قال يوشكا فيشر وزير خارجية ألمانيا عقب لقائه أمس الرئيس المصري حسني مبارك في القاهرة انه يبدو ان هناك نافذة جديدة فتحت في الشرق الاوسط لاحياء مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين، مشيرا الى ان الرئيس مبارك اطلعه على المبادرة المصرية الرامية الى تقليص حدة العنف بين الجانبين الاسرائيلي والفلسطيني والتوصل الى اتفاق لاستئناف المفاوضات، معرباً عن تقدير بلاده للمبادرة المصرية وكذلك الجهود التي تقوم بها مصر في هذا الشأن. وقال المسؤول الألماني ان المحادثات شملت الموقف السوري وكافة الأطراف في الشرق الأوسط بالاضافة الى الوضع بالعراق، مشيراً الى ان الرئيس مبارك اطلعه أيضاً على نتائج اللقاءات التي اجراها في جنيف على هامش القمة العالمية للمعلومات خاصة مع الرئيس الايراني محمد خاتمي.
وحول زيارة وفد من مجلس الحكم الانتقالي العراقي لفرنسا.. أوضح انه من المقرر ان يزور هذا الوفد المانيا يوم الخميس المقبل في اطار جولة أوروبية وانه سيلتقي أعضاء الوفد عقب عودته الى برلين.
ورداً على سؤال حول موقف المانيا في دعم استئناف المفاوضات الفلسطينية ـ الاسرائيلية، أكد فيشر ضرورة وأهمية استئناف المفاوضات بين اسرائيل ودول الشرق الأوسط خاصة الفلسطينيين، مشيراً الى انه سوف يلتقي اليوم رئيس الوزراء الفلسطيني أحمد قريع (أبو علاء) والمسؤولين الاسرائيليين، ولكنه أكد على أهمية المبادرة والجهود المصرية والبدء في تطبيق خطة «خريطة الطريق» للسلام لأن هناك تفهماً مشتركاً بشأنها بين الفلسطينيين والاسرائيليين.
وعما اذا كان سيلتقي الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات، قال فيشر انه لن يلتقي عرفات لان زيارته قصيرة الى المنطقة.
ومن جهة أخرى، أكد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى ان مشاورات عربية ستجرى بشأن محاكمة الرئيس العراقي السابق صدام حسين، معتبراً ان الحديث عن اجراء المحاكمة خارج العراق أمر سابق لأوانه، مشدداً على أهمية العمل على مساعدة شعب العراق حتى يسترد سيادته واستقلاله.
وأشار موسى عقب محادثات أجراها مع وزير خارجية المانيا الى ان وجود القوات الأميركية في العراق بعد القبض على صدام حسين أحد العناصر المهمة التي تستدعي مناقشتها ومتابعتها باهتمام باعتبارها جزءا من الموقف ككل.
وحول مصير اللجنة التابعة للجامعة العربية التي سوف تسافر الى العراق، قال الأمين العام ان اللجنة سوف تقوم بمهمتها لكنه رفض تحديد موعد سفرها وتابع قوله انه سيكون لها برنامج حافل باللقاءات مع مختلف القوى السياسية للوقوف على حقيقة الأوضاع هناك خاصة بعد اعتقال صدام حسين، معتبراً ان موضوع محاكمته ما زال رهن التصورات والتوقعات. وقال موسى ان الأهمية والجهود يجب ان تتركز الآن على اعادة بناء العراق، مؤكداً ان العراقيين يستحقون كل دعم ومساندة لاستعادة سلطاتهم وسيادتهم على أراضيهم في اطار تعاون كامل من كل طوائف وفئات هذا الشعب لتحقيق مستقبل أفضل.
وعما اذا كانت بلاده ستحذو حذو فرنسا باسقاط جزء من ديونها المستحقة على العراق، قال فيشر ان المبعوث الأميركي سيتواجد في المانيا وسيجري مباحثات مع كبار المسؤولين وعلى رأسهم المستشار شرودر وكذا سيأتي وفد من مجلس الحكم الانتقالي العراقي. وأشار الى انه سبق للمستشار الألماني ان أعلن استعداد المانيا للمساعدة بشكل بناء في موضوع تخفيف الديون العراقية.