أولي الأمر، ولا يجدر تكفير ولاة الأمر والناس والجيش والشرطة» واضاف: «لا بد من مواجهتهم ونصحهم سواء عن طريق المحاضرات أو الأشرطة أو الكتابة». وأكد أحمد الخالدي أن التكفير من غير علم ولمجرد الهوى «خطأ كبير ولا يجوز شرعا».