العاهل المغربي يدعو إلى دمقرطة العلاقات الدولية وانفتاح أسواق الشمال أمام منتوجات الجنوب

TT

دعا العاهل المغربي الملك محمد السادس الى دمقرطة العلاقات الدولية من خلال تضامن حقيقي بين الدول المتقدمة ونظيراتها السائرة في طريق النمو كما دعا في رسالة وجهها للمشاركين في المؤتمر رفيع المستوى حول التعاون جنوب ـ جنوب، الذي افتتحت اعماله امس في مراكش، وتلاها محمد بن عيسى، وزير الخارجية المغربي، الى تعميق الحوار حول قضايا التجارة الدولية مع انفتاح اسواق الشمال امام منتوجات بلدان الجنوب الساعية لتنمية اقتصادياتها. وقال العاهل المغربي ان مستقبل الشراكة المتعددة الاطراف يطرح تساؤلات وتحديات متعددة، داعيا الى وضع استراتيجية جديدة للتعاون جنوب ـ جنوب مع الرفع من وتيرة المبادلات التجارية بين الدول النامية، وتحديث اندماجها على اسس سليمة.

واشار العاهل المغربي الى اهمية اشراك المؤسسات الجهوية للنهوض بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية، متسائلا «كيف يمكن الخروج من دائرة التخلف من دون احداث مؤسسات جهوية فاعلة؟».

وقال العاهل المغربي «ان تجسيدنا الملموس لتضامننا سيمكننا من إسماع صوتنا لدى الدول المتقدمة»، معربا عن الامل في ان يتناول المؤتمر، الذي تتواصل اعماله حتى يوم 19 من الشهر الحالي، تجارب ملموسة تتجاوز مرحلة التعبير عن حسن النيات».

وشدد على ضرورة بناء الاتحاد المغاربي لينهض بدوره في الربط بين دول القارة الاوروبية ونظيراتها الافريقية. ودعا الملك محمد السادس الى نظام عالمي جديد يكون اكثر انصافا وعدلا وانسانية، يتعامل مع مجموعة 77 زائد الصين، ليس كتجمع كمي فقط، ولكن باعتبارها قوة متكاملة.

ويسعى مؤتمر مراكش لاعطاء دفعة جديدة من اجل حث المجتمع الدولي للوفاء بالتزاماته المعلنة في عدد من المؤتمرات الدولية حول التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتحقيق اهداف اعلان الالفية الذي اكد على تعزيز التعاون بين بلدان الجنوب في جميع المجالات. مجددا دعوته لعقد قمة عالمية عام 2005 على هامش الدورة الـ60 للجمعية العامة للامم المتحدة، وتخصص لتقييم مدى الوفاء بالالتزامات التي اتخذت منذ اعلان الالفية كما يعتبر المؤتمر مناسبة سانحة لاعادة مسألة التنمية الاقتصادية والاجتماعية الى الواجهة، على اساس ان تحقيق التنمية الشاملة هو وحده الكفيل بالقضاء على الفقر والاقصاء الاجتماعي الذي يشكل ارضية خصبة للارهاب حسب تصريح لمحمد بنونة، ممثل المغرب الدائم لدى الامم المتحدة.

ويهدف مؤتمر مراكش ايضا الى وضع تصورات وتحديد برامج عمل قابلة للتطبيق، وخاصة منها ما يتعلق بوضع توجهات جديدة وفعالة من اجل تقوية اشكال التعاون بين دول الجنوب على المستويين الاقتصادي والاجتماعي.

كما ان هذا المؤتمر الذي تلتئم فيه مجموعة 77 زائد الصين، يعتبر محطة تأمل في برامج التنمية في دول الجنوب خلال الربع الاخير من القرن العشرين، وتحديدا منذ انعقاد مؤتمر الدول السائرة في طريق النمو في بوينس آيرس عام 1978.

ويتدارس المؤتمر، على مدى اربعة ايام ، برامج التعاون التقني بين دول الجنوب، وخاصة في مجالات الاعلام وتكنولوجيا الاتصال الحديثة وتنمية التجارة والاستثمارات وتوظيف التكنولوجيا في المجال الزراعي والتغذية، والجوانب الصحية والتربوية، وتنمية الطاقات المتجددة، والبحث عن فرص اكثر لتنمية التبادل بين البلدان النامية في مجال الموارد والخبرات والتجارب.