«سيداتي سادتي اعتقلناه»

أربع قنوات تنافست على كسب المشاهدين * محطات اعتبرت الأمر إشاعة واكتفت بعرض شريط أسفل الشاشة

TT

شغل موضوع القبض على الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين، الشارع السعودي منذ الساعات الاولى من صباح امس، وبقيت أجهزة النقال ومتابعة التلفزيون للتأكد من المعلومات هي الهاجس الوحيد لمعظم المتابعين للاحداث الجارية في العراق منذ سقوط بغداد في ابريل (نيسان) الماضي. القنوات الفضائية وخاصة الخليجية غطت هذا الجانب بمزيد من الاهتمام، واستعانت بخبراء ومحللين سياسيين وعسكريين لالقاء الضوء.

ولم يتبدد الشك إلا مع ظهور بول برايمر الحاكم الأميركي في العراق وهو يعلن في مؤتمر صحافي «سيداتي سادتي اعتقلناه».

حظيت قناة «الجزيرة» و«العربية» باهتمام المشاهدين لكونها شكلت فريق عمل للتغطية الفورية من مكاتبها الموجودة في العراق والولايات المتحدة الاميركية، وجاءت قناتا ابوظبي والكويت في قائمة متأخرة، رغم ان تلفزيون الكويت عرض افلاماً وثائقية وصورا قديمة للرئيس المخلوع.

ومن المصادفات الاعلامية هي مشاركة بعض المذيعين والمراسلين الذين شهدوا على الهواء مباشرة سقوط بغداد، ومنهم على سبيل المثال، مذيعة قناة العربية منتهى الرمحي التي كانت قد استضافت عند سقوط بغداد شخصيات سياسية، ويصادف انها غطت امس سقوط صدام، أما قناة ابوظبي فقد كان مذيعها الاماراتي جاب عبيد احد الذين دخلوا العراق وغطى سقوط بغداد من الداخل بينما كان أمس يغطى الحدث من داخل الاستديو كأحد الذين شهدوا الحدث التاريخي لسقوط العاصمة وسقوط الرئيس.

التغطيات التلفزيونية تباينت فمعظم القنوات غطت المؤتمر الصحافي الذي عقده الحاكم المدني في العراق والناطق العسكري، واكتفت بنقل لقطات من المشاهد التي بثها المؤتمر الصحافي.

وغابت عن الحدث القنوات العربية الافريقية، واكتفت بشريط اخباري اسفل الشاشة بينما تابعت فقرات برامجها، وهكذا فعلت معظم القنوات، منها القناة التلفزيونية السعودية واليمينة والسودانية، حتى قناة LBC والمستقبل تابعت الحدث في نشرات الاخبار الخاصة بها، في الوقت الذي كانت تلك القنوات اثناء الهجوم الاميركي على العراق تخصص معظم اوقاتها لتغطية الحدث.

وظهر مرة اخرى محللون عسكريون وسياسيون سبق ان قاموا بعرض تحليلاتهم عند سقوط بغداد، ومن بين هؤلاء العميد صفوت الزيات الذي سبق له ان قام بالتعليق في قناة ابوظبي، وجاء مراسل العربية سعد السيلاوي الذي كان ابان الهجوم الاميركي قبل سقوط العاصمة نجما اعلاميا وحواره المنفرد مع الوزير الصحاف، وابنتي صدام في الاردن، السيلاوي كان هذه المرة يعلق من داخل استديو العربية.

الشيء اللافت في التغطيات التلفزيونية امس لحدث اعتقال صدام حسين، هو ان الكثير من القنوات الفضائية غابت، اما لعدم تيقنها او تصديقها، لكون ان الاخبار التي كانت ترد من العراق غير اكيدة خاصة وان عملية القبض تمت عند الساعة الثامنة من مساء السبت ما يعني أن التأكد من المعلومة يحتاج الى وقت، ولكن بعد المؤتمر الصحافي جاءت المتابعات الاعلامية ولكن ليست بنفس مستوى حدث سقوط بغداد، المشاركة الجيدة جاءت من قناة المستقلة التي تبث لمدة ساعات الا انها امس بدأت مبكرا لتغطية الحدث.

ونشطت قنوات مثل الجزيرة والعربية وابوظبي والكويت في عمل لقاءات واستطلاعات ميدانية من الشارع العراقي.

المشهد امس كان غريبا اعلاميا واخباريا، البعض منهم تساءل عن حقيقة المعلومات التي كان يسربها النظام السابق سواء عن مدن وقصور تحت الارض او حتى انفاق وطرقات، ويتساءل هؤلاء هل تم القبض بطريقة استخباراتية ام نتيجة قوة عسكرية، والبعض منهم يستاءل عن المكافأة المالية التي سيحصل عليها الشخص المبلغ. أحداث وقعت امس منذ الصباح الباكر اعلاميا ولكنها كانت غائبة اعلاميا من قبل الكثير من القنوات الفضائية فمنذ المؤتمر الصحافي للحاكم الاميركي المدني في العراق عقدت لقاءات ومؤتمرات صحافية سواء لمجلس الحكم العراقي او غيرهم من الخبراء السياسيين ومن بينهم رئيس الوزراء البريطاني توني بلير وايضا كلمة الرئيس الاميركي جورج بوش، الا انه مع ذلك لم تكن محل الاهتمام الاعلامي من الكثير من القنوات الاعلامية، وبقيت المنافسة محدودة بين العربية والجزيرة وابوظبي والكويت.