تباينات في المنتديات حيال اعتقال صدام حسين: أصوات ترحب وأخرى تتمنى القبض على بن لادن

TT

شهدت ساحات النقاش السعودية في «الانترنت» تباينات في ردود الفعل على عملية القبض على صدام حسين الرئيس العراقي المخلوع، وانقسمت بين مرحب ومعارض، وبين فئة نحت إلى «الشماتة» عليه من خلال الصور المعروضة له وأخرى رفضت إظهاره على تلك الهيئة التي بدا عليها.

وفي جولة على أكثر 3 منتديات حضوراً في السعودية، لوحظ حضور أسماء كويتية في أحدها، منتدى الساحة العربية، وهو المنتدى الذي طرح فيه 64 موضوعاً في أول 5 ساعات من إعلان نبأ عملية القبض.

وعبر الساحة العربية قدم الكاتب «بدر الكويت» أول صورة بثت لصدام حسين بعد دقائق معدودة من ظهورها في المؤتمر الصحافي الذي عقد في بغداد، وشارك كاتب كويتي آخر كنى لنفسه اسم «النابغة» بفتح موضوع حمل عنوان «فتح باب التهنئة لإسقاط صدام حسين البعثي أسيراً ذليلا». غير أن الكاتبين الكويتيين ووجها بردود فعل معارضة من قبل بعض المشاركين الذين رفضوا مباركة القبض على صدام حسين لأنه بمثابة «انتصار لأميركا».

وفي عناوين أخرى، كان هناك سعوديون مشاركون عبروا عن فرحتهم بالنبأ، وأحدهم شارك بموضوع حمل عنوان «متى نبتهج كسعوديين بنبأ اعتقال بن لادن، كما ابتهج العراقيين باعتقال صدام». إلا أن مشاركته تعرضت لانتقادات شديدة من قبل أنصار أسامة بن لادن زعيم تنظيم «القاعدة»، في حين كانت هناك ردود مؤيدة ومتمنية لحدوث تلك الأمنية التي قدمها الكاتب الذي حمل اسم «ارسطو».

منتدى طوى، الذي يوصف بـ«النخبوي» قدم موضوعات محدودة في الساعات الأولى، كان من بينها ما كتبه المكنى لنفسه بـ«موسى»، حيث قدم موضوعاً تحت عنوان «عرض صدام وهو يفحص بواسطة رجل يلبس القفازات الطبية تجنبا لقذارته عمل بربري» رفض فيه الطريقة التي عرض فيها صدام حسين، رغم تأكيده على «جرم صدام طوال حكمه».

وقدم، في ذات المنتدى، الكاتب «باخوس» موضوعاً تحت عنوان «اعتقلوا قائد القادسية!! إذن بئس الشعوب نحن !!» قال فيه «نعم صدام مجرم حقيقي، ولكن اعتقاله على أيدي القوى الأجنبية، يمثل مهانة وذلا لنا نحن الشعوب العربية، التي كانت إلى ما قبل أقل من عقدين تتغنى بهذا البطل الشمعي الذي استحال إلى جرذ».

وكانت هناك مشاركة للكاتب «ماس» حملت العنوان «صدام يبتهل شخصيا إلى الله أن أمريكا هي من قبض عليه لا العرب. ما قول مصطفى بكري الآن؟»، وكان عبر العنوان يخاطب الإعلامي المصري مصطفى بكري، ومن بين ما جاء في موضوعه «فقط تخيّلوا ماذا سيكون مصيره، لو أنه وقع في أيدي أبناء المقابر الجماعية، أو حشود المهجرين، أو أكراد حلبجة، أو الشيعة المقهورين؟.. ربما سَحْلُه على شوارع بغداد كجنس ما حصل للشريف عبد الإله على يد غوغاء البعث ذات تاريخ، لن يؤدي بغرض التخيّل».. «الآن ماذا سيكون مصيره، والأمر في يد «العلوج» المحتلين؟.. فحص طبي، حبس لائق، محاكمة علنية، وإعدام رحيم بحقنة سامة، على الأكثر. وغير خزي الدنيا والآخرة، هذا سيناريو لم يكن يحلم به صدام نفسه، على رقته وورديته. وهو ذات الشعور المماثل الذي لم يكن يتوقعه الصحاف، أو عزيز، أو الدوري، أو أكثر المتفائلين من بقية العصابة البعثية، كل لنفسه وحسب مصيره الذي جاء ورديا».

ولم تختف المواضيع الهزلية في منتدى طوى، حيث قدم الكاتب «سيد قراره» موضوعاً قصيراً حمله فكرة أوجزت عبر العنوان الذي اختاره «إلى دكتاتوريي منطقتنا العربية: احفروا جحور الفئران قبل فوات الوقت».

وكان للمنتديات الشبابية حضور مماثل، ومنها منتدى الجادة في ساحات الإقلاع. غير أنه بمواضيع كانت محدودة قياساً لما كان عليه منتدى الساحة العربية، أو طوى. فلم تكن هناك سوى 7 مواضيع في الساعات الأولى، ومن بين ما قدم موضوعاً لكاتب اختار لنفسه اسم «مقلع منذ مبطي» فقدم مشاركة حملت العنوان «سقوط طاغية بشكل مخز وذليل.. وماذا عمن صنعوه وساندوه وعملوا منه طاغية؟» وتحدث فيه عن التمجيد الذي كان يلقاه صدام في فترة حكمه، مشيراً إلى أن من يمجده من العرب كانوا على علم بما يقترفه من كوارث، واختتم موضوعه بأن كتب «وهكذا يدور الزمن، وعجلته تظهر من كانت تعمل به القصائد في المحافل العربية تملقاً وخنوعا إنما كان صنم طاغية.. هم من صنعوه وضخموه وساهموا في تاريخه الأسود».