طارق عزيز يطلب من معتقله سجائر «مالبورو» الأميركية و«غلواز» الفرنسية وتمراً وخبزاً

ابنه زياد لـ«الشرق الأوسط»: محام فرنسي شهير سيتولى الدفاع عنه والمقابر الجمـاعية لا تضـم غير جثث الجنود القتلى في حرب 1991

TT

أكد زياد طارق عزيز نجل نائب رئيس الوزراء العراقي السابق، ان محامياً فرنسياً متخصصاً في قضايا الدفاع عن السياسيين سيتولى الدفاع عن والده المعتقل لدى القوات الاميركية في مطار بغداد الدولي في ابريل (نيسان) الماضي. وقال زياد عزيز، 37 عاما، في حديث لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من مقر اقامته في العاصمة الاردنية عمان بانهم تسلموا من والده سبع رسائل منذ ان سلم نفسه للقوات الاميركية في الرابع والعشرين من ابريل الماضي عن طريق الصليب الاحمر، طلب فيها ملابس شتائية وتمراً وخبزاً.

وأضاف زياد عزيز الذي شغل في السابق منصب مدير عام في وزارة الاسكان والتعمير بصفته مهندساً مدنياً بانه وعائلته «قلقون جداً» على مصير والده.

* متى القت القوات الاميركية القبض على والدك؟

ـ والدي سلم نفسه للقوات الاميركية في الرابع والعشرين من ابريل الماضي.

* ولماذا سلم نفسه؟

ـ لانه يعرف نفسه بريئا ولم يتورط بأية جريمة.

* وكيف كانت معاملة القوات الاميركية معه عندما سلم نفسه؟

ـ كانت المعاملة ممتازة للغاية، هذا ما شاهدناه وقت ذاك.

* وهل اتصلتم به، او هو اتصل بكم، او قام احدكم بزيارته؟

ـ كلا لم يحدث ان اتصل بنا كما لم تتمكن اختي من زيارته.

* هل حاولتم الاتصال به؟

ـ أختي التي تقيم في بغداد قدمت طلبات عدة الى ادارة الحاكم المدني في العراق لمقابلة والدي ولم تحصل على اي اذن.

* هل تسلمتم منه أية رسائل؟

ـ وصلتنا سبع رسائل منه عن طريق الصليب الاحمر قبل ان تترك هذه المنظمة العراق، وكانت آخر رسالة مؤرخة في 10/22 وتسلمناها بعد شهر من ذلك التاريخ.

* ماذا قال لكم في رسائله؟

ـ قال «انا بصحة لا بأس بها، طمنوني عن اخباركم».

* الم يطلب أي شيء في رسائله، دواء، ملابس مثلاً»؟

ـ منذ اول رسالة طلب منا ملابس شتوية، وخاصة بيجاما وغطاء للرأس وطعاما.

* طلب طعاماً؟

ـ نعم طلب منا تمراً وخبزاً وهذا يعني انهم لا يتغذون جيداً.

* هل ارسلتم له ما طلبه؟

ـ نعم ارسلنا له الملابس والتمر والخبز، ويبدو انها لم تصل اليه.

* كيف عرفتم انها لم تصل؟

ـ لانه ظل يكرر الطلب حتى في الرسالة الاخيرة، وهذا يعني انه لم يتسلمها، ولو تسلمها لكتب لنا عن ذلك، او لكف عن تكرار طلبها.

* ـ عندما سلم نفسه هل فعل ذلك مقابل وعود باطلاق سراحه او التعامل معه بصورة مختلفة؟

ـ لم تكن هناك اية وعود.

* وكيف تتوقعون ان يتعامل معه الأميركيون؟

ـ اقول لك ان كل العالم مخدوع بأميركا وبالاميركيين، هم يتحدثون عن حقوق الانسان، وأنهم جاءوا الى العراق لتأكيد حقوق الانسان التي كانوا يدعون ان النظام السابق لم يوفرها للعراقيين، فأين هي حقوق الانسان اليوم، والدي رجل كبير، 68 عاما، ومريض، وهو رجل سياسي غير عادي، ولا يسمح لنا الاتصال به او زيارته. في كل العالم يسمح للمتهم بمقابلة عائلته والاتصال بهم، والقانون الدولي يقول ان المتهم بريء حتى تثبت ادانته، لكن كل ما سمعناه من الاميركيين مجرد وعود.

* وما هي توقعاتكم عن محاكمته؟

ـ المشكلة هي ان من جاء ليحكم العراق وصلوا لغرض الانتقام من اعضاء النظام السابق، وهذا ما يتضح من كلامهم وطروحاتهم، الانتقام من جميع اعضاء النظام السابق وليس من والدي وحده. ثم من سيحاكمه، من هم القضاة، ووفقاً لأي قوانين، اين هي لائحة الاتهام؟

* هل تفضلون محاكمته في العراق ام خارجه؟

ـ محاكمته لماذا؟ المعروف ان والدي لم يتورط في اية جرائم، والكل يعرف انه كان اعلامياً، ثم وزيراً للخارجية، ومنذ عام 2000 عزل عن ملف العلاقات الخارجية، ويجب اطلاق سراحه بعد التحقيق معه.

* هل تشكك بنزاهة القضاء؟

ـ اية نزاهة اذا كان من سيحاكمه ومن سيحاكم غيره هم خصومه، وكلنا نتوقع نوعية القرار اذا كان الحاكم هو الخصم.

* عرفنا ان والدك هو اول من تعرف على صدام حسين عندما القي القبض عليه؟

ـ لا اعرف ما سبب ذلك؟ لماذا يستهدفون والدي، سمعنا انه اول من تعرف على جثتي عدي وقصي عندما قتلا، يفترض ان يتعرف على صدام اخواه او سكرتيره عبد حمود لانهم اكثر معرفة بصدام في جميع حالاته، بدون لحية، او بلحية، اما والدي فقد كان مجرد موظف. اعتقد ان هناك مؤامرة ضد والدي. عندما سرق بيتنا في بغداد كل المحطات الفضائية عرضت الحادثة، وعرضوا جواز سفر والدي، لماذا لم يعرضوا مشاهد عن بيوت بقية المسؤولين العراقيين.

* ربما ذلك لان والدك متعاون مع القوات الاميركية؟

ـ لماذا يتعاون، هو ليس مجرما حتى يتعاون من اجل مراعاة ظروفه. الاميركيون احتلوا العراق بحثا عن اسلحة الدمار الشامل، وعن الاسرى الكويتيين، وحتى اليوم لم يعثروا على الاسلحة ولا على الاسرى الكويتيين.

* وماذا عن الجرائم التي ارتكبت ضد العراقيين، والحروب، والمقابر الجماعية التي تم الكشف عنها بعد دخول القوات المتحالفة الى العراق؟

ـ اولا والدي لم يكن عسكرياً، وليس له علاقة بأجهزة المخابرات ولا اي جهاز امني، واذا كانت مثل هذه الجرائم قد حدثت فالعسكريون والعاملون في الاجهزة الامنية هم من قام بها. اما عن المقابر الجماعية، فقد سمعنا هذه الاسطونة المشروخة عدة مرات.

* هل تعني انه لا وجود للمقابر الجماعية؟

ـ اخي، عندما انسحب الجيش العراقي من الكويت قامت الطائرات الاميركية بقصفه وقتلت المئات منهم، وقام الاهالي بدفن جثثهم لان اكرام الميت دفنه، وانا اعرف جندياً كان في الحرس الجمهوري تم دفن جثته من قبل الناس قرب الناصرية.

* تعني ان هذه المقابر الجماعية هي لجثث افراد الجيش العراقي الذي قتلوا خلال انسحابهم من الكويت؟

ـ نعم. وهؤلاء الذين تعرفت على جثثهم عوائلهم؟

ـ كيف تعرفوا عليهم وهم ليسوا اكثر من عظام مثلما شاهدنا في التلفزيون، ثم دعني اسألك كيف يجب ان تتصرف القيادة مع من يتمرد ضدها ويثور عليها، هل ترميهم بحلوى من السما (المن والسلوى) ام بالورود بالتأكيد سيقتلونهم. ومع ذلك فان والدي لم يتورط بمثل هذه الاشياء والمسؤول الاول والاخير هو «نمبر وان» (الرقم واحد).

* من تعني بالرقم واحد؟

ـ الرئيس صدام حسين هو من يأمر وعلى الاخرين التنفيذ، وفي العالم العربي كله ليس من حق الوزير ان يقرر سياسة وزارته بل يكون للرئيس الكلمة الاولى والاخيرة، الوزراء هم مجرد موظفين.

* هل عينتم محاميا للدفاع عن والدك؟

ـ هناك محام عراقي اسمه شوكت شبيب تطوع للدفاع عن والدي لكن القوات الاميركية لم تسمح له بلقاء والدي او الحصول على اية معلومات، والان تطوع المحامي الفرنسي جاك برجيز، وهو مشهور بقضايا المتهمين السياسيين، للدفاع عن والدي، وهو صديق قديم للعائلة، وسيأتي من باريس للقائنا، والتوجه الى بغداد لمفاتحة الادارة المدنية لغرض لقاء والدي والحصول على ملفات التحقيق.

* هل يعاني والدك من امراض معينة؟

ـ نعم فهو في الثانية والستين من عمره، وهو مصاب بجلطة دماغية وتخثر الدم، ووضعت له شبكة لتنظيم الدم في الشرايين، وعنده كمية كبيرة من الدهون في الدم، ومصابا بالسكري وضغط الدم، ويأخذ يومياً تسعة انواع من الادوية، ويجب ان يخضع لفحوص يومية واسبوعية.

* هل تشك بالرعاية الطبية التي يوفرها الاميركيون له؟

ـ عندما تشاهد في التلفزيون كيف يتعامل الاطباء الاميركيون مع الجرحى العراقيين سوف تتأكد بان مستوى الرعاية الطبية سيء جداً، وانا التقيت شخصا عراقيا غادر الى لندن للعلاج بعد ان اصيب في عينه، وقد استغرب طبيبه الانكليزي من الطريقة التي عالجها فيها الطبيب العسكري الاميركي، فكيف هو الحال مع والدي.

* ماذا كنت تعمل في العراق؟

ـ انا درست الهندسة المدنية في جامعة بغداد، وعملت مديراً عاماً في وزارة الاسكان والتعمير.

* ما هو عمرك؟

ـ 37 عاما، ومتزوج ولي ابن وثلاث بنات.

* كم من الاشقاء والشقيقات لك؟

ـ لي شقيقتان هما زينب وميساء، وهما متزوجتان ومقيمتان في بغداد، وشقيق واحد اسمه صدام طالب في كلية طب الاسنان في الجامعة الاردنية.

* ماذا تتوقع ان يكون الحكم على والدك؟

ـ إذا كانت هناك محاكمة نزيهة فيجب اطلاق سراحه. بل يجب اطلاق سراحه من غير محكمة لانه بريء، ونحن لم تكن لنا اية مشكلة مع احد في العراق او خارج العراق، لم نعتد على احد يوما، ولم نغتصب ارضا او داراً، وبيتنا بناه والدي وهو حصيلة تعبه كموظف طوال 35 عاماً وكنا نسكن فيه كلنا وعندنا مزرعة وقد اشتراها والدي من ماله الخاص. بل انا شخصيا تعرضت للاعتقال ثلاث مرات بامر من عبد حمود لاغراض تصفية حسابات مع والدي.

* اين يقع بيتكم في بغداد، وما هو مصيره اليوم؟

ـ بيتنا في الجادرية (بجانب الرصافة في بغداد). وقد سيطر عليه المجلس الاعلى للثورة الاسلامية. في هذا البيت كل ذكرياتنا وصورنا وصور اطفالي وكلها راحت. ان هدفي الرئيسي اليوم هو انقاذ والدي من هذه المحنة، ولي ان اسأل الادارة الأميركية اين هو التغيير الذي وعدتم العراقيين به، العراق اليوم بلا كهرباء، بلا وقود وبلا امن، وعلى مجلس الحكم ان ينشغل بتوفير الحياة الكريمة للناس لا ان ينصبوا انفسهم قضاة لمحاكمة اعضاء النظام السابق. ولا تلوموا الناس اذا ما ترحموا على ايام صدام حسين فقد كان هناك عمل وامان وكهرباء ووقود.

نص الرسالة (1)

* العزيزة زينب أنا بخير، وصحة جيدة وأتلقى رعاية صحية جيدة.

أنا مشتاق لك ولوسام والأولاد.

وكذلك للعزيزة ميساء وعلاء والأولاد. وللعمة أمل طمنوني باستمرار عليكم.

بلغوا تحياتي للوالدة ولزياد وزهير. وحبي وقبلاتي للأولاد مريم وريما وطارق.

(الوالد ـ طارق عزيز 2003/7/15) أرسلوا لي ملابس داخلية ودشداشة وسكاير (عدة كروسات) مارلبورو أو سومر وكذلك صحف ومجلات

* الرسالة 2 العزيزة زينب استلمت منك رسالتين في حزيران. طمنيني عنكم جميعا وخاصة الأهل في عمان.

تحياتي لوسام وقبلاتي للأطفال عصام وسما. بلغي تحياتي للجميع العمة أمل وميساء والوالدة وزياد.

صحتي بشكل عام جيدة ومشتاق لكم جميعا.

أحتاج إلى ما يلي:

شورت مع شيرت من الذي يستخدمه وسام الشورت أضيق من السابق لأنني فقدت بعض الوزن. بيجاما. نعل Slipper جلد حجم 40. سكاير مالبورو أو سومر. منشفة حمام متوسطة ملابس داخلية عدد (2)، مرآة حلاقة يدوية (الوالد طارق 2003/8/8)

* الرسالة 3 نص الرسالة أخبار شخصية أو عائلية فقط العزيزتان زينب وميساء استلمت رسائلكم الأسبوع الماضي.. شكرا. فرحت كثيرا لولادة العزيزة رانيا، قبلاتي لها ولكل الصغار.. استلمت رسالة زياد والعزيزتان مريم وريما، شكرا، استلمت قبل أسبوع الأشياء التي أرسلتموها، شكرا. كتبت إليكم عن ما أحتاج: تراك سوت قياس 52، حذاء رياضة قياس 40، بلوز جاكيت قياس 52، 3 مناديل.. لا أحتاج ملابس داخلية.. أريد بيجاما شتوي.

سكاير مالبورو وغلواز فرنسي.

تمر وخبز توست، حليب جاف في علب كارتون أو بلاستك.. أرسلوا لي أيضا نفس المأكولات التي أرسلتموها سابقا. صحتي جيدة، لا تقلقوا، بلغوا تحياتي للجميع كيف الوالدة، وأخوكم الصغير زهير*! ماذا فعل بشأن إكمال دراسته، اكتبوا لي وراجعوا الصليب الأحمر حول التأخير.

الأخصاء 2003/10/13

* يلاحظ أنه غير اسم نجله الأصغر صدام في الرسالة إلى زهير.

* الرسالة 4 نص الرسالة أخبار شخصية أو عائلية فقط عزيزي أبو علاء (مظفر الوكيل) أنا بشكل عام بصحة لا بأس بها أريد أن أسمع أخباركم أنتم وزينب والعائلة في عمان طمنوني عنكم طارق (نص الرسالة باللغة الإنكليزية ولم يذكر التاريخ)