المتنافسون الديمقراطيون في الانتخابات الرئاسية يهاجمون علاقة بوش مع السعودية

البيت الأبيض: الأميركيون والسعوديون فقدوا حياتهم كضحايا للإرهاب

TT

سعيا للتقليل من شأن أية مكاسب سياسية حققها الرئيس جورج بوش عبر الحرب على الارهاب، يطرح هاوارد دين والمرشحون الديمقراطيون الآخرون الحالمون في الفوز بالانتخابات الرئاسية قضية أن صلات الادارة الوثيقة مع السعودية أدت بها الى التغافل عن مصدر أساسي من مصادر التطرف المناهض لأميركا.

وانتهازا لفرصة الرأي السلبي عموما من جانب الأميركيين يصور الديمقراطيون الادارة باعتبارها مشدودة الى نفط الشرق الأوسط بحيث أنها لا ترى التطرف والارهاب الذي تموله أرباح النفط.

ويمكن لنقدهم أن يؤدي الى مزيد من التوتر في العلاقة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية.

ويرفض الجمهوريون النقد باعتباره دليلا على أنه ليس لدى الديمقراطيين بديل سوى الهجوم على موقف بوش من الارهاب.

وأثارت الانتخابات الرئاسية السابقة أيضا نقاشات حول كيفية معالجة الموقف من خصوم الولايات المتحدة، من فيتنام الشمالية والاتحاد السوفياتي الى العراق، ولكن الحملة الانتخابية الديمقراطية الحالية غير مألوفة في أن الكثير من المرشحين قد خصو حليفا منذ عهد بعيد لأميركا ليوجهوا اليه سهام النقد. وقال دين الذي يتقدم على منافسيه الديمقراطيين في الاستفتاءات الشهر الماضي «قد يكون لدينا رئيس سيكون مستعدا لمواجهة السعوديين اذا لم نكن معتمدين كثيرا على النفط الأجنبي».

وقال مرشح آخر هو النائب ريتشارد جيبهارت انه «آن الأوان للتوقف عن التصرف كما لو أننا الولايات المتحدة العربية السعودية، والبدء بالعمل باتجاه التحرر الاقتصادي الكامل من المملكة العربية السعودية ومن النفط الذي تصدره ومن الأصولية المتطرفة التي تنزلها بلاء على العالم».

لقد أثارت الهجمات التي شنها المرشحون الديمقراطيون قلق الأميركيين العرب الذين يخشون من أنها يمكن أن تشعل نيران الكراهية للعرب في الولايات المتحدة.

وأقام سفير المملكة العربية السعودية في واشنطن الأمير بندر بن سلطان، علاقة عائلية تقريبا مع الرئيس بوش الأب. وقد تعمقت تلك العلاقة عندما تعاون البلدان في اخراج القوات العراقية من الكويت عام 1991 واستمرت على الازدهار عبر دعم الامير بندر لمبادرة بوش الخاصة بالنزاع العربي ـ الاسرائيلي. ولكن حقيقة أن 15 من الخاطفين الـ 19 كانوا مواطنين سعوديين، سلطت ضوء على طبيعة العلاقات السعودية الأميركية.

وتحاول ادارة بوش وسلطات السعودية تصوير العلاقة بينهما بانها علاقة حليفين يقاتلان عدوا مشتركا هو منظمة «القاعدة».

وصرح مسؤول كبير بالإدارة الأميركية قائلا: «التعاون بين البلدين ظل يتسع باستمرار، وقد فقد الأميركيون والسعوديون حياتهم كضحايا للإرهاب وفي الصفوف الأمامية في المعركة الدائرة لاحباط المخططات الإرهابية».

ومع أن بوش ما يزال يحظى بالتأييد الشعبي للطريقة التي أدار بها الحرب ضد الإرهاب، إلا أن الديمقراطيين يقولون إنه لم يمارس ضغطا كافيا على السعوديين ليشاركوا في محاربة الإرهاب وللاصلاح الداخلي.

وكان دين قد زعم في نوفمبر (تشرين الثاني) أن السعوديين عقدوا صفقة مع الشيطان، بمنحهم نفوذا واسعا للمتطرفين الإسلاميين وأن «أموال النفط تذهب الى السعوديين الذين ينفقونها بعد ذلك على المجموعات الإرهابية وفي تلقين الأطفال الصغار كراهية الأميركيين والمسيحيين واليهود».

وقال السناتور جون كيري، من ولاية مسشوستس، وهو من الطامحين إلى نيل ترشيح الحزب الديمقراطي للانتخابات، في مقابلة أجرتها معه مجلة فوروارد، اليهودية الاسبوعية: «آن الأوان لوضع العلاقات الأميركية السعودية على قاعدة صريحة متوازنة. وليس مستغربا أن إدارة بوش الصديقة للسعوديين لم تصل إلى هذه النتيجة».

وجاء في مقابلة كيري: «هذا الرئيس يرفض إصلاح علاقة إدارته مع السعودية. وقد سمح البيت الأبيض، بعد هجمات 11 سبتمبر (ايلول) 2001، وعندما أمرت جميع الطائرات بعدم التحليق في الأجواء، لطائرة سعودية أن تجمع كل أفراد اسرة بن لادن وتغادر بهم إلى السعودية من دون التحقيق معهم».

ولكن السناتور جوزيف ليبرمان، من ولاية كونيتيكوت، رفض الخوض في انتقادات حادة للرياض وقال عن السعوديين إنهم «حلفاء هامون». ولكنه مع ذلك اتهم إدارة بوش بالفشل في البحث عن مصادر بديلة للطاقة خارج الشرق الأوسط. وقال الجنرال السابق ويزلي كلارك إن الإدارة فشلت في استغلال الدعم العالمي الذي حصلت عليه بعد الهجمات لتصعيد الضغط على السعودية وغيرها من الدول العربية لتقطع بصورة كاملة دعمها الأخلاقي والديني والفكري والمالي للإرهاب.

وقال السناتور جون إدواردز من نورث كارولاينا العام الماضي: «نحن نريد علاقة جديدة السعودية، علاقة لا تتجاهل قضية التسامح في هذا النظام وإنكاره للمسؤولية عندما يتعلق الأمر بالإرهاب».

وقال آل شاربتون في مقابلة جرت معه في شهر سبتمبر الماضي إنه «يجب أن يجرى تحقيق لا لبس فيه حول أواصر السعودية بإدارة بوش، وزعم أن السعوديين هم كعب أخيل في قدم الادارة الأميركية».

*خدمة «لوس أنجليس تايمز» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط»