أسئلة وأجوبة حول محاكمة صدام: سيحاكم بصفته «أسير حرب» ومن حقه تلقي زيارات من الصليب الأحمر

الرئيس العراقي المخلوع أعطي بدلة سجن ويحصل على أربع وجبات ساخنة وسرير نوم معدني

TT

يطرح اعتقال صدام حسين طائفة من الأسئلة حول وضعه القانوني ومستقبله، وكذلك مسؤوليات الولايات المتحدة في اطار القانون الدولي في التعامل معه. وبين هذه الأسئلة:

* ما هو الوضع الشرعي لصدام؟

ـ قالت وزارة الدفاع (البنتاغون) اول من امس ان صدام «أسير حرب». وكأسير حرب فانه مؤهل للتعامل الانساني واجراءات الحماية الأخرى بموجب معاهدة جنيف الثالثة لعام 1949 التي أقرت في أعقاب الأعمال الوحشية التي اقترفتها ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية. ومن المحتمل ان يبقى وضعه من دون تغيير ما لم يصنف باعتباره «مجرم حرب». ويمكن لذلك ان يحدث اذا ما وجهت اليه تهم بارتكاب جرائم ضد الانسانية أو أعمال ابادة جماعية أو انتهاكات لقوانين الحرب. وعندئذ يمكن للولايات المتحدة ان تحيله الى البلد الذي يمكن ان يقوم بمحاكمته.

ويريد مجلس الحكم العراقي المعين أميركيا محاكمة صدام أمام محكمة تشكلت حديثا. وقال الرئيس بوش اول من امس انه يتعهد بـ«العمل مع العراقيين لتحديد طريقة لمحاكمته تصمد أمام التدقيق الدولي».

* كيف يختلف وضع صدام عن وضع المعتقلين من «القاعدة» وطالبان ممن اعتبرتهم ادارة بوش «مقاتلين أعداء»؟

ـ المقاتلون الأعداء هم أولئك المتهمون بانتهاك القوانين الدولية للحرب عبر عدم ارتداء البدلات النظامية أو الانتساب الى جيش نظامي. وعلى خلاف أسرى الحرب فان المقاتلين الأعداء يمكن ان يوضعوا في الحبس الانفرادي ما دامت الحرب قائمة، والتي يمكن ان تكون غير محدودة في حالة الحرب على الارهاب. ويمكن ان يسجن أسرى الحرب من الحرب على العراق ما دامت الحرب مستمرة من دون ان توجه اليهم تهم. ولكن بخلاف المقاتلين الأعداء فانهم مؤهلون لتلقي زيارات من ممثلي الصليب الأحمر الذين يتوثقون من انهم يتلقون معاملة حسنة. ويقول مسؤولون أميركيون انه عندما يتعلق الأمر برعاية وتغذية المعتقلين فانهم يوفرون للمقاتلين الأعداء اجراءات الحماية ذاتها التي يتلقاها أسرى الحرب.

* أي نوع من أسباب الراحة التي يحق لصدام، وأسرى الحرب الآخرين تلقيها؟

ـ ظروف شبيهة بتلك التي يتمتع بها أفراد القوات الأميركية. وهم مؤهلون لنوعية وكمية الطعام ذاتها. وقال ضابط استخبارات أميركي طلب عدم ذكر اسمه ان صدام أعطي بدلة سجن برتقالية اللون «ويحصل على أربع وجبات ساخنة وسرير نوم معدني مثل بقية العراقيين المتهمين بارتكاب الجرائم».

* يقول مسؤولون أميركيون ان وثائق وجدت مع صدام عندما ألقي القبض عليه تربطه مع حركة المقاومة العراقية التي سببت مقتل عشرات من أفراد القوات الأميركية. اذا كان ذلك صحيحا هل يمكن ان يغير الدليل وضعه القانوني كأسير حرب؟ ـ يقول محللون قانونيون ان ذلك لن يحدث. غير ان الدليل يمكن ان يستخدم في محاكمة اذا ما كان لصدام ان يواجه تهما نابعة من المقاومة العراقية.

* ما الذي يمكن ان يفعله ـ أو لا يفعله ـ المسؤولون الأميركيون أثناء التحقيق مع صدام؟

ـ بموجب قواعد معاهدة جنيف لا يطلب من أسرى الحرب سوى تقديم الاسم والرتبة ورقم التسلسل للجهات التي تعتقلهم. وذلك لا يعني ان المحققين الأميركيين لا يمكنهم مواصلة التحقيق معه. ولكن قواعد معاهدة جنيف تقول انه «لا يمكن ممارسة تعذيب جسدي أو نفسي أو أي شكل آخر من أشكال الاكراه على أسرى الحرب لانتزاع معلومات منهم من أي نوع كان. ولا يمكن تهديد أسرى الحرب الذين يرفضون الاجابة أو اهانتهم أو تعريضهم الى أية معاملة سيئة أو ضارة من أي نوع كان».

ويقول المحللون القانونيون ان استخدام الاستغلال السايكولوجي ـ مثل اعطاء المخدرات أو الحرمان من النوم ـ يمكن ان يعتبر من أساليب الاكراه التي تحظرها معاهدة جنيف. وتقول قواعد المعاهدة «ان أسرى الحرب مؤهلون في كل الظروف لتلقي الاحترام لأشخاصهم وكرامتهم».

* كرئيس سابق لدولة هل من حق صدام تلقي اجراءات حماية اضافية؟ ـ كلا، من الناحية الفنية. الرئيس المهزوم في الحرب مؤهل للمعاملة ذاتها التي يتلقاها جندي في القوات المسلحة. وبموجب معاهدة جنيف فان «كل أسرى الحرب يعاملون على حد سواء... من دون أي تمييز بسبب العرق أو القومية أو المعتقد الديني أو الآراء السياسية».

وفي الواقع فان صدام سيعامل على نحو أفضل من معظم أسرى الحرب، وفقا لما يقوله المحللون. ويضيف المحللون انه بما ان العالم يراقب فان المسؤولين الأميركيين سيهتمون بشكل كبير لضمان عدم اصابة صدام بالمرض أو الموت أثناء وجوده في الحبس.

ان فيلم الفيديو الذي عرض على نطاق واسع والذي يظهر فيه صدام وهو يخضع لفحص قمل الرأس هو مثال على الجهد الدؤوب الذي يتوقعه المحللون. ويقولون أيضا ان الفحص كان لغرض مهم آخر: فقد طلب من صدام ان يفتح فمه ليحدد الفريق الطبي ما اذا كان صدام يخفي حبة سيانيد أو أي سم آخر يمكن ان يستخدم في محاولة انتحار. وليس هناك دليل على انه قام بمثل هذه المحاولة.

*هل صدام متعاون؟

ـ يصف بعض المسؤولين الأميركيين تعليقات صدام بأنها في معظمها قاسية وفي بعض الأحيان خرقاء ونادرا ما تتصف بكونها نافعة. ويعتقد آخرون انه سيتحدث في وقت قريب. وقال مسؤول أميركي كبير في بغداد «انه يعرف انه أكثر أمانا بأيدينا» مما هو بأيدي العراقيين. وأضاف «ومن المحتمل ان يكون مصابا بجنون العظمة وليس في أي وضع يتخذ فيه موقفا دفاعيا».

وقال مسؤول استخباراتي أميركي ان شريط تعليقات صدام في التحقيق الأولي يتضمن «الكثير من الأشياء التي يمكن الاستفادة منها». ويعتزم المحققون التوقف قليلا في التحقيق ـ ربما ليوم واحد ـ لتحديد استراتيجية للأسابيع المقبلة، وفقا لما قاله المسؤول الاستخباراتي.

* هل هناك حدود بشأن المرات التي يمكن ان تحاول بها الولايات المتحدة التحقيق مع صدام؟

ـ كلا. الولايات المتحدة مخولة لمحاولة انتزاع معلومات من صدام، خصوصا في ما يتعلق بأماكن أعضاء نظامه الهاربين ولكن يجب معاملة صدام بطريقة انسانية.

* أين يحتجز صدام؟

ـ الأمن قضية مهمة، ولهذا فان المسؤولين الأميركيين يريدون ابقاء مكانه سرا. وقد أشارت بعض التقارير الاخبارية الى ان صدام محتجز في قاعدة عسكرية في قطر. غير ان هناك تقارير متباينة حول مكانه.

* هل قام أحد من الصليب الأحمر بزيارة صدام؟

ـ لا حتى الآن. وقالت متحدثة باسم الصليب الأحمر اول من امس ان الولايات المتحدة لم تبلغ المنظمة بموعد بدء الزيارة. وقالت ان تأخيرا قد يستمر أشهرا بين لحظة الاعتقال وزيارة الصليب الأحمر لأسير حرب ليس أمرا غير مألوف.

*خدمة «يو أس أي توداي» ـ خاص بـ«الشرق الأوسط».