الخالدي العائد من التكفير.. سعودي نشأ في الكويت وهجرها بعد خلافه مع رفيقه المدعي بأنه «المهدي المنتظر»

TT

اشتهر أحمد الخالدي بالفتوى المعروفة بـ«دفع الصائل» التي تجيز قتل رجال الأمن.

غير أن الخالدي بصفة عامة، لم يؤسس له أي حضور قوي على صعيد التيارات الأصولية التكفيرية، أسوة بما بلغه زميلاه علي الخضير، وناصر الفهد.

وكان الخالدي قد قبض عليه مع علي الخضير الذي تراجع عن أقواله وآرائه التحريضية والتكفيرية في منزل بالمدينة المنورة وعثر معهما على أسلحة، ضمن عمليات واسعة شهدتها المدينة المنورة خلال يومي 27 و28 مايو (أيار) الماضي أثمرت عن اعتقال 21 شخصاً بينهم ناصر الفهد الذي تراجع عن آرائه السبت الماضي، وكميات من الأسلحة والمتفجرات في عدد من المنازل في المدينة المنورة.

وفي قراءة لسيرة الخالدي، 34 عاماً، كنيته «أبو خالد» وهو أحمد بن حمود بن مفرج بن محمد بن جاسم بن عبدالله بن مطلق الجبري الخالدي، وولد ونشأ في منطقة جليب الشيوخ في الكويت، وكان معروفاً عنه اتجاهه نحو التطرف منذ الصغر، وسبق له أن ارتبط بشخص كويتي كان يزعم بأنه «المهدي المنتظر» ويدعى أبو عبدالله الحسين بن موسى اللحيدي. وكان من المؤمنين بفكره والمقربين، غير أنه اختلف معه.

وفي عام 1993 هاجر الخالدي من الكويت إلى المدينة المنورة «لأخف الضررين»، وحسب أحد المطلعين على ظروف هجرته، فإن الخالدي كان يرى أن «الفسوق والمظاهر الكفرية تعم العالم، ولم تبق إلا المدينة المنورة التي يراها بأنها مازالت أقل بلاد الإسلام سوءا». إلا أنه لم يطل الإقامة هناك، حتى عاد الى محافظة القرية العليا في المنطقة الشرقية، حيث أبناء عشيرته يقطنون هناك، ومع مطلع عام 2001 انتقل إلى محافظة الاحساء في المنطقة الشرقية التي استقر فيها لعامين، والتحق فيها بدروس للشيخ عبد العزيز اليحيى.

والخالدي له عدد من المؤلفات والطروحات ومن بينها «التبيان لما وقع في الضوابط منسوباً لأهل السنة بلا برهان»، و«إنجاح حاجة السائل في أهم المسائل»، و«الإيضاح والتبيين في حكم من شك أو توقف في كفر بعض الطواغيت والمرتدين»، و«التنبيهات على ما في كلام الريس من الورطات والأغلوطات»، و«الكشف والتبيين في شرح أصل الدين»، و«الدرر النقية في شرح المنظومة البيقونية»، و«عقود الجواهر المنثورة في شرح اللآلي المنظومة في اعتقاد الفرقة المرحومة».

وفي تعليق الدكتور تركي الحمد المفكر السعودي بعد أن رحب بتراجع الثلاثة، قال «لا بد من الوعي الكامل بأن القضية في هذا المجال ليست بأشخاص بقدر ما أنها آليات تفكير انتجتهم»، موضحا «أننا لا نعتبر ما جرى من تراجع الثلاثة بأنه النهاية للأزمة، بل بمثابة البداية لنهايتها».