إطلاق رصاص ومسيرات فرح شعبية في الكويت ابتهاجا باعتقال صدام حسين

صباح الأحمد: الحمد لله * الدبوس: نتمنى ان نرى شرق أوسط جديدا ينعم بالسلام

TT

عاشت الكويت امس يوما تاريخيا احتفالا باعتقال الرئيس العرقي السابق صدام حسين في مسقط رأسه تكريت. وخرج الكويتيون بأعداد كبيرة الى الشوارع والطرقات في مسيرات فرح ورقص وغناء، شبيهة بالمسيرات التي كانت في ذكرى الاحتفال بالتحرير. وشهدت بعض المناطق الشعبية اطلاق نار كثيفا لا سيما في منطقة الجهراء، كما جرى ايضا نحر الخراف وتبادل الرسائل عبر الهواتف النقالة، بينها العديد من الرسائل التي تذكر بتصريحات وزيرالاعلام العراقي السابق محمد سعيد الصحاف ومنها رسالة تقول: «الصحاف ينفي اعتقال صدام، ويشير الى ان الصور المنشورة هي لزعيم طالبان»، واخرى تقول: «ان مجلس الحكم الانتقالي في العراق اعتمد اغنية «صادوه» نشيدا وطنيا للعراق». وطالب عدد من المواطنين الحكومة الكويتية باعتماد اليوم عطلة ليشارك الجميع بفرحة سقوط رئيس النظام العراقي السابق.

واعرب رئيس مجلس الوزراء الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح عن ارتياح الكويت لإلقاء القبض على صدام حسين، وذكر بما وصفه «بالجرائم البشعة التي ارتبكها طاغية العراق تجاه شعبه، وما مارسه من ظلم وطغيان بحقه، وتبديد لتراثه، وهدم للتضامن العربي وتعطيل لمسيرة تعاونه، اضافة الى تهديد جيرانه واشاعة التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة بأسرها طوال فترة حكمه المظلمة».

واستذكر الشيخ صباح «جريمة الغزو النكراء التي ارتكبها رئيس النظام البائد بغزوه لدولة الكويت، وممارسته لأبشع الجرائم بحق دولة الكويت وشعبها»، متمنيا «ان يمثل اعتقال الطاغية نهاية لمرحلة مظلمة عاشها العراق الشقيق والمنطقة بأسرها»، متطلعا «الى ان يتمكن الشعب العراقي الشقيق من ادارة شؤونه بجهود ابنائه وتكاتفهم وتوحيد صفوفهم من اجل اعادة بناء العراق الشقيق، واعماره وفتح صفحة جديدة نحو مستقل مشرق ينعم به الشعب العراقي بثرواته وخيراته التي حرم منها، وان يستعيد العراق الشقيق دوره المأمول في محيطه العربي والدولي حتى تنعم المنطقة بأسرها بالأمن والاستقرار وتكريس كافة الجهود والطاقات لرخاء وازدهار شعوب المنطقة».

وكان الشيخ صباح قد علق على نبأ الاعتقال في ختام الاجتماع الاسبوعي لمجلس الوزراء بالقول: «الحمد لله الذي انصف الكويتيين ليروا عدوهم الذي آذاهم وهو في هذه الحالة»، معيدا الى الاذهان «التقتيل والتنكيل والدمار الذي تعرضت له الكويت وشعبها اثر اقدام صدام حسين على غزوالكويت عام 1990».

ولم يستطرد الشيخ صباح في تعليقه على النبأ مكتفيا بالقول: «لا احب ان اعلق اكثر من ذلك».

وأعرب رئيس مجلس الأمة الكويتي جاسم محمد الخرافي عن ارتياح الشعب الكويتي لالقاء القبض على رئيس النظام العراقي المخلوع، وقال ان «الله يمهل ولا يهمل، وما كنا نتوقعه في نهاية الامر لصدام قد أوقعه في الكمين الذي خلقه لنفسه». واضاف «أن الشعب العراقي استطاع اخيرا ان يرى رئيسه المخلوع وهو ينقاد الى السجن الانفرادي بعد أن حاول ان يرهب العراق والعراقيين خلال الفترة الماضية». وقال «نحمد الله ان اتاح لنا الفرصة لنرى نهايته»، معربا عن الامل في ان تتاح الفرصة للشعب العراقي والقيادة العراقية «فتقوم بمحاكمة هذا المجرم وزمرته التي كانت معه.. محاكمة تستطيع ان ترد فيها الاعتبار للشعب العراقي، على ما قام به من أعمال أساء فيها للعراق والعرب والمسلمين».

وقال «اننا نأمل أن تعمل القيادة العراقية على توحيد الكلمة والجهد والعمل جميعا لايجاد عراق جديد ديمقراطي.. عراق بلا ارهاب وبلا خوف».

وبدوره أعرب وزير الطاقة الشيخ أحمد الفهد الاحمد الجابر الصباح عن سعادته بالنبأ، مؤكدا أن صدام حسين يعتبر «أبرز رموز الطغيان في العصر الحديث».

وقال الشيخ أحمد «إن اعتقال رئيس النظام العراقي يشكل انفراجا لجميع الاشخاص الذين عانوا جرائمه وظلمه ونظامه، لا سيما الشعب الكويتي الذي يعتبر أحد ضحايا النظام العراقي، وذلك اثر غزوه لدولة الكويت في 1990.

وأعاد الى الاذهان الجرائم التي ارتكبها النظام العراقي خلال غزوه الكويت، وتعريض أبنائه الى أشد أنواع التنكيل والقتل والعذاب، مستذكرا بذلك «شهداء الكويت الذين تعرضوا للقتل على يد النظام العراقي».

وكانت الحكومة الكويتية التي اجتمعت امس قد حرصت على عدم اصدار أي تعليق رسمي على اعتقال صدام قبل التأكد منه، الا ان التلفزيون الحكومي قطع برامجه ليعلن النبأ ويبدأ ببث البرامج الاخبارية التي تتحدث عن تاريخ صدام حسين، وتجربة الكويتيين ايام العدوان الذي قاده الرئيس السابق عام 1990، كما اجرى التلفزيون على امتداد النهار مقابلات حية مع العديد من الخبراء والمعلقين للحديث عن مرحلة ما بعد صدام حسين.

وقال وزير الاعلام الكويتي محمد ابو الحسن «ان اعتقال صدام حسين سينعكس بشكل ايجابي على الوضع في العراق والمنطقة ككل»، مشيراً الى «ان العالم بأسره كان ينتظر بفارغ الصبر نبأ التخلص من اكبر طاغية عرفه التاريخ».

وأصدرت مختلف التيارات السياسية في مجلس الأمة امس بيانات ترحب باعتقال صدام حسين وتتحدث عن «نهاية مرحلة سوداء في تاريخ المنطقة». وقال عضو لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الأمة الكويتي النائب عصام الدبوس «ان اعتقال صدام حسين هو النهاية الطبيعية لكل ظالم ولكل مفسد في الارض وما هو الا الحلقة الاخيرة من مسلسل انهيار نظامه البائد الذي روع الشعب العراقي وشعوب المناطق المجاورة له وزرع الخوف والالم والحزن في نفوس الملايين»، مستذكرا معاناة اهالي الشهداء والاسرى الكويتيين في هذا الصدد.

واضاف الدبوس «اننا نتمنى ان نرى شرق اوسط جديدا ينعم بالسلام المبني على العدالة وعلى الحقوق المشروعة لجميع سكانه، وانهاء حالات العنف والاضطهاد والقمع، التي من شأنها ان تفرز انظمة شمولية تحت زعم انها تريد تحقيق الحرية واعادة الحقوق المغتصبة بينما هي في الواقع تبني نظامها التعسفي علي حساب حرية الشعوب وكراماته».

وطالب الدبوس شعوب المنطقة «بأن تسعى جميعا بعد نهاية صدام لبناء علاقة تقوم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة بعيدا عن الاعتداء على الآخرين والطمع في مقداراتهم وخيراتهم».

وتقدم النائب الدكتور وليد الطبطبائي «بالتهنئة الى الشعب الكويتي والى الاشقاء بالعراق والعرب والمسلمين بنهاية الطاغية صدام حسين ووقوعه ذليلا رهن الاعتقال».

وقال «ان هذا الطاغوت الذي جيش الجيوش وشن الحروب المدمرة وبنى الصواريخ واسلحة الدمار الشامل للعدوان والارهاب استسلم امس، كما يستسلم أي جبان من غير ان يطلق طلقة واحدة من جحره الصغير الذي كان يختبئ فيه».

وقال العلامة محمد باقر المهري «اننا نبارك للعالم اجمع وللشعوب الاسلامية والشعب العراقي والكويتي خاصة اعتقال طاغية العصر ومجرم التاريخ صدام، ونطالب قوات التحالف التي اعتقلت هذا المجرم بعدم كتمان اخباره ومحاكمته علنا، لان العالم والشعب العراقي متعطشان لمشاهدة محاكمة هذا المجرم على شاشات الفضائيات، وأطالب قوات التحالف ان تفوض محاكمته الى رئيس مجلس الحكم العراقي السيد عبد العزيز الحكيم لانه مطلع على جرائم صدام ولديه ملفات كثيرة ودقيقة مع المستندات والوثائق اللازمة على اعماله ومجازره».

واضاف المهري «ان اعتقال صدام عبرة لجميع قادة ورؤساء وملوك العالم بان يكونوا على قدر المسؤولية بالنسبة الى شعوبهم، ومراعاة مشاعرهم وافساح المجال لهم لاظهار آرائهم وافكارهم ومعتقداتهم حتى لا يكون مصيرهم مصير صدام الذي حرم شعبه من ابسط حقوق الانسان وابادهم ابادة كاملة».