شائعات عن دور الاستخبارات الإيرانية في عملية اعتقال الرئيس العراقي المخلوع ينفيها مصدر في وزارة الخارجية

TT

«يوم الاربعاء تلقينا خبرا من احد مراكز الاستخبارات السرية التي تم انشاؤها في العراق عقب سقوط النظام العراقي مفاده ان صدم حسين شوهد في منطقة قريبة من تكريت، وان هناك رجلا من اسرته يملك سيارة جيب يابانية يقوم برحلات مشبوهة بين تكريت ومزرعة شمال غربي تكريت.. درسنا الخبر وقمنا بابلاغ بعض اصدقائنا العراقيين ممن اتصلوا من جانبهم بقيادة قوات التحالف». بهذه العبارات تحدث مسؤول امني ايراني كان لعدة سنين قائدا مساعدا لمقر النصر على الحدود الايرانية ـ العراقية المكلف بشؤون العراق، عن الشائعات التي انتشرت في العراق عقب اعتقال صدام حسين.

وقال مصدر آخر في لجنة الامن القومي والعلاقات الخارجية بالبرلمان الايراني انه اذا كانت الشائعات الدائرة حول وجود علاقة للاستخبارات الايرانية مع اعتقال صدام دقيقة فان ذلك سيمهد الطريق لفتح صفحة جديدة في العلاقات الايرانية ـ الاميركية.

وفي غياب رد رسمي على الانباء المترددة حول تعاون الاستخبارات الايرانية مع قوات التحالف في عمليات اعتقال صدام حسين، ظل باب التكهنات والاشاعات مفتوحا خلال الـ24 ساعة الماضية. اما الرواية الاكثر ترجيحا فهي ما اشار اليه مسؤول بوزارة الخارجية الايرانية حين قال: «لدينا علاقات استراتيجية مع جلال طالباني زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني وعضو مجلس الحكم، وعبر قنواتنا الرسمية والسرية نواصل اتصالاتنا، وتبادل المعلومات هو جزء مهم لهذه الاتصالات. لقد جاء خبر اعتقال صدام حسين الينا من قبل طالباني بعد ساعة من نقل صدام حسين من مخبئه الى مكان غير معروف من قبل القوات الاميركية. وقد تم ابلاغ القيادة بالامر وبعد مشاورات جرت بين بعض المسؤولين طالبنا وكالة الانباء الرسمية بالاتصال بطالباني للتأكد من الامر. وبعد ذلك بثت الوكالة الخبر نقلا عن جلال طالباني».

وما يزيد من ترجيح هذه الرواية ان اعتقال صدام حسين، رغم حربه ضد ايران، يمثل ضربة كبيرة للتيارات المناهضة للاصلاحات في ايران التي كانت تعلق آمالها على توسع رقعة المقاومة في العراق وتحول العراق الى فيتنام اخرى. ومن المؤكد ان اعتقال صدام حسين لم يكن واردا في اجندة هذه التيارات خاصة ان ايران على مقربة من الانتخابات البرلمانية المقبلة التي تعد نوعية العلاقات المستقبلية مع الولايات المتحدة احدى نقاط الدعايات الانتخابية فيها الموجهة ضد الاصلاحيين المطالبين بفتح الحوار مع اميركا الموجودة في العراق وافغانستان.

ونظرة الى التقارير الخبرية الصادرة عن الاذاعة والتلفزيون الخاضعة لهيمنة الجبهة المناهضة للاصلاحات والصحف الراديكالية المعارضة للرئيس الايراني محمد خاتمي، تبين عدم ارتياح الجبهة لاعتقال الرئيس العراقي المخلوع.