اصدرت وزارة التربية العراقية تعليمات مشددة الى جميع ادارات المدارس بعدم السماح لتدخل الاحزاب والمنظمات في اعمالها، وكذلك منع المجالس البلدية من التدخل في شؤون المدارس وسير العملية التربوية. واكدت الوزارة ان لجانا خاصة تم تشكيلها لمتابعة ادارات المدارس لتنفيذ هذه التعليمات ومحاسبة المخالفين.
وأوضح وزير التربية العراقي الدكتور علاء الدين عبد الصاحب العلوان «اننا نريد للوزارة ان تكون اكثر حضارة وتقدما من خلال التغييرات الادارية والمالية، وجعلها اكثر كفاءة من السابق لاننا نواجه تحديات كبيرة، أولها التضخم في التشكيلات والمديريات والاقسام».
واضاف العلوان خلال لقائه بالخبراء والمديرين العامين في الوزارة «هناك نقطة اساسية لا بد من تحقيقها، هي ابعاد القلق والخوف والافكار غير الصحيحة عن العاملين في الوزارة، ولا توجد لدينا اية نيات لعزل أي موظف بقدر ما نريد توجيه الاقسام ودمج العاملين لاعادة الهيكلة».
واكد ان هناك مجلسا استشاريا سيناقش هيكلة الوزارة، حيث توجد اقسام فيها غموض، وهناك بعض المديريات التي لا يرتقي عملها الى المديريات العامة، لذلك نريد المناقشة وابداء الملاحظات، لوضع سياسة تربوية هادفة للوزارة.
وعلى الصعيد نفسه، اكد العلوان ان الوضع التربوي في العراق متدهور بسبب سياسة النظام السابق الذي سخر المؤسسات التربوية لخدمته.
وقال خلال ندوة «الرؤية الجديدة للنظام التربوي في العراق» نظمتها الهيئة العلمية والتربوية في حركة الوفاق الوطني أول من امس، ان «اسباب التدهور معروفة ومنها تسخير التربية في خدمة النظام السابق، وشحة الاموال المرصودة لحركة التعليم في العراق في العهد السابق، اضافة الى سوء الادارة ومركزية اتخاذ القرارات، وكذلك ضعف التنسيق والتقييم وعدم وجود برامج انفتاح على التجارب العالمية الحديثة». واضاف الوزير «ان حصة التلميذ خلال السبعينات والثمانينات كانت 623 دولارا انخفضت خلال التسعينات الى 48 دولارا فقط بسبب الاموال الطائلة التي كان يصرفها النظام السابق في حروبه، مشيرا الى ان الحلول تكمن في اعادة تأهيل المدارس، حيث انجزنا ترميم 1700 مدرسة من اصل 10000 مدرسة، ولدينا خطة مع البنك الدولي لتشييد مدارس جديدة ستنفذ خلال الشهرين المقبلين».
من جانب اخر، اعلن مصدر مسؤول في وزارة التربية ان بريطانيا ستساهم في اصلاح المناهج الدراسية، ولا سيما ما يتصل بمنهاج التربية المدنية والمواطنة ووضع آلية جديدة لتدريس مادة اللغة الانجليزية في المدارس العراقية.
جاء ذلك خلال لقاء رئيس المكتب الثقافي البريطاني في بغداد كرستوفر سيجار وعضوي المجلس الثقافي البريطاني ادريان شادويك وكريم وصفي بوزير التربية الدكتور علاء الدين عبد الصاحب العلوان.
وقد تناول اللقاء بعض المقترحات الخاصة بالنظام التربوي واستعداد الجانب البريطاني للمساهمة في بناء مؤسساته، وتم الاتفاق بهذا الصدد على قيام وفود عراقية بزيارة المملكة المتحدة خلال الاشهر الثلاثة المقبلة للتعرف على الخبرات البريطانية في هذا المجال.